أزمة جامعة القدس المفتوحة.. تصعيد مؤجل حتى الثلاثاء في انتظار رد الجامعة غداً

الساعة 08:31 م|18 سبتمبر 2022

فلسطين اليوم

حالة من الغضب تسود طلبة جامعة القدس المفتوحة في قطاع غزة، بعد الإجراءات التي اتخذتها ادارة الجامعة حديثًا هذا العام 2022 في رفع رسوم طلب الالتحاق للطلبة الجدد من 200 إلى 350 شيقلاً وتثبيت سعر صرف الدينار بقيمة خمسة ونصف شيقل وإجراءات أخرى قد تصعب على بعض الطلبة من توفير الرسوم، في ظل سوء الأحوال المالية لأهالي القطاع، وبالتالي حرمانهم من الدراسة الجامعية في الفصل الدراسي الأول.

تخوف الحرمان من التحاق الطلبة بمقاعد الدراسة، دفع الأطر الطلابية إلى تنظيم الفعاليات الاحتجاجية التي طالبت الجامعة بالعدول عن قرارتها والوقوف بصف الطالب على الدوام وتسهيل إجراءات الدفع وتذليل العقبات، على اعتبار أن الدراسة حق للجميع ومكفول قانونيًا.

سكرتير عام لجبهة العمل الطلابي الديمقراطية محمد الشرافي، أكد، أن جامعة القدس المفتوحة اتخذت في هذا الفصل الدراسي الأول الجديد (2022-2023) قرارًا برفع رسوم الالتحاق إلى 250 شيقلاً مع دفع 20 دينارًا لحجز مقعد الدراسة، معربًا عن رفض الأطر الطلابية والطلبة لهذا القرار الذي وصفه بـ"المجحف" وبـ"السرقة".

وأضاف الشرافي، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هذا الإجراء الإداري الجديد ربما يحرم بعض الطلبة من محدودي الدخل من الالتحاق بالجامعة أسوة بزملائهم، مع زيادة العبء على الطلبة الملتحقين في تسديد الرسوم الفصلي، بسبب ارتفاع طلبات المعاملات الإدارية ودفع 200 شيقل مع كل فصل بشكل اجباري وغير قانوني.

واعتبر سكرتير عام لجبهة العمل الطلابي، ارتفاع الرسوم، بأنه لا يراعي ادنى معاناة أهالي الطلبة في وقت يسجل فيه القطاع ارتفاعًا في معدلات البطالة والفقر وقلة فرص العمل.

وأوضح أن الأطر الطلابية توجهت فورًا إلى إدارات الجامعة في جميع فروعها، للاحتجاج على هذا الأمر الذي يؤرق الطلبة، حيث نظمت العديد من الفعاليات والوقفات أمام مقرات الجامعة، رغم التهديدات والاعتداءات التي تعرضت لها المشاركون من قبل حراسة أمن الجامعة.

وبيّن الشرافي، أن هذه الأطر قدمت رسالة إلى رئاسة الجامعة وشرحت فيها مطالبهم، مشيرًا إلى أنهم في انتظار الرد عليها يوم غد الاثنين كما وعدت الرئاسة، محذرًا من أن التماطل في الرد سيدفعهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء المقبل في غزة.

كما وأوضح، أن المطلوب لحماية حقوق الطالب الفلسطيني، تأسيس ودعم حملة وطنية مع الاجماع على برنامج عملياتي من الأطر الطلابية كافة لإعادة الحياة الديمقراطية في عقد انتخابات نحو تشكيل مجالس طلبة تحمي وتدافع عن تلك الحقوق.

الطالب محمد علي، الذي أنهى مرحلة الثانوية العامة العام الحالي بمعدل 70 بالمئة فرع الأدبي، أعرب عن قلقه حيال قررت الجامعة بعدم التراجع عن هذا القرار برفع رسوم الالتحاق الدراسة، الأمر الذي قد يضع مستقبله في خانة ضياع.

وطالب علي، الذي يريد الالتحاق بكلية  الآداب فرع اللغة العربية، إدارة الجامعة من التراجع عن القرار وتسهيل الإجراءات اللازمة في التحاقهم بمقاعد الدراسة، كون وضع أسرته المادي متردي.

العدول عن القرار

من جهته طالبت الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي -في بيان لها وصل نسخة منه لـوكالة فلسطين اليوم الاخبارية-، إدارة جامعة القدس المفتوحة العدول عن قراراتها بحق الطلبة وإرجاع الأنظمة المعمول بها.

وجددت الرابطة الإسلامية مطالبها بإعادة النظر في سعر الساعة الدراسية في ظل الأزمة التي يعيشها القطاع، وتبني إدارة الجامعة الطلبة المتعففين وإيجاد عوامل الصمود لاستكمال مسيرتهم التعليمية.

وشددت على ضرورة توحيد الرسوم الدراسية لمساقات متطلبات الجامعة ومتطلبات الكلية، مطالبةً بضرورة أن تراعي الجامعات الوطنية ظروف أولياء الطلبة في ظل الظروف الاقتصادية القاسية.

وقالت :" حق الطلبة والأطر الطلابية التعبير عن رفضهم لمثل هذه السياسات بالطرق السلمية والنقابية ضد سياسات الجامعات المجحفة بحقهم، مهددةً بخطوات جدية وعملية على أرض الواقع في حال لم تتراجع الجامعة عن قراراتها .

وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم تقف موقفاً مشرفاً كما مواقفها المشرفة دائما ضد هذه السياسات ، وألا تكتفي بإصدار بعض البيانات على استحياء  بل عليها اتخاذ القرارات لأنها الجهة الرسمية ، مبيناً أن سيتم  التواصل بشكل مستمر مع إدارة الجامعة لتحقيق مطالب الطلبة.

رد الجامعة

وبحسب مصادر خاصة من جامعة القدس المفتوحة، أوضحت لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه يوجد حاليًا حوارات بين إدارة الجامعة والأطر الطلابية بخصوص الرسائل التي وصلت من الأخير بشأن مسألة رفع رسوم الالتحاق وتثبيت سعر الدينار وغيره من المواضيع التي يجري المناقشة عليها.

وأضاف المصدر ذاته، أن الجامعة ستعلن قريبًا عن نتائج هذه الحوارات عبر تصريحات وبيانات صحفية.

وتعد مسألة رفع الرسوم الدراسية في الجامعات الفلسطينية معضّلة تتجدد مع كل بداية كل فصل دراسي جديد، وسط رفض واسع من الأهالي والطلبة والأطر الطلابية الذين يؤكدون أن هذه القرارات لا تخدم الطلبة في وقت ترتفع فيه نسبة البطالة لأكثر من النصف وسوء الأحوال الاقتصادية للعائلات.

كما أن رفع الرسوم يزيد  العبء على أولياء الطلبة في توفير الأموال لسدادها للجامعات، وهو ما يحرم المئات من الطلبة في الالتحاق مع زملائهم بمقاعد الدراسة.

كلمات دلالية