خبر قراءة في الحراك السياسي الإقليمي والدولي .. عريب الرنتاوي 1- 3

الساعة 08:09 ص|10 مايو 2009

قراءة في الحراك السياسي الإقليمي والدولي .. عريب الرنتاوي 1- 3

تشهد عواصم المنطقة، والعواصم الدولية ذات الصلة، حراكا سياسيا كثيفا هذه الأيام، من المتوقع أن يستمر حتى نهاية حزيران / يونيو القادم، حيث من المقرر أن يكشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ملامح "خطته الجديدة" للسلام في الشرق الأوسط، التي تقوم وفقا لمصادر مطلعة على نظرية "الرزمة المتكاملة" سواء بين مسارات علمية السلام الفلسطينية والسورية واللبنانية، أو بين هذه العملية وبقية ملفات المنطقة وبشكل خاص الملف الإيراني.

 

أما بخصوص أفكار الرئيس حيال تسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، فهي من حيث المضمون تدور في الغالب، حول "ورقة كلينتون"، من حيث الشكل والآليات المتبعة في التنفيذ، فهي تلحظ "عامل الزمن" الضاغط بقوة، وتفترض اقتراب لحظة الحسم والحقيقة والقرار لمختلف الأطراف.

 

تقول المصادر:

ثمة قناعة راسخة لدى عواصم الاعتدال العربية بأن رياحا جديدة تهب في واشنطن، وأن أوباما جاد جدا في مسعاه لتحقيق اختراق في عملية السلام، وأنه لا يريد أن يمضي الوقت كله في جدل عقيم حول أيهما أولا، تنفيذ الالتزام الفلسطينية بمحاربة الإرهاب أم الإسرائيلي بوقف الاستيطان، الرئيس يريد أن يذهب إلى "رزمة كاملة متكاملة" لكل ملفات السلام، بل ولكل قضايا المنطقة.

 

الرئيس في طور الاستماع، وهو يستنفر فريقا واسعا من معاونيه لجمع المعطيات ورسم الخيارات وبلورة المقترحات التي سيعرضها في نهاية المطاف (متوقع في نهاية حزيران / يونيو) على الملأ، لتكون "خريطة طريق" جديدة لعملية السلام ولجهود إدارته، واللقاء الأهم في جلسات الاستماع التي يعقدها أوباما ذاك الذي سيجمعه مع بينيامين نتنياهو بعد أن يكون الأخير قد فرغ من إعداد تصوره للحل النهائي للقضية الفلسطينية وللتحرك على كافة المسارات.

 

مما رشح يتضح أن الإدارة الأمريكية الديمقراطية لم تعد راغبة في إطلاق "عملية" سلام، بل تريد التحرك وفقا لرزنامة زمنية والتزامات واضحة المعالم ومعايير قابلة للقياس، مشركة معها كافة الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك دول محسوبة على ما كان يعرف بـ"محور الشر" وفصائل محسوبة على هذا المحور (حماس وحزب الله) ولكن بطريقة غير مباشرة في هذه المرحلة على الأقل.

 

أوباما طلب دعم المعتدلين العرب، من أجل تذليل كافة العقبات الفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية التي تحول دون إحداث الاختراق المطلوب على طريق التسوية النهائية لهذا الصراع، ووفقا لمصادر مطلعة، فإن أوباما بات أكثر اقتناعا بأن "مبتدأ" حل معظم مشكلات المنطقة بما فيها الملف الإيراني بتشعباته وملف التطرف والإرهاب، ينطلق من فلسطين وضرورة العمل دون إبطاء لحل قضيتها...الإدارة الجديدة تعتبر أن حل القضية الفلسطينية يساعد على بناء تحالفات إقليمية لمواجهة التهديدات الإيرانية وتجفيف البيئة المنتجة للعنف والغلو والتطرف.

