خبر الصوراني: سنبقي على عنصر « المفاجأة » ضد مجرمي الحرب الاسرائيليين

الساعة 05:24 ص|08 مايو 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

قال راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان بغزة في حديث خص به 'القدس العربي' انّ الفلسطينيين سيستعينون بتقرير الامم المتحدة الذي اكد انّ الاحتلال اقترف جرائم في غزة لمقاضاة قادة اسرائيل في المحاكم الاوروبية.

 

وتابع الصوراني قائلا انّ امريكا اعطت اسرائيل غطاء سياسيا وقانونيا على مدار سنوات، واعطت حصانة قانونية لاسرائيل من قبل القانون الدولي الانساني ومنعت المجتمع الدولي من اتخاذ اية اجراء واوروبا مارست مؤامرة الصمت واحيانا بررت ما تقوم به اسرائيل، ولفت في سياق حديثه الى انّ عشرات الوفود زارت غزة بعد ان وضعت الحرب اوزارها وقدّمت تقارير ادانة لاسرائيل، نحن نتحدث عن ادانة جماعية في العالم لجرائم الاحتلال، وتابع قائلا انّه يوجد اليوم اجماع عالمي من الحائط الى الحائط لادانة الدولة العبرية بالجرائم التي اقترفتها ضد الشعب الفلسطيني.

وفي ما يلي النص الكامل للحديث:

بالنسبة لتقرير الامم المتحدة الذي اكد على استعمال اسرائيل الفسفور الابيض وبالنسبة لضرب مؤسسات الامم المتحدة في الحرب الاخيرة على غزة، كيف تقرأ هذه الامور؟

بتقديري هذا التقرير هو ادانة اضافية لاسرائيل، وممارستها جرائم حرب اثناء اجتياحها الاخير لقطاع غزة، عندما يكلف الامين العام لجنة اممية للتحقيق في موضوع محدد يتحدد في مرافئ اممية تتعلق بالامم المتحدة، ونحن نتحدث عن مقر من طلبوا اللجوء اثناء الحرب، وكان الاسرائيليون يعلمون عن هذه الاماكن ومحددة بشكل واضح، وهم يعلمون انّه يحظر عليهم قصف هذه الاماكن، لكنهم قاموا بقصف المدنيين وهم بداخلها، اكثر من هذا، مقر الوكالة الرئيسي الذي قصف والذي يتضمن في معظم ما يتضمنه ادوية ومساعدات انسانية ملحة لزمن الحرب، وهي في المقر الرئيسي للامم المتحدة، نتكلم عن جرائم في منتهى الخصوصية وفي منتهى الخطورة، وفي تقديري الامر ليس قانونيا ملزما، ولكن نحن نتحدث عن بعد رادع بالمستوى الاخلاقي والسياسي.

 

لا توجد توصيات بمحاكمة قادة اسرائيليين، هل منظمات حقوق الانسان الفلسطينية والعربية والاوروبية تستطيع تجيير هذا التقرير لصالحها وتقديم دعاوى قضائية ترتكز على هذا التقرير ايضا؟

نحن وكلاء عن العديدين من الذين قضوا في القصف الذي تم على مدرسة الفلوجة في القطاع، ونحن ايضا وكلاء عمن قضوا في القصف الذي تم في مقر الوكالة الرئيسي لوكالة الغوث في قطاع غزة، اذن نحن امام اشتباه بجريمة اساسا، ونحن على يقين بانّها تشكل جريمة حرب، هذه عندما يتم التعامل معها قضائيا بالتاكيد ستتم الاستعانة بالتقرير الاممي الصادر لايان مارتن كدعم لهذه القضايا.

 

كيف تفسر الهجوم الاسرائيلي السافر على الامم المتحدة، ما الذي يزعج اسرائيل من هذا التقرير؟

