خبر دراسة إسرائيلية ترسم ملامح حرب مقبلة مع لبنان..

الساعة 11:12 ص|07 مايو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

دعت دراستان صادرتان عن معهد أبحاث الأمن القومي في إسرائيل إلى استخلاص الدروس "الصحيحة" من العدوان الإسرائيلي على غزة والذي حملت عملياته العسكرية عنوان "الرصاص المسكوب"، واقترحت نموذجا عسكريا دبلوماسيا لتأمين نصر حاسم على "حزب الله" في الحرب القادمة.

 

وتحت عنوان "لبنان مصغر"، أكد الباحث أمير كوليك أن إحالة استخلاصات "الرصاص المسكوب" من الناحية العسكرية التكتيكية على مواجهة محتملة ضد الحزب في لبنان بشكل أعمى تشكل "خطأ مريرا" منوها للفوارق الكبيرة بين قطاع غزة وجنوب لبنان وبين المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

 

ويحذر كوليك من تعميم التشابه بين العدوانين على غزة ولبنان ومن قيام الجيش الإسرائيلي بإغفال أوجه الاختلاف الجوهري بين الحالتين رغم تبني  حركات المقاومة الإسلامية  لأنماط القتال المعتمدة من قبل "حزب الله".

 

وينوه الباحث إلى أن الجيش والمجتمع في إسرائيل يريان بالحرب على غزة تعويضا على فشل ومذلة وصدمة الحرب الثانية على لبنان، ويحذر من اعتبار "الرصاص المسكوب" انتصارا.

 

ويكشف كوليك أن جيش الاحتلال استخدم كمية غير مسبوقة من النيران على منطقة سكنية في العدوان على غزة، وينوه لمنح القيادات الميدانية إذنا بالمس بكل بيت يبدو مفخخا ويتابع "حينما اقتحموا بيت لاهيا استهدف كل بيت ثان اعتمادا لنموذج (الضاحية الجنوبية) بهدف تقليص الإصابات وردع الفلسطينيين وسوريا وحزب الله".

 

توضح الدراسة التي نقل موقع "الجزيرة نت" الاليكتروني اليوم الخميس مقاطع وافية منها أن الجيش الإسرائيلي لم يكتشف بعد المعادلة الصحيحة لمواجهة ناجحة مع "حزب الله" لكن الحرب على غزة وضعت بين يديه "أطراف خيوط" لإيجاد حل للمشكلة.

 

ويلفت للشبه بين "حزب الله" و"حماس" في تبني نظرية "بيت العنكبوت" واستنزاف الجبهة الإسرائيلية الداخلية مقابل نقاط اختلاف كثيرة بينهما. ويشير الى صعوبة القتال في لبنان من ناحية مساحة المواجهة والتضاريس والاستخبارات والتجربة القتالية المتراكمة وكميات السلاح والإمدادات والبيئة الإستراتيجية. ونظرا لمكانة لبنان لدى الغرب وانتخاب إدارة أميركية جديدة، يدعو كوليك إسرائيل للتنبه إلى أن "ساعة الرمل" للمعركة القادمة مع "حزب الله" لا يمكن أن تطول بخلاف العام 2006.

 

وتوضح الدراسة أن الجيش الإسرائيلي لم يكتشف بعد المعادلة الصحيحة لمواجهة ناجحة مع الحزب، لكن الحرب على غزة وضعت بين يديه "أطراف خيوط" لإيجاد حل للمشكلة.

 

وتوصي الدراسة باستخدام عنصر المفاجأة واستخدام نيران كثيفة تسعى لتحييد القيادة السياسية والعسكرية للمقاومة وتنال من مقدراته الإستراتيجية. كما تدعو الدراسة على المستوى العملياتي إلى تشويش برامج العدو نظرا لانتشاره الواسع في مساحة كبيرة من خلال تركيز جهد عسكري بري وجوي كبير في نقاط مؤثرة جدا عليه. وتتابع "بدلا من احتلال مناطق واسعة ينبغي تحديد الهدف بتحييد سريع لأجهزة القيادة والسيطرة وبلوغ نقاط إطلاق الصواريخ المركزية للتخفيف عن العمق الإسرائيلي".

 

ويشير كوليك إلى ضرورة تفكير الجيش مليا بعملية برية معينة في عمق الأراضي اللبنانية لمهاجمة القيادة المركزة لحزب الله وتعطيل صواريخ المدى البعيد. وفيما يشكك بجدوى الاستهداف الأعمى لكل منطقة تطلق منها النار يرى كوليك أن حيازة الردع والمس بقدرة "حزب الله" على ترميم ذاته بعد الحرب القادمة هي واحدة من أهم أهدافها.

 

ويتابع "يتم ذلك من خلال استهداف مؤسسات الحكم ومرافق البنى التحتية المدنية والاقتصادية الخاصة بالحزب جنوب ببيروت والبقاع، بنجاعة وبثمن دولي منخفض إلى جانب ضرب البنى الاقتصادية اللبنانية". ويشدد على ضرورة احتياط إسرائيل مسبقا على خطة دبلوماسية توفر مخارج للحرب وتضمن إغلاق مطبق للحدود بين سوريا ولبنان ومنع تهريب السلاح وإقصاء الحزب من الجنوب.

 

واستعرضت دراسة أخرى للباحث غاي أفيعاد تطور كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" وتحولها من منظمة "عصابات" إلى حركة شبه عسكرية نظامية تعتمد نموذج "حزب الله" في مقاومتها رغم المصاعب اللوجستية.

 

ويؤكد أفيعاد أنه رغم الضربة القوية التي تلقتها كتائب القسام في العدوان على غزة نجحت بالحفاظ على قوتها لحد كبير بالتحول إلى جهاز قتالي مؤسس يعمل بموجب نظرية عسكرية.

 

ويحذر أفيعاد من التشكيك بقدرتها على تنظيم صفوفها مجددا وتعظيم قوتها واستخلاص عبر الحرب الأخيرة، ويتابع أنه بدلا من رؤية عملية "الرصاص المسكوب" على انها "ترميم لقوة الردع الإسرائيلية، وينبغي التنبه الى ضوء التنبيه الأحمر الذي بان خلالها، فالجيش ربما ربح معركة لكنه بعيد عن حسم الحرب برمتها".