خبر واليكم الأنباء الجيدة.. هآرتس

الساعة 08:42 ص|07 مايو 2009

بقلم: آري شافيت

ليس كل شيء اسودا. صحيح: الوضع في الباكستان يتدهور من يوم ليوم. صحيح ايضا: ايران تواصل اندفاعها نحو الذرة. صحيح: الادارة الامريكية الجديدة لم تجد بعد نهجها الاستراتيجي. صحيح: بنيامين نتنياهو ما زال متحصنا في مكمنه حيث يتربص له في الخارج شركاء ائتلافيون غريبو الاطوار. ورغم ذلك هناك ايضا انباء جيدة في العالم السياسي المحيط باسرائيل.

الخبر الجيد الاول هو مصر. التحالف الاستراتيجي بين مصر واسرائيل لم يكن قويا ابدا كما هو عليه اليوم. مصر ليست كتلة حداش وليست كتلة السلام. هي ليست اسيرة المصطلحات المتزلفة والمصطنعة التي تدعي السلامة السياسية.

المصريون يرون الغابة الشرق اوسطية بصورة يقظة ويدركون ان اسرائيل هي شقيقة في هذه الادغال. ان تضررت اسرائيل فستتعرض مصر للاصابة. وان تعرضت اسرائيل للاصابة ستضيع مصر حسني مبارك. ولذلك تحركت اسرائيل ومصر بشكل متناسق في عملية "الرصاص المصهور" ولذلك ستتحرك مصر واسرائيل بصورة متناسقة ايضا في المعركة السياسية الساعية لكبح ايران والتصدي لها.

الخبر الجيد الثاني هو الاردن والسعودية واغلبية دول الخليج. الممالك الكثيرة التي اقيمت بايحاء من لورنس العرب تعرف انها موجودة على حافة الهاوية. ملوك وامراء يعرفون بانهم يعيشون على فوهة بركان. والمستوطنات تهمهم مثل اهمية ورقة الثوم. الاحتلال لا يقلقهم اكثر مما يقلق الوزير ستاس مسجنيكوف.

لذلك ان ألقي نحوهم جسر الحبال الصحيح – سيغتبطون ان تسنى لهم اجتياز النهر. ليست هناك حدود للتعاون الممكن بين عصرنة دبي وابو ظبي وبين عصرية تل ابيب. بين المياه الزرقاء للخليج العربي وبين المياه الزرقاء قبالة السواحل الاسرائيلية – السماء هي الحدود.

الخبر الجيد الثالث هو توني بلير. الشخص الذي نجح في التوصل للسلام في ايرلندا الشمالية لا يرضع رؤيته الواقعية من النهج ما بعد الصهيوني للشيخ مؤنس. كونه بريطانيا فهو عملي. ولكونه عمليا هو يعرف ان السلام ليس مسألة دينية. بلير يدرك ان الطريق لمواجهة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يأتي من الاسفل للاعلى. ليس من خلال فرض قطعة ورق على شاكلة جنيف على الجانبين وانما بناء عملية ملتصقة بالارض تبلور واقعا اقتصاديا وأمنيا وسياسيا مغايرا.

النبأ الجيد الرابع هو بنيامين نتنياهو. اجل نتنياهو يخشى ايران. هو يرى شبها بين ضعف الديمقراطيات في عام 1939 وبين ضعفها في عام 2009. ولكن رئيس الوزراء يدرك ان هناك فرصة ايضا في الجانب الاخر من هذا التهديد. هو يدرك ان طريقة مكافحة الخطورة تتسنى من خلال بلورة الفرص والاحتمالات. على طاولة رئيس الوزراء خطط مثيرة للاهتمام وتسعى لتغيير وجه الشرق الاوسط. نتنياهو عازم على التقدم من المكان الذي توقف عنده شمعون بيرس.

ما ينقص الان هو مفهوم سياسي جديد يبث هذه الانباء الجيدة من خلال خيط ثان واحد ويوحدها معا. تنقصنا فكرة الاستراتيجية الجديدة توفر افقا مشتركا للعرب المعتدلين وللاسرائيليين المعتدلين. بامكان هذه الفكرة ان تكون فكرة بلير: بناء امة. مشروع دولي طموح من الامريكيين والاوروبيين واليابانيين والمصريين والاردنيين والسعوديين ومواطني دول الخليج والفلسطينيين والاسرائيليين – ليبني من الاساس الامة الفلسطينية.

مشروع بناء امة ليس بديلا لفكرة الدولتين وانما استكمالا لها. هو يهدف الى تحويل حلم السلام غير القابل للتطبيق الى خطة عمل جدية تجسد الحلم في اخر المطاف. الفكرة تهدف الى بناء الدولة الفلسطينية على المدى الزمني كما يجب من الاساس. هذه الخطة قادرة على بلورة ائتلاف عقلاني شرق اوسطي حول مهمة واحدة وحلم واحد.

احتمالات اصغاء الولايات المتحدة لتصور بلير كبيرة. استراتيجة براك اوباما في العراق هي بناء امة. واستراتيجيته في افغانستان بناء امة. ليس هناك سبب لان لا تكون استراتيجيته في فلسطين ايضا هادفة لبناء امة.

ان اتفقا نتنياهو ومبارك في شرم الشيخ على السعي لكبح ايران وبناء فلسطين في آن واحد فمن المنطقي الاعتقاد انهما سيجدا في اوباما شريكا لهما. وان حدث ذلك سيمنح القادة الثلاثة الشرق الاوسط جدول اعمال صحيح واقعي وجديد.