امريكا اعطت اسرائيل غطاء سياسيا وقانونيا على مدار سنوات، واعطت حصانة قانونية لاسرائيل من قبل القانون الدولي الانساني، ومنعت المجتمع الدولي من اتخاذ اي اجراء، اوروبا مارست مؤامرة الصمت، واحيانا بررت ما تقوم به اسرائيل، هذا التقرير اقلقها في اكثر من مجال وهو صفعة لكل الوقاحة السياسية التي تمارسها اسرائيل والغرب، بتقديري مهما حاولت اسرائيل تجاوز هذا الامر نحن نتحدث عن حالة تراكمية غير مسبوقة، الان نتحدث عن تقرير مقرر خاص للاراضي الفلسطينية المحتلة البروفيسور ريتشارد كورغ، وقال بهذا الامر الكثير، وهذا احرج اسرائيل من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، نحن نتحدث عن القرار الاممي الاخير الصادر من ايان مارتن، نحن نتحدث عن تقرير ايضا سيصدره بروفيسور غولدستون قريبا وهو يتعلق باللجنة المكلفة من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للتحقيق فيما حدث في الحرب الاخيرة على غزة، وما ارتكب من جرائم، نحن نتحدث عن تقرير سيقدم لجامعة الدول العربية، من قبل لجنة دولية مستقلة، كلفتها الجامعة العربية للتحقيق فيما تم في غزة، نحن نتكلم عن عشرات الوفود والبعثات والمنظمات التي زارت ورأت وشاهدت ما حدث في قطاع غزة، نتحدث عن كل التقارير للمنظمات الدولية دون استثناء، الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان، 'هيومن رايتس واتش' رغم انحيازها في معظم الاحيان لاسرائيل، لجنة الحقوقيين الدوليين، كل العاملين في منظمات حقوق الانسان الدولية عبر تقاريرهم قالوا بشكل صارم وواضح ومحدد انّ اسرائيل مارست جرائم حرب، نحن نتحدث عن ادانة لما يقولون، هناك اجماع. بالتالي كل الصور الاخلاقية والانسانية وجدت في عمقها، وهو ما حاولت اسرائيل ان تغالط به على مدار سنوات وسنوات، وبتقديري هذا هو الذي يحرق الارضية امام امكانية المساءلة والمحاسبة، القرار الاخير القضائي في اسبانيا، خطورته في امرين لم يلتفت العامة لهما، الاول هو ضرب كل القضاء الاسرائيلي، حيث قال القاضي الاسباني في قراره الاخير انّ القضاء الاسرائيلي لا يشكل اداة للمحاسبة والمساءلة لما ارتكب من جرائم الحرب، الامر الثاني قال القاضي اذا استمر هذا النمط، يعني قضية قتل الشهيد صلاح شحادة واذا ما تكرر وشكل نمطا، فهو يشكل جرائم ضد الانسانية، نحن نتحدث عن كرة سل تضخمت بشكل غير مسبوق ضد اسرائيل في ظل وجود حكومة في الحد الأدنى لم ولن تكسب اي تعاطف دولي، هذه هي مقدمات حقيقية للمسائلة والمحاسبة وربما لاتخاذ اجراءات كما بلغ نضال جنوب افريقيا في مرحلة معينة الذروة في تاليب الراي العام الدولي، تجاه ما كان يمارسه ضد الشعب في جنوب افريقيا من عنصرية.

 

بالنسبة لما ذكرت حول صلاح شحادة وفي حال استمرت هذه الانماط من قبل الاحتلال الاسرائيلي، هل تعتقد بان القرار الاسباني من شأنه ان يردع دولة الاحتلال عن القيام بما يسمى اغتيالات مركزة، كما حصل مع الشهيد شحادة؟

 

