خبر اوباما يستعين بخطة أعدتها تسيبي ليفني للتطبيع بين إسرائيل والعرب‏

الساعة 08:41 م|09 مايو 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

اعلن مسؤولون امريكيون واسرائيليون ان الإدارة الأمريكية تستعين بخطة اعدتها رئيسة حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

وكانت ليفني سلمت المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل قبل أيام من ترك منصبها كوزيرة للخارجية الإسرائيلية وثيقة تضمنت الخطة، وقالت المصادر ان الادارة الامريكية تبنت أجزاء من التوصيات التي شملتها الخطة ودمجتها بسياستها الشرق أوسطية.

وكشفت صحيفة 'هآرتس' الجمعة أن الوثيقة التي وصفتها الصحيفة بأنها 'إرث ليفني' تضمنت عدة خطوات تعتبر أن على دول عربية تنفيذها لدعم عملية السلام والتقدم نحو تطبيع علاقات تدريجي بين إسرائيل وهذه الدول في إطار عملية سلام إقليمية.

وتضمنت وثيقة ليفني ثلاثة أنواع من الخطوات التي يمكن للدول العربية تنفيذها بغية كسب ثقة الجمهور الإسرائيلي في تأييد العملية السياسية.

وتقضي الخطوة الأولى بأن يعلن زعماء عرب، وبينهم أولئك الذين لا تقيم دولهم علاقات مع إسرائيل، دعمهم للعملية السياسية والمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وذلك من دون محاولة من جانبهم لإملاء مواقف متصلبة على الفلسطينيين.

وتتمثل الخطوة الثانية بمنح دعم سياسي ومالي للسلطة الفلسطينية والمساعدة في عزل حماس، فيما الخطوة الثالثة تقضي بتنفيذ الدول العربية خطوات تطبيعية تجاه إسرائيل مثل إعادة فتح ممثليات تجارية ودبلوماسية إسرائيلية في دول عربية وعقد لقاءات علنية وسرية مع زعماء إسرائيليين والقيام بزيارات رسمية لإسرائيل.

وكانت ليفني سلمت خطتها لميتشل أثناء زيارة الأخير لإسرائيل كما سلمت نسخا عن الخطة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز ولمبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط توني بلير.

وادعت ليفني خلال لقائها مع ميتشل أنه تكمن في صلب فكرتها الصعوبة التي يواجهها الفلسطينيون بمنح مقابل لمبادرات النوايا الحسنة التي تقدمها إسرائيل مثل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أو تسليم المسؤوليات الأمنية على مدن في الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية.

واعتبرت أنه 'بإمكان الدول العربية منح إسرائيل مثل هذا المقابل، وسيبدو الأمر أمام الجمهور الإسرائيلي بأنه يوجد شريك لا يتمثل بالسلطة الفلسطينية فقط وإنما بالعالم العربي بأكمله'.

وأضافت 'هآرتس' أن ليفني طرحت خطتها خلال لقاءات عقدتها في العام الأخير مع زعماء عرب وبعضهم لا تقيم دولهم علاقات رسمية مع إسرائيل.

وقالت إن ليفني قالت للزعماء العرب الذين التقتهم إن 'الجمهور في الدول العربية يرى في قناة الجزيرة (الفضائية القطرية) أن أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) يلتقي فقط مع الزعماء الإسرائيليين ولذلك فإنه صورته تظهر كمتعاون، لكن إذا بدأتم أنتم أيضا بالالتقاء معنا فعندها ستنخفض حدة المعارضة لعملية سلام مع إسرائيل وستضعف قوة المتطرفين في دولكم العربية'.

من ناحية ثانية جدد الرئيس الامريكي باراك اوباما العقوبات المفروضة على سورية وسط استمرار المخاوف من دورها في دعم حركات مسلحة، وفق تعبير المتحدث باسم الخارجية الامريكية روبرت وود الجمعة.

وقال المتحدث 'اعتبر الرئيس ان من الضروري اتخاذ تلك التدابير. لا يتصل الامر بعقوبات جديدة'، في وقت تسعى فيه واشنطن الى احداث تقارب مع دمشق.

واضاف 'اعتقد ان هذا الامر يظهر انه لا يزال لدينا قلق كبير حيال موقف سورية وما تقوم به في العالم'.

وتابع المتحدث 'سبق ان ابدينا قلقنا حيال ما تقوم به سورية في العراق ودعمها للمجموعات الارهابية. لقد شجعنا السوريين على اداء دور ايجابي في الشرق الاوسط'، مؤكدا ان الولايات المتحدة 'مستعدة لبدء حوار نعرض فيه مخاوفنا، وكذلك المخاوف المحتملة لدى (السوريين)'.

وتدارك وود 'لكن الامر ليس سرا. لدينا مشكلات خطيرة مع الحكومة السورية. ونأمل ان نتمكن من معالجة هذه الخلافات، لكن الكرة في الملعب السوري في شكل اساسي'.

ويأتي تجديد العقوبات هذا فيما تحاول الولايات المتحدة تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وزار مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان العاصمة السورية الخميس، وذلك للمرة الثانية في شهرين.

ووصف فيلتمان محادثاته مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأنها 'بناءة'.

وتدهورت العلاقات بين واشنطن ودمشق منذ الاجتياح الامريكي للعراق العام 2003 واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري العام 2005.

وكانت واشنطن استدعت سفيرها في دمشق في شباط (فبراير) 2005 غداة هذا الاغتيال ولم تتخذ مذذاك اي قرار يتصل بتعيين سفير جديد في سورية.

الى ذلك قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز الجمعة ان الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي تعهد باعادة بناء علاقات الولايات المتحدة مع العالم الاسلامي سيوجه كلمة مهمة بشأن هذه القضية في مصر يوم الرابع من حزيران (يونيو).

واضاف جيبز ان اوباما سيسافر بعد ذلك بيوم الى المانيا لزيارة مدينة درسدن ومعسكر الاعتقال بوخنفالد الذي انشأه النازي اثناء الحرب العالمية الثانية.