خبر دعوة أميركية تثير قلق إسرائيل حول غموضها النووي

الساعة 08:30 ص|08 مايو 2009

دعوة أميركية تثير قلق إسرائيل حول غموضها النووي

كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:

أثارت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية روز غوتمولر قلقا بالغا في إسرائيل، عندما أعلنت أن على الدولة العبرية الموافقة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ما يسهل الضغط على إيران لوقف مشروعها النووي.

وفيما اعتبرت بعض الجهات الإسرائيلية أن هذا الموقف ليس جديدا، رأت أخرى أنه ينتهك اتفاقا مبرما منذ عقود مع واشنطن حول الغموض النووي. ورغم الدوي الإعلامي لتصريحات غوتمولر فإن المقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يؤكدون أن لا نية لإدارة الرئيس باراك أوباما بتغيير موقفها من هذه المسألة.

ونقلت مراسلة «يديعوت أحرونوت» في واشنطن أورلي أزولاي عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله إن المطالبة بانضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي لا ترمي إلى إلحاق الأذى بها، بل العكس هو الصحيح. وشدد على أن فرضية العمل الأميركية هي أن الانضمام للمعاهدة يسهل ممارسة الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي. وكانت «يديعوت» ذكرت أن أوباما يعتبر منع انتشار الأسلحة النووية جزءا مهما من سياسته العالمية.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم التوضيحات الأميركية، فانهم في اسرائيل لا يزالون يخشون من ان تتعهد واشنطن لطهران بأنه إذا ما تخلت عن برنامجها النووي، فإنها ستحصل بالمقابل على تعهد إسرائيلي بالتوقيع على ميثاق منع نشر السلاح النووي.

ونقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن مجرد ذكر اسم إسرائيل في قائمة الدول التي لديها سلاح نووي، مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية، يشكل خروجا عن السياسة الأميركية الرسمية التي أيدت حتى الآن الغموض الإسرائيلي في الموضوع النووي. وعلى مدى 40 سنة، كان هناك اتفاق سري بين إسرائيل والولايات المتحدة، أبرمته رئيسة الحكومة الإسرائيلية الراحلة غولدا مئير، يقايض الغموض النووي مقابل تعهد الدولة العبرية بعدم إجراء تجارب نووية.

وكان مسؤولون إسرائيليون قد احتجوا على تصريحات غوتمولر. وأشار وزير كبير في حكومة نتنياهو إلى انه إذا كان الأميركيون بالفعل يخلقون علاقة بين معالجة النووي الإيراني وبين المطلب الجديد من إسرائيل، فان هذا تطور خطير جدا وخاطئ. وأضاف «يحتمل أن يكون الحديث يدور عن قول يرمي إلى وضع ورقة أخرى على طاولة المفاوضات قبيل لقاء اوباما ـ نتنياهو» في 18 أيار الحالي.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، للإذاعة الإسرائيلية أمس الأول، إن «إسرائيل ليست مشكلة العالم الحر وإنما دول مثل كوريا الشمالية وإيران اللتين قد تدخلان المنطقة في سباق تسلح نووي جنوني».

وفي وزارة الخارجية الإسرائيلية حاولوا إطفاء «الحريق» وبث إحساس بان الأعمال كالمعتاد. وقال المدير الإعلامي في الوزارة يوسي ليفي «كانت بين إسرائيل والولايات المتحدة، وستبقى، علاقات استراتيجية على المستوى الأعلى لا مثيل لها عندنا مع أي دولة أخرى. ما نسب إلى مساعدة وزيرة الخارجية جاء في إطار مؤتمر تمهيدي قبيل اجتماع ميثاق عدم نشر السلاح النووي في أيار العام 2010، وهو يعكس المواقف الأميركية المرغوب فيها بشأن توسيع الميثاق». وأضاف أن «الحوار الممتاز مع واشنطن سيبقى قائما بشكل يخدم نسيج العلاقات العميقة بين الدولتين». واعترف مصدر آخر في وزارة الخارجية بان الأمور أحدثت عدم راحة في إسرائيل، لكن «بالإجمال نحن أسرة واحدة، وحتى لو غيرت الزعماء، تبقى الأسرة دوما أسرة».

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن الخطير ليس التصريح بل النهج الساذج الأميركي الذي يبث ضعفا تجاه العالم العربي والإيرانيين. وأضاف «الأميركيون يعطون العرب والإيرانيين هدايا مجانية، ويبدأون بالدفع بعملة إسرائيلية. هذا سيرتد عليهم وسيتبين لهم انه ليس لهم حقا شريك في الحوار. نأمل أن يستيقظوا قبل أن يعلقوا في مواجهة معنا».

وكتب رونين برغمان، في «يديعوت»، أن مجرد الانشغال في الموضوع هو أمر خطير على نحو خاص في ضوء المساعي للعمل ضد طهران. أما ألوف بن، في «هآرتس»، فأشار إلى أن تصريحات غوتمولر لم تنسق مع إسرائيل مسبقا ما دفع البعض للاعتقاد أنها تقع في دائرة الضغط والتهديد بأنه إذا لم تسر حكومة نتنياهو في المسار السياسي المطلوب، فإن العقاب سيكون مؤلما.

وبعد أن يعدد الوف بن تطور العلاقات الأميركية الإسرائيلية على هذا الصعيد، يشير إلى أن المشكلة الآن أشد تعقيدا. ويقول «كلــما تقـدمت الولايات المتحدة في الحوار مع إيران، لا بد من أن تثور مطالب نزع السلاح العام في المنطــقة على نمط «ديمونا مقابل نتانز». والاهم من هذا، فإن اوباما ملتزم بنزع عام للسلاح النووي في العالم، مثلما أعلن في خطابه في براغ قبل نحو شهر».