خبر الظاظا يكشف عن خطة الحكومة لبناء منشآت من الطين

الساعة 06:24 ص|09 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

أعلن م.زياد الظاظا نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد الوطني بحكومة غزة أن الحكومة تنوي إقامة منازل ومنشآت من الطين، وذلك في محاولة للتغلب على الحصار الإسرائيلي المضروب على قطاع غزة منذ ما يقارب من الثلاثة أعوام.

 

وقال الظاظا لصحيفة فلسطين التابعة لحماس:" إن اشتداد الحصار ومنع دخول المواد الأولية الخام لصناعة البناء والتشييد، هو من أهم الدوافع التي دفعت الحكومة الفلسطينية للتفكير بشكل جدي بإعادة صياغة منظومة إعادة الإعمار في القطاع".

 

وأضاف" وما دفعنا أيضا للتفكير في ذلك هو أن الاحتلال ومن يدور في فلكه من قوى الهزيمة والهوان تفكر أن تجعل من إعادة الإعمار وسيلة ضغط وهزيمة للمواطن الفلسطيني الذي انتصر في معركة الفرقان، بصموده وصبره وتحديه للإرهاب الصهيوني".

 

وأشار إلى أن المواد المستخدمة في البناء هي الطين والمواد الداخلة معه كقوة تماسك، وإعطاء مزيد من التحمل والاستفادة من الكركار والرمل والمواد المختلفة التي تدخل كقوة تماسك وقوى فاعلة في الخليط، بالإضافة إلى الاستفادة من أنقاض المنازل المدمرة.

 

وشدد على أهمية الاستفادة من هذه العبقرية والإبداع الإنساني والإسلامي مع الاستفادة من المعاصرة والتكنولوجيا الحديثة في إعادة صياغة هذه المنظومة.

 

وأكد وزير الاقتصاد أن الحكومة عملت التصميم والتحليل الإنشائي لهذه المنشآت وكيفية تنفيذها على الأرض وإمكانية التوسع بها من مبانٍ سكنية إلى بناء المؤسسات والمدارس والعيادات والمباني السياحية.

 

كما شدد على ضرورة أخذ الكثير من الأمور بالحسبان منها البدء بصناعة البلوك، مع مراعاة المعاصرة والأمور الفنية الهندسية، ثم أخذ عينات من سبع مناطق في قطاع غزة مع الكركار وعرضها على مختبرات الجامعة الإسلامية ليتم فحصها، لافتاً إلى أنه سيتم عرض النتائج الموثقة في غضون يومين أو أقل.

 

وأوضح الظاظا أن هناك أكثر من نوع من الطين، مشيراً إلى أنهم سيستخدمون جميعها، "منها ما سيتم استخدامه في موضوع البلوك، ومنها ما يستخدم في (القصارة) كما سيتم استخدام الفخار المكسر"، منوهاً إلى أن صناعة الفخار ستجد لها سوقاً في هذا المجال وستكون للقبة الإسلامية ذلك المعلم البارز في هذه المباني لتعبر أن الإنسان الفلسطيني يستطيع أن يصنع من أي شيء ما يفيد الإنسانية جمعاء.

 

وحول عدد المنشآت المنوي بناؤها، قال وزير الاقتصاد :" في البداية سنبدأ بالنموذج الأول وهو عبارة عن مبنى من ثلاثة طوابق كل طابق حوالي 250 متراً مربعاً، لتكون نموذجاً لجميع المواطنين الكرام وأي مواطن كريم لديه بيت قد دمره الاحتلال ويريد أن يعيد بناءه بهذه الطريقة يمكن أن تقوم أي مؤسسة دولية أو محلية أو الحكومة بإعادة إعمار هذا البيت له".

 

وأضاف " أي مواطن يريد أن يصنع له بيتا يستطيع أن يقوم بهذا العمل مباشرة وسيكون الأمر مفتوحاً لجميع المكاتب الهندسية والاستشارية وجميع المقاولين والعمال وجميع المؤسسات الأهلية والدولية والمحلية، فنحن في الحكومة الفلسطينية فقط نريد للناس نموذجا ليأخذه الناس كيفما شاؤوا ولا توجد لدينا شروط حول هذا الموضوع".

 

وأشار إلى أن جميع المكونات متوفرة للهيكل الإنشائي وللعمليات المهمة في التشطيب مثل "القصارة" والبلاط، " وأما غيرها فسيتم توفيرها من السوق المحلي بالطريقة الإبداعية التي يقوم بها المواطن الفلسطيني".

 

وأكد على أنها ستكون بوضع أفضل بكثير من أعمال الخرسانة العادية والمسلحة لمواجهة تغيرات المناخ، "لسبب واحد وبسيط أنها من نفس التربة والأرض ومن نفس البيئة وبالتالي لا يوجد فيها مواد كيماوية التي تتأثر وتؤثر في المنشآت".

 

ولفت إلى أن سقف هذه المباني فني بحت ولا يحتاج إلى مهارة عالية في التنفيذ، "ويستطيع أي عامل فلسطيني أن يستوعبه ويتعامل معه على الفور، فهو عبارة عن قوس على شكل خوذة الجندي".