في عملية نوعية غير مسبوقة منذ 34 عاماً؛ تمكن ستة أسرى فلسطينيين من انتزاع حريتهم من سجن "جلبوع" الإسرائيلي الأشد حراسة وتحصيناً في عملية أطلق عليها عملية انتزاع الحرية " كتيبة جنين"، قرب مدينة بيسان المحتلة فجر السادس من سبتمبر 2021، الأمر الذي شكل ضربة قاصمة للمنظومة الأمنية "الإسرائيلية"، وحققت العديد من الأهداف الوطنية، وباتت تشكل هاجساً لقادة الكيان حتى وقتنا الحاضر.
عملية "انتزاع الحرية" نفق الحرية، التي قادها القيادي في حركة الجهاد محمود العارضة، وباركتها الفصائل والقوى الفلسطينية، أثبتت بحسب اعتراف إدارة سجون الاحتلال بفشل أمني "إسرائيلي" كبير في منعها وإحباطها، فبعد مرور عام، ما لذي حققته عملية "انتزاع الحرية"؟
المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين طارق سلمي قال: إن عملية" انتزاع الحرية استثنائية في تاريخ الشعب الفلسطيني، والأسرى في سجون الاحتلال، وحققت العديد من الأهداف، أبرزها أنها استطاعت أن تفشل المنظومة الأمنية الصهيونية، وأن تخترق جدران أكثر السجون تحصيناً في فلسطين المحتلة، كما استطاع أبطال "نفق الحرية" تحويل المستحيل إلى واقع.
محطة مهمة
وأشار سلمي في تصريح لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن عملية "انتزاع الحرية"، وأثبتت أن صاحب الأرض والحق هو من ينتصر على المحتل الذي يريد اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، كما كانت دافعاً للأسرى بأن يقاوموا المحتل ويفشلوا أهدافه، ويحققوا كل مطالبهم، لأن مقاومة المحتل هي السبيل الوحيد لذلك.
وأكد أن الأسرى أبطال نفق الحرية، الذين تنسموا حريتهم لأيام، أفضل مخطط السجّان بأن يحولهم إلى جثث هامدة، أن يُفرغ محتواهم النضالي، مبيناً إلى أنها ستبقى محطة مهمة في الوعي الفلسطيني، وإسقاط المشروع الصهيوني على أرض فلسطين.
ووفق سلمي، فإن عملية "انتزاع الحرية" حققت أهدافاً عدة، أبرزها أن الأسرى استطاعوا أن يصفعوا السجّان عن قرب ومن مسافة صفر، ويحققوا انتصارًا مهما وكبيراً تمدد إلى جميع السجون "الإسرائيلية"، وزادت من معنويات الأسرى البواسل، وأكدت على الرواية الوطنية الفلسطينية.
ووجه رسالة إلى الأسرى قائلا: "نحن في حركة الجهاد الإسلامي نؤكد أننا معكم قلباً وقالباً، وأنتم على سلم أولوياتنا حتى تحريركم وكسر قيدكم".
تشكل هاجساً
من جهته، قال الناطق الإعلامي باسم حركة حماس حازم قاسم: إن عملية انتزاع الحرية وبعد مرور عام على تشكيلها لا تزال تشكل هاجساً للاحتلال، وهو ما نشاهده من عملية تنقل لعمداء الأسرى من عزل إلى آخر، كما أنها أكدت أن الأسرى الأبطال قادرون دائما على قهر السجّان بالرغم من كل الإجراءات والانتهاكات والعنجهية التي تُمارس بحقهم.
وشدد قاسم في تصريح لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، على أن عملية انتزاع الحرية التي نفذها أسرى سجن "جلبوع" أكدت على فشل المنظومة الأمنية الصهيونية، واستطاعت أن تُحيد كل مقدرات الأجهزة الصهيونية البشرية، كما أنها لا تزال تشكل هاجساً لدى قادة الاحتلال.
وأشار إلى أن أبطال عملية "نفق الحرية" أكدوا أن العقل المقاوم يستطيع دائماً أن يربك حسابات الاحتلال، وأن العقلية الأمنية الاستخباراتية للمقاومة والأسرى الأبطال قادرة على مواجهة مقدرات "الأمن" الصهيوني، والتفوق عليها، كما بعثت بصيص الأمل لدى الأسرى الآخرين، بأنهم يمكنهم أن ينتزعوا حريتهم متى أرادوا، وأن أملهم بالحرية القريبة لن يتزعزع.
ونوه إلى أن هذه العملية النوعية، شكّلت معركة إرادات مستمرة على مدار الساعة بين السجّان والأسرى، الذين يثبتون في كل مرة أنهم قادرون على فرض إرادتهم، وهو ما أثبتته عملية "نفق الحرية".
ولا يستبعد قاسم أن يقدم أسرى آخرون على انتزاع حريتهم بذات الطريقة، فـ "انتزاع الحرية"، باتت ملهمة لكل الأسرى، وأثبتت قدرة الأسرى على الفعل الضارب الذي يوجع السجان وقادة الاحتلال.
الدكتور رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات، أن أبرز الأهداف التي حققتها عملية "انتزاع الحرية" هو تأكيدها على أن الحرية من سجون الاحتلال هي حق لكل أسير فلسطيني، فهي كانت بمثابة معجزة حقيقية، لأنّ من يعرف أزقة وجدران وأنظمة سجن "جلبوع" يعلم أن الفرار منه شبه مستحيل، إلا أن الأسرى الستة كسروا تلك القاعدة بإرادتهم.
ملهمة لباقي الأسرى
وقال د. حمدونة في تصريح لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إن الأبطال الستة حققوا انتصاراً كبيراً على منظومة الأمن "الإسرائيلية"، وإدارة السجون، وكانت ملهمة للعديد من الأسرى بأن يظلوا يكافحوا ويواجهوا ويقاموا السجّان حتى نيل حقوقهم ومطالبهم، وصولاً إلى انتزاع حريتهم.
ويرى حمدونة، أن التاريخ سيبقى يذكر، هذه العملية البطولية، كما ظل يذكر العملية انتزاع الحرية من سجن غزة قبل 35 عاماً، لذلك ستسجل العملية في تاريخ الشعب الفلسطيني، وتاريخ الحركة الأسيرة.