خبر بدأها أولمرت ويستكملها نتنياهو بناء مكثف في المستوطنات مستغلين الانقسام الفلسطيني والضعف العربي

الساعة 06:40 م|07 مايو 2009

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

علي الرغم من التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وعلي الرغم من الدعوات الأوروبية والأمريكية إسرائيل لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية والتي بدأها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أيهود أولمرت مستغلاً الانقسام الفلسطيني الداخلي والضعف العربي كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير نشرته اليوم الخميس أن هناك تسارعا حصل أخيراً في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، التي تُشلد من دون تراخيص في المستوطنات الواقعة شرق الجدار، إضافة إلى إقامة بؤرة استيطانية جديدة.

 

وجاء أنه منذ تولي حكومة نتانياهو السلطة، في مطلع نيسان (ابريل) الماضي، طرأت تغيرات أساسية على الأرض بضمنها شق طرق جديدة وتطوير طرق قائمة وأعمال على نطاق واسع بهدف لتوفير أراض زراعية، وإضافة مبان في البؤر الاستيطانية، وأعمال بناء في المستوطنات ذاتها، وفي عدد منها يجري البناء من دون ترخيص.

 

وأشارت المصادر ذاتها في هذا السياق إلى أنه من المتوقع أن يكون البناء الاستيطاني في الضفة في مركز محادثات رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الأميركي باراك أوباما في منتصف الشهر الجاري. كما أشارت إلى أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن طالب إسرائيل أمام مؤتمر إيباك بوقف أعمال البناء في المستوطنات وهدم البؤر الاستيطانية القائمة، بيد أن الحقائق على الأرض تؤكد أن أعمال البناء لا تزال تتواصل، بل وتتسارع في الشهور الأخيرة، بشكل لم يسبق له مثيل منذ صيف 2003.

 

ومن بين أبرز النشاطات الاستيطانية: إقامة مبنى دائم في البؤرة الاستيطانية المسماة "نحالي طال" المقامة على أراضي غرب رام الله بين مستوطنتي "طلمون" و"نحليئيل"، إلى جانب كرم أقامه المستوطنون قبل سنة ونصف. كما جرت أعمال بناء "غير قانونية" على أراض فلسطينية خاصة في البؤر الاستيطانية "متسبي أحيي" و"عادي عاد" المقامتين على أراضي شمال رام الله، وفي البؤرة الاستيطانية جنوب الخليل "سوسيا"، بالإضافة إلى تواجد مجدد للمستوطنين في ما يسمى "غفعاه 26" قرب الخليل، البؤرة الاستيطانية التي سبق وأن تم إخلاؤها.

كما تم بناء مبان جديدة شرق جدار الفصل العنصري، في مستوطنة "عاليه"، بالإضافة إلى 9 مبان في مستوطنة "رحاليم"، ومبان أخرى في "معاليه مخميش" و"كوخاف هشاحار" الواقعتين شمال وشرق رام الله، وتم بناء حي جديد في "نعاليه"، وعشرة مبان أخرى على الأقل في "حلميش"، وبيوت أخرى جديدة في "طلمونِ".

 

وجرت أعمال بناء استيطانية أخرى في عدد من المستوطنات الواقعة إلى الغرب من مسار جدار الفصل، حيث تم إعداد منطقة للبناء في مستوطنة "كيدار" بالقرب من "معاليه أدوميم"، بالإضافة إلى 30 مبنى في "معاليه شومرون"، وحي جديد في مستوطنة "تسوفيم"، وحي آخر في مستوطنة "إلكناه"، وكلاهما في منطقة قلقيلية.

 

إلى ذلك، تم شق طرق أخرى وإعداد أراض أخرى للزراعة بالقرب من مستوطنة "براخا" جنوب نابلس، ومستوطنة "تبوح" غرب نابلس، وبالقرب من مستوطنتي "عاليه" و"شيلاه" و"عموناه"، شمال رام الله، و"إلعازار" في "غوش عتسيون".

 

وكشف تقرير جديد لمنظمة للشؤون الإنسانية تابعة للأمم المتحدة أن 13 في المئة فقط من أراضي منطقة بيت لحم بقيت متاحة أمام الفلسطينيين لاستخدامها، بحيث أن مساحات واسعة منها مفصولة بسبب وجود أراض تحت السيطرة الإسرائيلية، أما باقي المساحات فهي موزعة بين الجيش الذي يستخدمها للتدريب، وبين "حماية الطبيعة" و"المستوطنات".

 

ويضم التقرير معطيات تشير إلى أنه في منطقة القدس وما يمسى "غوش عتسيون" تنوي إسرائيل بناء عشرات آلاف الشقق السكنية الجديدة، بينها 20 ألفا في مستوطنة جديدة تقام إلى الجنوب من القدس تحمل إسم "غفعات ياعال"، و 2000 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "بات عاين" و5000 وحدة سكنية في مستوطنة "غفعوت".

 

وبحسب ناطقة بلسان المنظمة فإن توسيع المستوطنات بهذا الحجم الهائل من شأنه أن يجعل حياة الفلسطينيين اليومية غاية في الصعوبة، وأن المعطيات التي تم جمعها تشير إلى التخطيط لبناء أكثر من 30 ألف وحدة سكنية في المنطقة، علاوة على أن تواجد المستوطنين يقتضي إجراءات أمنية أخرى، من بينها تواجد قوات كبيرة من الجيش لحمايتهم، وبالتالي سيؤدي إلى تغيير في مسار جدار الفصل العنصري.

وبحسب التقرير فإن 66 في المئة من أراضي منطقة بيت لحم تعرف كمنطقة "سي"، حيث تحتفظ إسرائيل لنفسها بصلاحيات عسكرية فيها، بالإضافة إلى صلاحيات التخطيط والبناء. ومن المتوقع أن يعزل جدار الفصل ما يقارب 21 ألفا من السكان الفلسطينيين عن مدينة بيت لحم.

 

وقدمت حركة السلام الآن  مساء اليوم الخميس التماسا لمحكمة العدل العليا في إسرائيل ضد كل من وزير الحرب ايهود براك وقائد المنطقة الوسطي بسبب غضهما النظر عن بناء عشرات المباني الثابتة في مستوطنتي ( حلميش وافيه اصوف) وطالبت السلام الأم من المحكمة إعطاء أوامرها لكل من براك والعقيد غادي شامني لوقف عملية البناء داخل المستوطنات وعلي الفور

 

 

كما طالب نائب الرئيس الامريكي جورج بايدن خلال كلمه ألقاها أمام مؤتمر منظمة ايباك اليهودية الحكومة الإسرائيلية إلي وقف بناء المستوطنات وإخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وقال بايدن علي الحكومة الإسرائيلية الحالية العمل قدما نحو حل الدولتين " انتم " الإسرائيليين" لن تحبون ما سأقوله لكم ولكن لا مزيد من بناء المستوطنات في الضفة الغربية كما يجب عليكم إخلاء البؤر الاستيطانية ومنح الفلسطينيين حرية الحركة في الضفة الغربية.