خبر للثقافة مسؤولية إنسانية وأخلاقية ..علي عقلة عرسان

الساعة 10:48 ص|08 مايو 2009

للثقافة مسؤولية إنسانية وأخلاقية ..

علي عقلة عرسان

انطلاقاً من اعتقادي بوجود مسؤولية أخلاقية للثقافة، وبقدرتها على القيام بدور كبير في تكوين الإنسان وبناء الأمم وفي التنمية، وإقامة جسور وعلاقات متينة وسليمة بين الشعوب وإشاعة التفاهم والثقة والصداقة فيما بينها.. أؤكد على أنها يجب أن تحافظ على قيمها واستقلالها وتمايزها ومبدئية مواقفها وقدرتها على تقديم صورة الشعب الحامل لهوية وحضارة والمنغرس في أرض والمكون لبيئة ثقافية إنسانية تتكامل مع البيئات الثقافية الأخرى في العالم.. وأن تبقى مخلصة للإنسان والعدل والحرية، لتتمكن من الإسهام الفعال في تكوين العقول والضمائر والأجيال من جهة، والمساهمة الفاعلة في حل المشكلات والتخفيف من حدة الصراعات على أساس احترام العقل والمنطق والحق والمصلحة واحترام الآخرين، أفراداً وشعوباً، وحماية التنوع الثقافي والاعتراف بأهميته من جهة أخرى.. لتتمكن من أن تكون مساهمة بفعالية في الوعي المحرر والحرية التي هي حق لكل إنسان، ويقع واجب دعمها بصيغها المسؤولة على عاتق كل إنسان. وذلك لكي يتمكن البشر من صنع سلام عادل ودائم، واستقرار للأنفس والشعوب، وعالم الغد المزدهر الذي يفتح أبواب الأمل أمام البشر بدلاً من فتح أبواب البطلة الرعب والإرهاب بأشكاله، إرهاب الأباطرة وإرهاب الصعاليك، والقتل والدمار بأشكالهما المختلفة. 

ومن أجل هذا ينبغي التركيز من وجهة نظري على ضرورة احترام هويات الشعوب وثقافاتها وتنمية خصوصيتها وتمايزها في إطار يغني الثقافة الإنسانية ويرتفع بمستواها، ويجعل أبناء البشر كافة قادرين على الاستفادة منها والمشاركة فيها.. واحتضان ذلك ومده بنسغ قوي التأثير يساهم في المحافظة على التنوع الثقافي الذي يغني الحضارة البشرية كلها ويدفعها إلى الرقي والازدهار.

ومن الأهمية بمكان الاهتمام بـ

1      ـ إقامة العلاقات الثقافية بين الشعوب، والعمل على التعريف الصحيح والدقيق بالثقافات الإنسانية وإنتاجها في اللغات المختلفة، وفق أسس ومعايير ومقومات تقويمية سليمة ومسؤولية إنسانية مبدئية.

2      ـ عقد اللقاءات وتبادل الآراء حول قيم الثقافة ودورها بعيداً عن المتغيرات السياسية والخلافات الكثيرة في مجالاتها. فلا بد أن تمنح الثقافة هذا الهامش من حرية الحركة والعمل والتفاعل بعيداً عن التسخير والتوظيف السياسي لأغراض منافية لجوهر رسالتها المعرفية والأخلاقية.. لأن الثقافة تتصل بتكوين العقل والمنطق والوعي والضمير والمسؤولية ومستقبل العالم على نحو ما. ولذا أعتقد أنه لا ينبغي أن نجعل منها جهازاً إعلامياً ملحقاً بسياسات عدوانية وإجرامية واستعمارية لتكون وسائل دعاية، وتقوم بحملات التشويه والإفساد وتخريب القيم وتزييف الحقائق والوقائع، لأن ذلك يفقدها دورها الإنساني ومصداقيتها وارتباطها بقيم الخير والحق وبالدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وحيوية وجوده.