 

أوباما وإدارته يرون في المبادرة العربية إطارا عاما لحل القضية الفلسطينية كونها تقدم "رزمة شاملة" وتوفر إغراء حقيقيا يمكن تسويقه على المجتمع الإسرائيلي برغم عقدة نتنياهو وليبرمان والتطرف الإسرائيلي، بيد أن هذه الإدارة، والكلام لمصادر واسعة الاطلاع، لم تقبل بالمبادرة كما هي وتريد تعديلات في بندين أساسيين، سبق أن كانا موضع تداول في السنوات الأخيرة على أية حال:  الأول: البند الخاص بحل قضية اللاجئين، الإدارة تساند مطلب إسرائيل إسقاط حق العودة داخل الخط الأخضر (إسرائيل، مناطق 48)، والاكتفاء بتعويض اللاجئين وتوطينهم حيث هم أو البحث عن "وطن ثالث" لهم، أو عودة من يرغب منهم إلى مناطق السلطة الفلسطينية. والثاني: الشروع في تطبيع العلاقات العربية (الإسلامية) – الإسرائيلية منذ الآن، وتسريع هذه العملية على إيقاع التقدم الذي قد يطرأ على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وعدم اشتراط التطبيع بالانسحاب عن الأراضي العربية المحتلة، فالتطبيع يسبق الانسحاب ويتزامن معه ويتطور بعده.

 

الإدارة الأمريكية أوضحت بشكل قاطع، بأنها تؤيد انسحاب إسرائيل عن معظم المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها الأحياء العربية في مدينة القدس الشرقية، لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية، مع الإبقاء على هامش مناورة تحت شعارك: تبادل الأراضي بنفس الكمية والنوعية، على أن يكون هناك ترتيب أممي لرعاية الأماكن المقدسة والإشراف عليها.

 

وأخيرا، تدعم الإدارة جهود تسريع بناء الأجهزة الأمنية والمؤسسات المدنية للسلطة الفلسطينية، وتدعم خطط نشر قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات في الضفة الغربية وربما قطاع غزة. وللبحث صلة

 

 

قراءة في الحراك السياسي الإقليمي والدولي «2 - 3»

09 - 05 - 2009

   

 

 

كتب: عريب الرنتاوي

 

جديد مقاربة أوباما لقضايا المنطقة ، يتجلى في الانفتاح على أطراف ما يسمى "محور المقاومة والممانعة" ، بخلاف إدارة بوش التي بنت استراتيجيها على قاعدة الإقصاء والعزل وتغيير الأنظمة والسياسات باستخدام القوة أو التلويح بها ، وإذا كان كسب ثقة "المعتدلين العرب" يندرج في باب تحصيل الحاصل ، فإنه يسجل لهذه الإدارة بأنها نجحت في استقطاب اهتمام حتى لا نقول "ثقة" ، أطراف المعسكر الآخر على أقل تقدير:

 

إيران: زمن الضربات العسكرية والتلويح بخيار الحرب ضد إيران ، ولّى على ما يبدو ، والحوار الأمريكي - الإيراني هو الوعاء الاستراتيجي الذي سيجري في إطاره تذويب المعارضة الإيرانية الحادة للعملية السلمية ، وستكون هناك رزمة حوافز لإيران تدفعها للتفكير بتليين موقفها الرافض للعملية السياسية ، وتقليص دعمها لما يسمى قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة ، وإن لم تنجح الحوافر في دفع إيران لتغيير سلوكها ، إلا أنها قد تفلح في دفع آخرين لفعل ذلك فتقبى إيران معزولة في نهاية المطاف ، ومجبرة على تغيير سياساتها.

 

رد الفعل الإيراني المحتمل: لا يمكن قراءة موقف الرئيس الإيراني أحمد نجاد في مقابلته مع تلفزيون ABC الأمريكي والذي قال فيه أن بلاده تقبل بما يقبل به الفلسطينيون ولا تعارض خيار "دولتين لشعبين" ، لا يمكن قراءة هذا الموقف بمعزل عن الغزل الأمريكي- الإْيراني ، بل يمكن القول أن الرئيس نجاد كان يقصد "لفت انتباه" الأمريكيين إلى "الساحة" التي يمكن لإيران أن تدفع منها لحساب أمريكا وإسرائيل ، مقابل ما ستحصل عليه من اعتراف بدورها الإقليمي ورفع الحصار المضروب عليها ، والقبول بخيارها النووي (السلمي) ، هي إذن رسالة تطمين وكتاب نوايا لما يمكن أن يكون عليه الموقف الإيراني مستقبلا.

