خبر صحيفة: أزمة حادة في فتح ومصر تستضيف المؤتمر عندما تنتهي صراعات الحركة

الساعة 05:10 ص|08 مايو 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

هدد رئيس اللجنة التحضيرية العليا لمؤتمر حركة فتح السادس بتقديم استقالته من رئاسة اللجنة احتجاجا على الانقسامات التي حصلت داخلها يومي الاربعاء والخميس بعد قرار الرئيس محمود عباس تقليص عدد المشاركين في المؤتمر.

 

ويفترض ان يقدم رئيس اللجنة العليا عضو اللجنة المركزية لفتح ابو ماهر غنيم استقالته في الاجتماع الذي تعقده اللجنة غدا السبت في العاصمة الاردنية عمان بعد ان تفجرت الخلافات داخل اللجنة التحضيرية العليا التي شهدت تصدعات حادة على اساس الخلافات المشار اليها سابقا. وقدم ابو ماهر غنيم فعليا ورقة الاستقالة وهدد بتنفيذها يوم السبت اذا لم يتراجع الفريق الداعي لتوسيع قاعدة العضوية في المؤتمر الحركي الذي اصبح بدوره الآن في مهب الريح.

 

وتفجر الخلاف اصلا بعدما تنكرعدد من اعضاء اللجنة التحضيرية العليا لموافقتهم السابقة على اقتراح تقدم به الرئيس عباس باقتصار العضوية للمؤتمر على 650 كادرا وقياديا في الحركة.

 

وكان عضو اللجنة المركزية حكم بلعاوي والرجل الثاني في حركة فتح فاروق القدومي وغيرهما قد قرروا سحب موافقتهم السابقة على عقد مؤتمر حركي مصغر.

 

 

وحصل التحول في الموقف بعد الضجة التي اثارها داخل اقاليم فتح في فلسطين وخارجها اتفاق ثلاثي يقضي بتقليص الحضور للمؤتمر والاكتفاء بـ 650 عضوا بدلا من 1500 كما كان مقررا سابقا، وهو اتفاق تفاهم عليه الثلاثي محمود عباس واحمد قريع وابو ماهر غنيم. يشار الى ان اللجنة التحضيرية العليا تضم اعضاء اللجنة المركزية اضافة الى رؤساء اربع لجان فرعية تحضيرية، وحصلت كل هذه الانقسامات والخلافات بعد وصول عشرات المذكرات للجنة المركزية من اعضاء الاقاليم في الحركة في عدة ساحات للاحتجاج على تقليص عدد الحضور وتجاوب بعض اعضاء اللجنة التحضيرية العليا مع هذه الاحتجاجات بعدما هدد بعضها باقامة مؤتمرات حركية موضوعية بعيدا عن قيادة الحركة.

 

 

واستند القياديون الذين تراجعوا عن تأييدهم للتقليص بالحرص على وحدة ابناء الحركة خصوصا بعد الضجة الواسعة التي اثارها الاتفاق الثلاثي بين عباس وقريع وغنيم في هذا الصدد.

 

وتقلص هذه التطورات الحادة كثيرا من فرص عقد المؤتمر الحركي وتضع حركة فتح في ازمة داخلية غيرمسبوقة ومنعطف تاريخي حرج.

 

وعلى صعيد آخر اوضحت مصادر داخل حركة فتح لـ'القدس العربي' الخميس بأن الرئيس المصري حسني مبارك ربط موافقة مصر على عقد حركة فتح مؤتمرها في مصر بانهاء الصراعات داخل الحركة وتسوية جميع القضايا الخلافية داخلها، فيما علمت 'القدس العربي' من مصدر قيادي مطلع في حركة فتح فضل عدم ذكر اسمه ان اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس التي ستعقد سلسلة اجتماعات مكثفة ستبدأ يوم السبت المقبل مناقشة سبل عقد المؤتمر في الداخل، وتحديدا في مدينة بيت لحم، كونها الخيار الوحيد الذي تبقى امام الحركة.

 

وكانت اللجنة التحضيرية طالبت بعقد المؤتمر في مدينة العريش بمصر، او منطقة البحر الميت بالاردن، غير ان الاردن ابلغ رفضه استضافة المؤتمر في وقت لاحق، ومن ثم تلاه الرفض المصري.

 

وكان مسؤولون في فتح قالوا في وقت سابق ان مصر 'تدرس' طلب عقد المؤتمر، غير ان المسؤول الفتحاوي اكد لـ'القدس العربي' ان قرار الرفض المصري الجديد، لا يحمل اي احتمالية للتراجع.

 

وحسب المصادر فان مبارك رد على الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارته الاخيرة للقاهرة بان 'مصر ستكون جاهزة لاستقبالكم اذا ما اتفقتم مع بعضكم وانهيتم قضاياكم الخلافية'.

 

واشارت المصادر الى ان الخيار المتبقي لقيادات الحركة هو عقده داخل الوطن وفي بيت لحم تحديدا، في حال تم الاتفاق على عدد الاعضاء.