وبما إن الثقافة قادرة على لعب دور هام من أجل السلام والتقدم والازدهار والأمن، ومن أجل مستقبل العالم ومستقبل الإنسان فيه، فهي مطالبة باتخاذ مواقف واضحة وجريئة ومسؤولة من كل ما يجري في العالم من تجاوزات على الحقوق والحريات والوجود السليم في تربة ثقافية سليمة وبيئة إنسانية نظيفة. والثقافة بطبيعة رسالتها يجب أن تكون إنسانية بشمول، ومنتمية للعدل والإنسانية والحرية، ومهتمة بالدفاع عن ذلك. ومن هنا ينبغي أن تعمل على إشاعة الوعي المعرفي المسؤول ضد أشكال الاستعمار والاستغلال والاستلاب، ضد العنصرية والعبودية والتعصب الأعمى والتطرف القتال، ضد الصهيونية والامبريالية والنازية الجديدة، ضد القهر والغطرسة والديكتاتوريات وأشكال الممارسات التي تحط من قدر الإنسان وتستلب حقوقه.. وأن تقوم بدور كبير، مع الفعاليات الإنسانية الأخرى، لوضع حد للبؤس والمرض والمجاعات ونهب الشعوب وتهديد مستقبلها ووجودها بأنواع العدوان والتهديد والحصار والحروب وتخريب البيئة وبالتسلح النووي، وبأساليب النصب المنظم لاختلاس ثروات الدول والشعوب وأموالها ومثال ذلك من يقفون وراء الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية التي يدفع ثمنها لعالم وتستفيد منها شرائح اجتماعية معينة. وأن تكون الثقافة مع كل توجه يقيم السلام العادل والدائم في عالمنا ويحافظ على شروط عيش أفضل للإنسانية بعيداً عن التهديد وكوابيس الرعب التي تجبرها على العيش في ظلهما أسلحة وجيوش بلا قيم ومعايير خلقية، تعمل بإمرة سياسات تشعل بؤر التوتر وتغذيها، وتثير النزاعات والصراعات في عالمنا، وتسوِّغ العدوان وتحميه.. فالثقافة بهذا المعنى ومن هذا المنظور والرؤية "ساحة عمل عالمية ذات رسالة إنسانية سامية، وفعالية مؤثرة".

إننا في الوطن العربي " ولا سيما في ما يسمى الشرق الأوسط"، نتعرض لأشكال من إشاعة التفسخ والهزال الثقافيين في تربتنا الحضارية وبيئتنا الثقافية، ولتخريب القيم والمقومات والمعايير،  وتسميم مجالات النمو والتنمية الثقافية والحضارية بما يعوقها أو يشلها. وهناك مشاريع وخطط وبرامج ومؤسسات ومجموعات عمل وأجهزة تمولها الإمبريالية والصهيونية للقيام بذلك، وأكثرها تحركه المخابرات الصهيونية والغربية " لا سيما الأميركية" ومن يرتبطون بها ويستثمرون في مشاريعها.. وهي تهدف إلى/ وتعمل على إفساد لغتنا العربية وإماتة ثقافتنا وقيمنا. والأبواق التي نسمع عزفها هذه الأيام من هذا الموقع أو ذاك في الوطن العربي وآخرها ما سُمع من شمال العراق الجريح، ضد الحضارة العربية والثقافة العربية وقيمهما ومستقبلهما ومصيرهما..إلخ هي مما حاول الاستعمار غرسه في جسم الأمة منذ زمن ليتوطن ويعمل وفق برمجة وتوقيت. وتحرص الصهيونية وحلفاؤها الغربيون منذ عقود على تنميته بمنهجية وتمويل وتوظيف مدروس وتصنيع أدوات عربية.. منذ أربعينات القرن العشرين وخمسيناته، للقيام بالدور وتحقيق الخدمة في الوقت المناسب. وما زال ذلك السم في الجسم الثقافي العربي يفتك فيه.. وقد بقي، وربما سيبقى.. في ظل " أنظمة لا تهتم اهتماماً جاداً وعميقاً ومدروساً بالقضية الثقافية ودورها وأبعادها البنيوية والتنموية والدفاعية، ولا بمواجهة أشكال الغزو والتخريب الثقافيين بأساليب وأدوات "قادرة ومؤثرة".. وربما سيبقى ذلك محمياً بكل أنواع الحماية، الخارجية والداخلية، ومستعصياً على الإضعاف والاجتثاث، وينمو بقوة في ظل أمراض منها الطائفية والمذهبية والحزبية الضيقة.