اريد ان اؤكد على امور اولية: اولا لسنا وكلاء عن الشهيد صلاح شحادة، نحن ندافع عن المدنيين، وهو ما يشكل جريمة الاغتيال السياسي، حتى للشهيد صلاح شحادة هو يشكل جريمة من الطراز الاول، والدولة الوحيدة التي اقرت بمبدأ الاغتيال هي المحكمة الاسرائيلية، هي محكمة العدل العليا الاسرائيلية وكأنّ اسرائيل تعيش في عالمها الخاص، عندما تصرح بمحكمتها العليا بالاغتيال السياسي، اذن بالتأكيد اسرائيل مرة اخرى تضيق عليها الحلقة القانونية الاخلاقية وهو ما ينقص امرا واحدا عمليا، هو تواصل الارادة السياسية للمجتمع الدولي، لا تنقص المعايير ولا المعايير ولا الحقائق والنتائج لانطباق الحقائق على هذه المعايير الصارمة، وما ينقص هو الارادة السياسية للمجتمع الدولي، الآن المجتمع الدولي مطروح امامه سؤال، للمرة الاولى نحن لا نتحدث عن حالة من ديماغوغية، نحن نتحدث عن عالم اما تسوده شريعة الغاب، اما شريعة القانون، هل القانون الدولي، والقانون الدولي الانساني وحقوق الانسان واتفاقية جنيف الرابعة هو امر يتعلق بالمثقفين والاكاديميين، ام هو وجد لحماية المدنيين في اوقات الحرب، وهذا هو جوهر السؤال، عندما يكون المدنيون يعانون الامرين من حصار استمر عامين، خنقهم اقتصاديا واجتماعيا، وبالملموس والحسي لن يؤثر على حماس من اي مستوى من المستويات ومن دفع ثمن هذا الحصار المجرم هم المدنيون الفلسطينيون وما توج في الحرب الاخيرة من ممارسة الاسرائيلية بأن كان المدنيون والاهداف المدنية في عين العاصفة وكل ما مارسوه من جرائم في كانون الاول (ديسمبر) ويناير (كانون الثاني) الماضيين، اي في الحرب الاخيرة التي شنتها الدولة العبرية على قطاع غزة.

 

هل تعتقد انّ العرب وأقصد الأنظمة العربية ارتقت الى مستوى الحدث، يسود لدي الاعتقاد ان اوروبا حتى رسميا كانت احسن منا نحن العرب، اي الأنظمة في تطرقها وتعاملها مع جرائم الاحتلال في غزة، يعني هل تعول على اجتماع وزراء الخارجية العرب، في ان يتخدوا قرارات لها اصداء، ام سيكون ثمة شجب واستنكار كما تعودنا؟

 

بتقديري هناك ثلاثة امور يجب ان نتطرق اليها: اولا لا يمكننا ان نقول انّ الموقف الاوروبي الرسمي كان افضل من الموقف العربي، اوروبا كانت وقحة واوروبا انحازت مع العدوان، اول شيء هم قاموا بمكافئة اسرائيل في 19/12، بان رفعوا بعد عامين من الحصار مستوى العلاقات معها، انا لا اعرف على ماذا تكافأ اسرائيل، ويرفع مستوى العلاقات معها، رغم ان هذا القرار بعد الحرب على غزة شكّل صدمة على كل المستويات الاخلاقية والانسانية والسياسية، هذا الاحتلال الذي مارس جرائم انسانية منظمة ضد المدنيين وحصارا ظالما قاتلا حتى اغطية القبور الاسمنتية لم تعد موجودة في قطاع غزة، تكافأ برفع مستوى العلاقة معه، لماذا؟ الامر الثاني، وزير خارجية تشيكيا في اليوم الاول لرئاسة تشيكية للاتحاد الاوروبي قال انّ الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة كانت حربا دفاعية، وهذا موقف عار للاتحاد الاوروبي، وفق كل المقاييس. الاحتلال بذاته عدوان وما بالنا ان نرى جرائم على مسمع ومرأى العالم كله تمارس الامر الثالث هو عندما زار رؤساء الدول ورؤساء وزراء لخمس دول اوروبية منزل اولمرت اثناء العدوان قالوا بوقاحة انّهم هناك من اجل اسرائيل وامنها، وكان هناك الم ودماء وعذاب وارواح مقدسة وارواح ودماء غير مقدسة، هي مغالطة غير مسبوقة في العمل السياسي والانساني الاوروبي، المسألة الرابعة، اوروبا امتنعت عن التصويت لاجل تقصي الحقائق لما حدث في قطاع غزة، وكانّها لا تريد بهذا الباب ان يفتح، نحن نتحدث عن لجنة حقائق محترمة دولية من مجلس حقوق الانسان.

