أكّد الخبير في تاريخ القدس والمسجد الأقصى د. جمال عمرو، اليوم الأحد 18 سبتمبر 2022، أن المخطط الاستيطاني الجديد بين بلدتي بيت حنينا وحزما شمال مدينة القدس المحتلة، بما يعرف بـ "حديقة الغزلان"، يهدف إلى فرض طوق استيطاني على القدس من جميع الجهات، وطرد الفلسطينيين من تلك المنطقة، وتجميعهم في مناطق أريحا والأغوار.
وأوضح د. عمرو في تصريح خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ما يحاول الاحتلال فعله، هو بناء مغتصبة كبيرة على مساحة 700 دونم من أراضي المواطنين تُطبق الخناق مدينة القدس وتغلق المتنفس الأخير عليها، وترحيل البدو الفلسطينيين وطردهم إلى أريحا والأغوار.
وأشار إلى أن الاحتلال سيدفع إلى ترحيل وتشريد أكثر من 15 ألف شخص من البدو الفلسطينيين يقيمون في تلك الأراضي، إذ إنه سينهب أراضيهم ويدفعهم للرحيل عنها والسكن ضمن تجمعات شمال في إحدى المناطق شمال أريحا والأغوار، مشدداً إلى أن هذا المخطط لن يكون الأخير المنطقة، فهم مستمرون في مشاريعهم الاستيطانية حتى احكام السيطرة الكاملة على القدس، ومنع تمدد المواطنين، والاستيلاء على أكبر مساحة من أراضيهم.
وبيّن أن هناك أهدافاً أخرى ينوي الاحتلال تنفيذها من خلال الاستيلاء على أراضي المواطنين في المنطقة المذكورة سابقاً بالقدس، وهو التطهير العرقي وطمس كل ما يتعلق بالوجود والهوية الفلسطينية، ووضع أدلة تزعم أنها ملكية "إسرائيلية"، منذ قديم الزمان.
وعن آلية الدفاع عن تلك الأراضي، دعا الخبير في تاريخ القدس والمسجد الأقصى جميع الفلسطينيين، لاسيما المقدسيين منهم لعدم الرضوخ إلى قرارات ومخططات الاحتلال "الإسرائيلي"، والحفاظ على أراضيهم وعدم الرحيل منها، لأن البادية جزء أصيل من تاريخ فلسطين القديم، و"إسرائيل" تسعى لطمس تلك الهوية إلى الأبد.
وكشفت مؤسسات استيطانية عن حصولها على قرار موقع مما يسمى رئيس اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس، "شيرا بطليموس بابائي"، على المخطط لإنشاء حديقة طبيعية حضرية تغطي مساحة تقارب 700 دونم، في منطقة المنتزه (ناحال زمري)، وهناك قطيع من الغزلان وأنواع فريدة من النباتات والحيوانات.
ومستوطنة "بسغات زئيف" تعتبر من أكبر التجمعات الاستيطانية شرقي القدس، يبلغ تعداد سكانها نحو 55 ألف نسمة، وهي مقامة على أراض فلسطينية محتلة منذ عام 1967.
وحديقة محمية وادي الغزلان في القدس، هي أكبر موقع طبيعي في البلاد، إذ يوجد اليوم في الحديقة حوالي 44 غزالًا يعيشون في الوادي في ظروف قريبة جدًا من الطبيعة، وما يميز الحديقة هو التنزه على طول الوادي لتجربة رؤية الغزلان دون وجود حواجز، تمامًا كما هو الحال في رحلات سفاري السير على الأقدام؛ وإلى جانب الغزلان تعيش هناك أيضًا عشرات الأنواع من الطيور والحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى النباتات التي تحافظ على نظام بيئي طبيعي.