 

سوريا: الولايات المتحدة لا تريد استثناء سوريا من "مسارات التفاوض والسلام" وهي تدخلها في حسابات "الرزمة المتكاملة" التي تتحدث عنها ، وأوروبا تدعم هذا التوجه ، ونتنياهو وفقا لمصادره ، يفضل تقديم المسار السوري على المسار الفلسطيني ، وهو ما يثير تحفظ وقلق عواصم الاعتدال العربي التي تريد التحرك على مسارات متوازية ، وإن تعذر ذلك فتقديم المسار الفلسطيني على ما عداه من مسارات ، الحوار الأمريكي - السوري متواصل عبر قناة فيلتمان - شابيرو ، وهو مرشح للارتقاء في شكله ومضمونه ومستوى المتحاورين بعد الانتخابات اللبنانية وفي ضوء نتائجها ومجرياتها وفي ضوء مراقبة الأداء السوري في ملفي العراق ولبنان على وجه الخصوص.

 

رد الفعل السوري المحتمل: سوريا في العلن تؤيد الدخول في مفاوضات مباشرة (بشروط) أو غير مباشرة مع إسرائيل ، حتى بوجود حكومة يمينية بزعامة نتنياهو ، سوريا مهتمة أساسا باستعادة علاقاتها مع الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية.. سوريا التي تحافظ على علاقة استراتيجية مع إيران ، تتجه لاتخاذ مواقف أكثر استقلالية عن طهران وأكثر تقرّبا من الغرب ، ثم أن المصادر السورية المطلعة تقرأ التقارب الشديد بين أنقرة ودمشق ، بوصفه "عنصر التوازن" الذي يقابل ويعادل التحالف بين دمشق وطهران ، سوريا لا تريد أن تكون "محشورة" في محور واحد مع إيران وحماس وحزب الله ، ولكنها لا تريد أن تقطع مع هذا المحور ، وتسعى في الوقت ذاته لعلاقات متطورة مع الغرب والاعتدال العربي.

 

حماس وحزب الله: لا تزال الولايات المتحدة - وإسرائيل - بالطبع على مواقفها المعروفة من هاتين المنظمتين لكن لغة القطع والقطيعة ، لم تعد مستخدمة ، وهناك محاولات جس نبض تجري عبر وسطاء ، وضغوط لدمج هذه القوى في العملية السياسية ، ومن بوابتي الحوار مع سوريا وإيران ، وعبر وسطاء عرب مؤثرين ، والمتوقع أن تتأثر مواقف هذه التنظيمات بما ستؤول إليه الحوارات الأمريكية مع كل من دمشق وطهران.

 

في فلسطين ، ينظر للحوار الوطني وجهود المصالحة ومبادرات التهدئة ورفع الحصار وفتح المعابر وتبادل الأسرى ، بوصفها عناوين اختبار لحماس ، حيث يتوقف مصير هذه الملفات ومصير العلاقة مع حماس (علاقة الغرب والمعتدلين العرب - وربما إسرائيل) على الكيفية التي ستتصرف بها حماس حيال هذه الملفات المتداخلة والشائكة.

 

وفي لبنان ، ينظر للانتخابات المقبلة ونتائجها وكيفية سلوك حزب الله في ضوئها بوصفها "معايير" للحكم على سلوك حزب الله وادائه في المرحلة المقبلة.

 

رد حماس المتوقع: حماس تصر على عدم تخليها عن مواقفها المبدئية و"ثوابتها" بيد أنها ، وهي تستشعر رياح التغير في المشهدين الدولي والإقليمي ، لا تكف عن إطلاق الرسائل وبث التعهدات المطمئنة ، ومنها على سبيل المثال: مقابلة خالد مشعل مع النيويورك تايمز: حماس تقبل بدولة فلسطينية (فقط) على الأراضي المحتلة عام 67 ، حماس لن تكون إلا جزءا من الحل ، حماس مستعدة لتهدئة بعيده المدى (بالمناسبة حماس تمنع إطلاق الصواريخ وتعتقل مطلقيها) ، حماس تحترم الاتفاقيات المبرمة ، وجميع هذه العناوين ، هي صياغات مختلف لإجابات تسعى للتكيف - المتدرج - مع شروط الرباعية الدولية الثلاثة من جهة ، وتحفظ ماء وجه حماس وبتقي وحدة تياراتها وأجنحتها المختلفة من جهة ثانية.

