خبر البابا يخلع السياسة قبل دخوله فلسطين!

الساعة 06:26 ص|09 مايو 2009

في الزيارة الأولى له إلى دولة عربية منذ تنصيبه في العام 2005، وصل البابا بندكت السادس عشر إلى الأردن أمس، في رحلة حجّ يريدها «دينية» الطابع بتقفيه لخطى السيد المسيح في الأراضي المقدسة، لكن «السياسة» ستفرض نفسها حتى اذا قال انه لا يرغب بذلك، حيث تقوده الزيارة الى فلسطين المحتلة يوم الاثنين، وسينتظر ملايين المؤمنين ما الذي سيقوله امام الفاجعة الفلسطينية وجرائم الاحتلال الاسرائيلي الذي يحتفل بالذكرى الـ61 لاغتصاب فلسطين.

وبعد تصريحاته المثيرة للجدل التي اعتبرت مسيئة للاسلام في العام 2006، قال البابا (82 عاماً)، فور وصوله إلى مطار عمان حيث كان الملك الأردني في استقباله، إن «زيارتي للأردن تمنحني فرصة للتحدث عن احترامي الشديد للمجتمع الإسلامي»، مشيدا بالملك الأردني عبد الله، الذي يعمل «من أجل الترويج لفهم اكبر للفضائل التي ينادي بها الإسلام».

وحرص رأس الكنيسة الكاثوليكية على تجنب الإدلاء بتصريحات سياسية في مستهل زيارته، التي ستشمل أيضا إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقال للصحافيين على متن طائرته «لسنا قوة سياسية بل قوة روحية، وهذه القوة

الروحية حقيقة يمكن أن تسهم في التقدم في عملية السلام». أضاف «لأننا مؤمنون فإننا مقتنعون بأن الصلاة قوة حقيقية وأنها تفتح العالم إلى الله. ونحن مقتنعون بأن الله ينصت ويمكن أن يؤثر على التاريخ، وأعتقد انه إذا صلى ملايين المؤمنين بقوة، فإنها ستصبح قوة لها تأثير ويمكنها أن تسهم في دفع الأمور قدما نحو السلام».

وأعلن البابا الذي زار كنيسة سيدة السلام في عمان، أن الكنيسة الكاثوليكية تريد مشاركة اليهود والمسلمين في حوار من أجل السلام، مؤكدا أن «أي حوار ثلاثي الأطراف يجب أن يتحرك إلى الأمام». وتابع أنه «من المهم للغاية للسلام ولكل شخص أيضا أن يسمح لكل فرد بأن يمارس عقيدته أو عقيدتها على نحو جيد».

ومن جهته، لم يتجنب الملك، الذي استقبل البابا في المكاتب الملكية في منطقة مسجد الملك الحسين بن طلال غربي عمان، الكلام في السياسة، وأكد لبندكت «موقف الأردن الداعم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وفقا لحل الدولتين، وفي إطار سلام إقليمي شامل».

وذكر الملك بقول النبي الكريم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، محذرا من أن «أصوات التحريض، والإيديولوجيات الطامحة إلى التقسيم أصبحت تهدد بالتسبب بمعاناة اكبر... لذا، ينبغي أن نتصدى لهذه الأصوات لنحمي مستقبل عالمنا».

إستياء إسلامي

وفيما لا تزال كلمة البابا بندكت في ريجينزبورغ في المانيا في العام 2006، والتي اشار فيها إلى أن الإسلام يتسم بالعنف، عالقة بأذهان العديد من مسلمي العالم، فقد ندد زعماء مسلمون في الأردن بالزيارة، قائلين إن البابا يجب أن يعتذر أولا عن الكلمة التي ألقاها في ريجينزبورغ.

وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر إن غياب اعتذار علني من البابا يعني أن «العقبات والحدود ستظل في مكانها، وستظلل أي تفاهم ممكن بين البابا والعالم الإسلامي». وهو ما رد عليه المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي قائلا «لا يمكننا أن نستمر في تكرار التصريحات ذاتها»، في إشارة إلى اعتذار غير مباشر أدلى به البابا قبل ثلاثة أعوام، وقال فيه إنه «يأسف» لما تسببت به تصريحاته من ردود فعل.

في المقابل، رحب علماء دين آخرون بالبابا، وبينهم إمام أقدم مساجد عمان، عبد الله عبد القادر، الذي دعا المسلمين خلال خطبة الجمعة إلى «إظهار الاحترام لزملائكم المسيحيين، فيما يستقبلون قائد كنيستهم». ويمثل المسيحيون أقل من خمسة في المئة من الشعب الأردني (5.8 ملايين).

ومن المتوقع أن يلتقي البابا اليوم زعماء مسلمين في مسجد الملك حسين، أكبر مساجد عمان.

من جهة أخرى، أعلن مكتب الملكة رانيا أنها أطلقت صفحة خاصة على موقع «تويتر» عبر الانترنت لمناسبة زيارة البابا.

على خطى المسيح

سيتوقف البابا خلال رحلته التي تنتهي في 15 أيار الحالي عند محطات رئيسية في حياة المسيح: ففي الأردن، سيزور بيت عنيا حيث عمد يوحنا المعمدان المسيح في نهر الأردن، وسيزور المسجد الثاني له بعد المسجد الأزرق في إسطنبول الذي زاره في العام 2006. وسيتوجه غدا إلى جبل نيبو في غرب الاردن.

بعدها، سينتقل إلى القدس المحتلة ليزور كنيسة رقاد السيدة العذراء، وليحيي قداسا على سفح جبل الزيتون. وفي الضفة الغربية، سيزور البابا بيت لحم حيث كنيسة المهد، وسيقيم البابا قداسا في ساحتها. ثم سيتجه البابا إلى الناصرة ليقيم قداسا في الهواء الطلق على جبل القفزة، وليزور كنيسة البشارة.

وعلى الاثر، سيعود البابا إلى القدس لزيارة كنيسة القيامة.