خبر إسرائيل تستعد للبابا على طريقتها: مقاطعة وابتزاز و«دعوى قضائية»!

الساعة 06:39 ص|09 مايو 2009

فلسطين اليوم- غزة

ما كادت الطائرة تقلع بالبابا بندكت السادس عشر من الفاتيكان متجهة إلى المنطقة، حيث يزمع القيام بجولة «حجّ» لمدة ثمانية أيام في الأردن والأراضي المقدسة، حتى باشر التيار اليهودي المتشدد والمهيمن على إسرائيل حملة ضده، تبدأ بمقاطعته وتصل الى حدّ التهويل بمقاضاته على الرغم من ان زيارته الى فلسطين المحتلة تتزامن مع الذكرى الـ61 لاعلان انشاء اسرائيل.

وقبل أن يصل بندكت إلى الأردن، أعلن عدد من الحاخامات في إسرائيل رفضهم المشاركة في حفل استقبال البابا في مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب يوم الاثنين المقبل، وبينهم الحاخامان الرئيسيان لإسرائيل يوناه ميتسغر وشلومو عمار. وأوضح الحاخام الرئيسي لمدينة صفد شموئيل إلياهو، مقاطعته قائلا «لا أعتقد بأنه يجب أن نخرج عن طورنا لتقديم الاحترام له (البابا)، إذ أننا لم نر أنه قدم الاحترام لنا في مؤتمر دوربان الثاني» لمناهضة العنصرية، والذي تمت خلاله إدانة الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

أضاف إلياهو إنه «في الوقت الذي غادر فيه مندوبو أمم العالم قاعة مؤتمر دوربان خلال خطاب الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد)، فإن البابا أمر مندوب الفاتيكان بالبقاء في القاعة». كما أعلن حاخامات آخرون امتناعهم عن المشاركة في استقبال البابا بسبب «ماضيه»، في إشارة إلى أنه كان في صباه عضوا في «الشبيبة النازية»، وبسبب موقفه من الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.

وبشكل أكثر رسمي، مارس وزير الأديان الإسرائيلي يعقوب ميرغي، العضو في حزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين، نوعاً من الابتزاز داعياً البابا، في رسالة نشرت أمس، إلى التنديد بشكل واضح وحازم بمنكري المحرقة اليهودية، خلال خطاب مزمع له في متحف «ياد فاشيم» الذي يخلد ذكرى المحرقة. وقال ميرغي في الرسالة التي نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «الناجين من المحرقة في إسرائيل والعالم ينتظرون منكم تنديداً لا لبس فيه بالمشككين بمحرقة اليهود وبالمعادين للسامية، في وقت يعلن فيه بعض هؤلاء ولاءهم للكرسي الرسولي».

وذكرت صحيفة اليهود المتشددين «باكيهيلاه» أمس الاول، أن الحاخام عمار، وهو الحاخام الرئيسي لليهود الشرقيين في إسرائيل، استشار الزعيم الروحي لحزب «شاس» الحاخام عوفاديا يوسف بشأن السلوك الذي يجب اتباعه لدى لقاء البابا، كونه «يتقلد صليباً». وأشار يوسف على عمار أن يشارك في اللقاء وهو يتقلد سلسلة مع كتاب توراة صغير.

أما الموقف الأشد استفزازاً فصدر عن الإسرائيليين باروخ مارزل وايتامار بن غفير، وهما من اليمين المتطرف، حيث أعلنا أنهما ينويان رفع دعوى قضائية ضد البابا أمام محكمة في القدس فور وصوله إلى إسرائيل، بتهمة نهب ممتلكات يهودية على مرّ القرون.

وبحسب نص الدعوى، يتهم هذان الاسرائيليان الكنيسة الكاثوليكية، ممثلة بالبابا، بإخفاء قائمة من الثروات المنهوبة من الشعب اليهودي والمودعة حاليا في الفاتيكان، وبينها شمعدان مذهب سرقته من هيكل القدس، بحسب المدعيين، قوات الجنرال الروماني تيتوس، الذي أدى بحسب الرواية اليهودية، دورا كبيرا في دمار الهيكل اليهودي في العام 70 للميلاد. وتضمنت اللائحة ايضا وثائق دينية محفوظة في مكتبة الفاتيكان.

والأغرب أن «شهود» الدعوى هما: الحاخامان ميتسغر وعمار بشخصيهما.