إننا نشهد حشد طاقات وشحذ سكاكين ضد الثقافة العربية "باسم ادعاءات" وتحت لافتات وأمور تنطوي على ادعاء عريض".. وهي لا تخدم إلا من يفتك بالأمة ويرمي إلى إشعال الفتن والصراعات الهامشية في جوفها، لكي يستمر الفتك الصهيوني ـ الإمبريالي الرئيس بالمقومات الأساس لهوية الأمة وشخصيتها وحقوقها ووجودها. وقد شجعت الجهات المتآمرة والمتواطئة أدواتها وحركت بيادقها ودفعتها وراء مشاريعها.. فبشرت بـ "إفلاس اللغة العربية وموتها القريب"وعملت على إضعافها بكل الوسائل، واللغة عماد الهوية وأداة التفكير، وحامل التراث، والمقوم الرئيس من مقومات الهوية والشخصية الثقافية للأمة. وقامت بالتأسيس لإحلال لغات أجنبية محل العربية في ميادين التعليم والتربية بكل مراحلهما، على الخصوص، وفي مجالات البحث العلمي..إلخ.. لتقول بعد ذلك: ".. اللغة العربية خارج دائرة العلم ومفاهيمه ومصطلحاته وأدواته وتقدمه والبحث في مجالاته.. وربما خارج العصر ذاته"!.. وقد أقامت لغات ميتة من قبورها، وأقامت على أساس اللهجات بدلاً " لغات" بديلة للغتنا العربية الجميلة لكي تكرس التجزئة والضعف والتخلف، ودعت إلى استعمال الحرف اللاتيني  بدل الحرف العربي لتقطع صلة أجيالنا بتراثها الثقافي والروحي وتاريخها، وشجعت تيارات وتوجهات أدبية وفنية تخريبية في الشعر والسرد الفني والنقد الأدبي.. والفنون، ومازالت تعمل لإفساد الذوق والمواهب وإحداث خلل عميق في التراتبيات الأدبية والفنية ـ تراتبية النصوص والأشخاص ـ  لتخلق فوضى المعايير وتظهر رموز الجهل والضعف والعدم وبيادق الأحزاب والطوائف وتُعملِقُها رموز إبداع وبناء على حساب نصوص وأشخاص.. وقد تابعنا في الأيام القريبة الماضية تصريحات مسمومة ضد الحضارة العربية ومستقبلها واللغة العربية ومصيرها.. وما إلى ذلك من هراء تعمل العناصر المندسة في جسم الأمة على أن يفتك في جسمها من الداخل.. وكنا سمعنا شيئاً من هذا الذي يتم ترديده اليوم على لسان رموز استعمارية في منظمات ثقافية دولية بشرت بموت اللغة العربية قبل سنوات؟.. هذا إضافة إلى ما تصدّره  وتشيعه تلك الجهات وأبواقها بوسائل تقنية متقدمة ومتنوعة، لا سيما في مواقع على الشبكة العنكبوتية" الأنترنيت"، من انحلال وفحش وبؤس روحي وأخلاقي وتوجهات فكرية مشبوهة وعلاقات مريضة.. تؤدي إلى تخريب الشخصية الثقافية والبنى الأسرية والاجتماعية السليمة، وإلى إشاعة الانحلال والقضاء على تماسك الشخصية الثقافية لأمتنا العربية وأصالتها. وهي تعمل هذا لكي تصل في النتيجة إلى إعادة تشكيل التفكير والذاكرة والضمير، من خلال التشكيك وإحداث الفراغ والتركيز على معطيات معينة وسلوك يصبح متقبِّلاً لمشاريعها الاستعمارية ومسلماً بها، ومستسلماً لها.. وفي مقدمة ما ترمي إليه هذه المشاريع كلها التي تحاول أن تفرضها الصهيونية والولايات المتحدة الأميركية بتعاون وتنسيق وتغطية مالية تامة، فرض الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع الشامل معه، لا سيما التطبيع الثقافي، وإجبار العرب على القبول التام باحتلال إسرائيل لفلسطين وإزالة وقائع العدوان والاحتلال من الذاكرة العربية، والقضاء على حق العودة بالتوطين والتذويب والتعويض، ونسيان فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني عربياً، وإثارة أزمات، وتنصيب أعداء للأمة يقدَّم الصراع معهم على الصراع الأساس مع الصهيونية وكيانها في فلسطين المحتلة، ومع الاحتلال الأميركي للعراق وما نتج عنه ومحاولات تقديمه تحريراً وتنويراً، والنظر إلى المذابح التي ارتكبتها وترتكبها الصهيونية، ومنها ما هز ضمير العالم مثل دير ياسين، وكفر قاسم، صبرا وشاتيلا، وقانا، وجنين، وغزة أخيراً وليس آخراً..  على أنها قدر لا بد من قبوله ونسيان ما يتصل به وعدم السعي لمعاقبة من يرتكبونه؟! 

كما تحاول أن تزيف مفهوم السلام، حيث تقدمه استسلاماً للعدو المحتل، تحت ضغط القوة وتفوق السلاح والمناصرة العمياء للظلم القهر والقتل.. والمضي أبعد من ذلك حيث تشير المؤشرات إلى لغة سياسية جديدة تتبعها " ثقافة" تعمل على تحالف بعض الأنظمة العربية مع العدو الصهيوني ضد المقاومة ومن يدعمها والممانعة ومن يقول بها.. ويرافق ذلك القضاء على ثقافة المقاومة ورموزها ومنطقها والتشكيك بها في ميادين ومنابر.