الاهم والاخطر هو ان لؤي ميشيل، الممثل للسياسة الانسانية في الاتحاد الاوروبي وهو في غزة، ويقف على منزل مهدم ويقول ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) هي منظمة ارهابية، وهو يقف على اثر بيت مدمر في طائرة (اف 16)، هذه الرسالة التي يريد ارسالها، اذا كانت هذه في الحرب للمرة الاولى والسابقة الاولى في التاريخ التي تبث فيها جرائم حرب على الهواء ومباشرة وفي الزمن الحقيقي، والشكر موصول لوكالة (رامتان) التي اصبحت المؤسسة الفلسطينية الرائدة من خلال عملها خلال الحرب، هذا كله يحدث واوروبا تصمت، واوروبا تغالط، لدينا مشكلة بتقديري، ما تراكم من مواقف اوروبية هو بكل المقاييس غير مقبول، وانا شخصيا لم اتردد لحظة بالحديث عن الموقف الاوروبي مع خافيير سولانا او مع البرلمان الاوروبي قبل اربعة ايام، الآن لا يمكن ان نقول انّ الموقف الاوروبي افضل من الموقف العربي لان الموقف السياسي العربي كان موقفا اخر، ولا اريد ان ادخل في المفارقات السياسية وهذا ما ينقلنا للنقطة الثانية، ان قيمة هذا التقرير اذا ما تم تبنيه من قبل وزراء الخارجية العرب، الحادثة بذاتها تشكل سابقة يعني للمرة الاولى في تاريخ عمل جامعة الدول العربية تكلف هذا الجامعة وفدا امميا رفيع المستوى يضم خبراء بكل المقاييس والمعايير مشهودا لهم بالنزاهة والاستقلال والمهنية، وامام كل منهم تاريخ حافل يذهب ويقوم بعمل تقرير لتكريسه ولعرضه للامم المتحدة.

 

هل هناك امور تقومون بتحضيرها لمحاكمة مجرمي حرب اسرائيليين جدد في حرب غزة الاخيرة، رفع دعاوى لمحاكم دولية او اوروبية؟

شعارنا بسيط جزء منه دائما هو ابقاء المفاجأة، فيما يتم العمل على محاسبتهم او مساءلتهم، الحديث عن نوايا مستقبلية يخل بهذا الامر. لكن استطيع الاشارة لثلاث نقاط، جرائم الحرب لم تبدأ في 29/ 12 ولم تنته في 19/1 من هذا العام، هذه الجرائم قديمة جديدة، ومن يغفل ذلك يتذكر بأن قضية دورون الموغ وقضية اسبانيا وقضية (الدرج) هي ايضا قضية قديمة، اذن نحن نمارس التوثيق القانوني والملاحقة منذ زمن هذا امر، والامر الثاني انههناك قضايا تم رفعها في اكثر من مكان في هولندا واخرها في اسبانيا، نتحدث عن عمل مستمر وليس عمل موسمي، الامر الثالث في الحرب الاخيرة، الجرائم كانت مركبة ووقحة، ومن اللحظة الاولى عملت اطقم المركز الفلسطيني حتى تحت القصف والموت والدمار، على التوثيق القانوني لكل ما مورس من جرائم ارتكبها الاحتلال، اذن هذا ليس عملا ارشيفيا، وليس عملا في الرغبة للتوثيق ولاصدار التقرير، بل هو عمل حقوقي متميز، مرة اخرى اريد ان اشير الى انّ اسبانيا في قرارها الاخير قال القاضي، اذا ما تكرر هذا النمط من قصف للمدنيين والمنشآت المدنية فانّ ابواب المحاكم مفتوحة للمحاميين والضحايا لتقديم قضايا ونحن حينها نتحدث عن جرائم ضد الانسانية، قضية صلاح شحادة على سبيل المثال وليس الحصر، نتحدث عن قذيفة تم اطلاقها من طائرة (اف 16) تزن 985 كغم، نتيجة لهذا الامر 14 من النساء والاطفال استشهدوا، زوجة صلاح شحادة ابنته وحارسه الشخصي وهو، في قضية واحدة عندما نتحدث عن اية قضية مثلا قضية مدرسة الفلوجة، او قضية السموني، نحن نتحدث عن مئات من القنابل كانت تلقى يوميا على قطاع غزة والاهداف المدنية والمدنيين وفي كل قذيفة استخدمت كانت تزن طنا ونصف الطن، ومرة اخرى لدينا الدليل والاثبات ليس بمستوى العمل الحسي، بل مستوى الارادة السياسية والقرار السياسي، ولدينا تقرير كامل بكل ما صرح به قبل الحرب عشرات بل مئات من القادة السياسيين والامنيين الاسرائيليين ومنهم في المراكز الاستراتيجية انّ اي حرب قادمة وبالذات في غزة، سيكون بعين العاصفة منها المدنيون الفلسطينيون.