 

رد حزب الله المتوقع: شأنه شأن حماس ، لن يتخلى الحزب عما يسميه "ثوابت ومبادئ" ، بيد أنه سيظهر التزاما أعلى "بلبنانيته" على حساب "عروبته وإسلاميته" ، وسيولي الحزب اهتماما أكبر بالشأن الداخلي ، خصوصا إذا ما فازت المعارضة بغالبية مقاعد مجلس النواب وشكلت الحكومة المقبلة ، عندها سيسعى الحزب إلى التصرف بمسؤولية أعلى. وللبحث صلة.

 

قراءة في الحراك السياسي الإقليمي والدولي 3- 3

10 - 05 - 2009

   

 

 

كتب : عريب الرنتاوي

 

أين تقف إسرائيل من الحراك السياسي الإقليمي والدولي الذي تقوده الإدارة الأمريكية الجديدة، أين تلتقي وأين تفترق مواقف الحليفتين الاستراتيجيتين حيال قضايا المنطقة واستحقاقاتها؟

 

حتى الآن، يمكن رصد نقاط التماس الرئيسة التالية في العلاقات بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو، وهي نقاط ستسيطر على جدول أعمال القمة الأمريكية - الإسرائيلية في واشنطن في الثامن عشر من الجاري :

 

• الحل النهائي: "دولتان لشعبين" من المنظور الأمريكي و"حكم ذاتي" من وجهة نظر نتنياهو...مفاوضات حثيثة وفق جدول زمني تنتهي إلى تجسيد الحل النهائي وفقا للإدارة، و"سلام اقتصادي" متبوع بدور أمني أردني – فلسطيني برعاية أمريكية، قد ينتهي إلى قيام "كيان فلسطيني" في المدى المتوسط، على نصف الضفة الغربية وفقا لنتنياهو و"خريطة المصالح" التي وضعها عام 1988.

 

• الاستيطان، بؤرا وتوسعة: الإدارة الحالية أكثر جدية من سابقاتها في التشديد على ضرورة وقف الاستيطان وإزالة بؤره العشوائية، فيما الحكومة الإسرائيلية الحالية تبدو أكثر "لهفة" من سابقاتها على التوسع الاستيطاني وتهويد القدس.

 

• "التهديد الإيراني": واشنطن تعتقد أن حل القضية الفلسطينية يساعد على تبديد هذا التهديد وتحييده، فيما إسرائيل ترى أن إزالة هذا التهديد يعد شرطا مسبقا للتقدم على طريق حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

• واشطن تلمح إلى استعدادها تبني شعار "شرق أوسط خال من الأسلحة النووية"، وتطلب إلى إسرائيل علنا وفي خطوة نادرة، التوقيع على معاهدة عدم الانتشار، وتل أبيب تشكو مساواة مفاعل ديمونا بمفاعل ناتنز أو مقايضة يتسهار ببوشهر.

 

• واشنطن تتجه لتقليص التعاون السياسي/الأمني مع الدولة العبرية (أو تلمح إلى ذلك)، وتبعث برسائل مبطنة حول مسألة المساعدات، فيما تل أبيب تشكو من احتمال فقدانها وضعية "الدولة الخاصة الأولى بالرعاية الأمريكية" إذا ما استمر الحال على هذا المنوال.

 

والحقيقة أن من يقرأ الأرث السياسي القديم/الجديد لنتنياهو والليكود يخلص إلى تحديد الكيفية التي ستدير فيها حكومة نتنياهو خلافاتها مع إدارة أوباما، ومضامين الردود التي سيتقدمها حيال مختلف الاستحقاقات التي تقرع أبواب المنطقة، والأرجح أن المواقف والسياسات الإسرائيلية ستبقى في الإطار التالي:

 

أولا: إسرائيل ستظل تعطي المواجهة مع إيران، الأولوية القصوى في المرحلة المقبلة، وهي إذ تقبل مضطرة للتعامل مع المقاربة الأمريكية الجديدة حيال إيران، فإنها تضع لذلك سقوفا زمنية تقاس بالأشهر (3 أشهر وفقا لليبرمان) وليس بالسنوات، وهي ماضية في استعداداتها اللوجستية لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.