إن هذا التسلل عبر الثقافة العربية لتخريب المواطن العربي والقيم الوطنية والقومية والإنسانية السليمة، ومنها الدفاع عن النفس ومقاومة المحتل، هو عمل هدام إنسانياً ومعرفياً وحضارياً، وهو مخالف لرسالة الثقافة الإنسانية ومبدأ غنى الثقافات في تنوعها. وذلك الذي يتم في وطننا وضد ثقافتنا العربية ومقاومتنا المشروعة، لا يخدم إلا مصالح الصهيونية والاستعمار ومشاريع الاستغلال الكبرى والهيمنة ومن يرتبط بذلك ممن يخدمونه.

وبتقديري أن هذا الإضعاف والتخريب وتجذير التبعية وغسل الأدمغة وضرب الرؤوس بالعصي الغليظة التي تصنّعها أجهزة الاستخبارات بالترويج الثقافي والإعلامي والسياسي.. لن يؤدي إلى إفلاس الأمة العربية ذات التاريخ والتراث والحضارة والعقيدة الروحية السامية واللغة العريقة، ولا إلى تدمير قيمها ومقومات وجودها كلياً.. على الرغم من الضرر البالغ الذي يلحقه بها والمتمثل في تشويه الوعي، وتأخير الصحوة، وإعاقة بناء القوة المحررة والإرادة الحرة.. وهو لن يؤدي على المدى البعيد إلى فرض سلام الاستسلام الذي يُراد فرضه على الأمة بشروط العدو المحتل، ولا إلى قتل ثقافة المقاومة، الشاغل الأول للصهيونية وحلفائها وعملائها الآن.. بل سيكون مناهضاً لكل صيغ ما يسمى "السلام" واحتمالاته، ومؤسساً للصراع على المدى البعيد.

إن القضية المركزية الحية لأمتنا وفي وطننا هي قضية فلسطين وحقوق الشعب العربي الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة، والمشروع الصهيوني الذي يستهدفنا، واحتلال إسرائيل والولايات المتحدة الأميركي لأرضنا ولإرادة بعض حكامنا، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتهديدها المستمر لنا ولثقافتنا وحضارتنا وعقيدتنا.. إن هذه القضية، قضية فلسطين، قومية وجوهرية ومبدئية ومصيرية، وذات أهمية خاصة وقصوى في إقامة سلام عادل ودائم في منطقتنا وفي العالم. وعدم النظر إليها من هذه الزوايا وبهذه الأبعاد، وعدم إعطائها الأهمية التي تستحق.. يجعل مَن يفعل ذلك يقلل من شأن قضية وضعت عالمنا المعاصر أكثر من مرة على حافة حرب شاملة، وأسست لانعدام الاستقرار فيه، ولخوض حروب مكلفة للبشرية منها ما يدور الآن باسم/ أو تحت اسم " الحرب على الإرهاب= أي الحرب على الإسلام".. وذلك كله بفعل الصهيونية وأطماعها وأكاذيبها ومشاريعها وتأثيرها على ساسة وسياسات غربية وأميركية على الخصوص، مثل سياسة المأفون والمسكوت عن جرائمه البشعة بكل أسف المجرم "جورج W بوش" ومن معه من المعنيين في إدارته. ويكفي أن تتذكر أن هذه الجرثومة في السياسة الدولية " إسرائيل" وضعت العالم على أبواب حرب عامة في أعوام 1956- 1967-1973 وارتكبت بعد ذلك في لبنان وفلسطين ما لا يُحصى من الجرائم.. وما زالت مصدر التوتر والخطر والأزمات، وسبب كثير من الحروب والمآسي، وفقدان الأمن والثقة بين الدول والشعوب.. وستبقى " إسرائيل" مصدراً للتوتر والعدوان والفتن والتشويه والشر، ما لم يُوضع حدٌ نهائي لتخريبها ونفوذها وشرورها ووجودها، من المتضررين بذلك وفي مقدمتهم العرب المنتمون لأمتهم ممن يحملون قضاياها بصدق وصبر ووعي واقتدار.. وأحرار العالم من المهتمين بالعدالة والحرية والسلام والمنتمين إلى ذلك انتماء مناضلين أحرار وأخلاقيين متعلقين بالقيم الإنسانية الشاملة.. ومقدمة ذلك الفعل المنقذ "عمل ثقافي واسع وعميق ومتكامل، يعي أهدافه ورسالته، ويحترم معاييره ورموزه ومناهجه، ويُحسن استخدام أدواته وإمكانياته.. بعيداً عن أشكال التبعية والتسخير والتوظيف الإقليمي والقطري والطائفي والمذهبي الضيق الأفق، وبعيداً عن الجهل والتجاهل والأمراض المزمنة.. فالمعرفة ترتب المسؤولية، والثقافة تعزز المعرفة والوعي، وللثقافة وعليها مسؤولية أخلاقية حيال الإنسان والعالم، حيال والحرية والعدالة والسلام.

دمشق في 8/5/2009

علي عقلة عرسان