 

ثانيا: إسرائيل مرتاحة جدا لقيام بعض العواصم العربية (القاهرة والرياض تحديدا) بإثارة ملف "التهديد الإيراني" على أوسع نطاق، وهي تستغل هذه المواقف في مسعى منها لبناء موقف مشترك مع "معسكر الاعتدال" ضد إيران، نتنياهو يقول لأول مرة في التاريخ هناك عدو مشترك للعرب واليهود ومصلحة مشتركة في مواجهته، يقصد إيران، وهو يهدف من وراء ذلك، إحراج الموقف الأمريكي، وإظهاره كموقف متنكر لمصالح أصدقاء واشنطن وحلفائها عربا وإسرائيليين.

 

ثالثا: إسرائيل ستعاود اللجوء إلى "لعبة سباق المسارات": ستقول المسار السوري أولا، دون إبداء الاستعداد للانسحاب عن هضبة الجولان المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران، ستقول نعم للتقدم على المسار الفلسطيني، ولكن في سياق كيان وحكم ذاتي أولا، وليس دولة مستقبلة وقابلة للحياة، لا عودة لخطوط الرابع من حزيران لا عودة للقدس الشرقية لا عودة للاجئين، لا تخلي عن "السيطرة" على وادي الأردن، ستقدم حكومة نتنياهو على حركات دراماتيكية من نوع تسليم مدن الكثافة السكانية للسلطة، من نوع تخفيف القيود في الضفة، لكن لن يكون لها قول نهائي وكلمة فصل حيال المستقبل والحل النهائي.

 

رابعا: إسرائيل سترحب من دون حماس ظاهر، بأي تعديل يدخله العرب على مبادرتهم السلمية يخففها من "الحمولة الزائدة" في البند الخاص باللاجئين وحقهم في العودة، سترحب بالتطبيع غير المشروط، ولكنها سترجئ حتى آخر لحظة (إن كان هناك خط نهاية للمناورات الإسرائيلية) القبول بصفقة شاملة تنهي بموجبها الاحتلال للضفة والقدس والجولان ومزارع شبعا مقابل سلام شامل وتطبيع كامل مع 57 دولة عربية وإسلامية (بالمناسبة حكومة نتنياهو لا يثيرها كثيرا هذا الرقم).

 

خامسا: ستكون هناك لحظات مواجهة صعبة بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، نتنياهو سيسعى لجعلها محدودة في موضوعاتها وآجالها وتداعياتها، ليبقى السؤال حول قدرة أوباما على ممارسة ضغط جدي على إسرائيل يظل قائما، حتى بوجود "تنازلات" عربية وفلسطينية مغرية، كما أن السؤال حول قدرة إسرائيل على تحمل ضغوط أمريكية سيظل مطروحا.

 

في هذا السياق، فإن أسئلة جوهرية ينبغي أن تظل حاضرة بقوة في أذهاننا عربا وفلسطينيين، خصوصا مع اشتداد حاجة تل أبيب لمخارج ومنافذ لأزمة خياراتها وبدائلها، أسئلة وتساؤلات من نوع: هل ستقدم إسرائيل على عملية خلط أوراق واسعة تبعد عن فمها "كأس إنهاء الاحتلال"؟...كيف وأين، هل سيكون ذلك بتوجيه ضربة لإيران، وإن حصل ما الذي سيترتب على مقامرة من هذا النوع؟...هل تتحرش بحزب الله أو حماس، هل يمكن أن تكون هناك عملية عسكرية واسعة في غزة بذريعة "تحرير شاليط" أو ردا على "خرق فلسطيني" حقيقي أو مزعوم؟...هل تنفذ إسرائيل اغتيالا كبيرا لمسؤول في حزب الله أو زعيم في حماس لإدخال المنطقة في دوامة جديدة، خصوصا مع تواتر الأوامر لشبكاتها التجسسية في لبنان بالاستعداد لتنفيذ عمليات ميدانية ضد المقاومة، كما كشف أمس اللواء أشرف ريفي، أسئلة تطرح بقوة، ولن يعرف لها جواب قبل نهاية حزيران/ يونيو القادم.