خبر الدخيل : إدارة أوباما غيرت سياستها تجاه إيران لكنها لم تغير هدفها

الساعة 10:43 ص|06 مايو 2009

قال بأن المصالحات العربية شكلية وليست حقيقية

الدخيل : إدارة أوباما غيرت سياستها تجاه إيران لكنها لم تغير هدفها

فلسطين اليوم - وكالات

استبعد كاتب وأكاديمي سعودي أن يكون الانفتاح الأمريكي على إيران مؤشرا على تغير استراتيجي في سياسة واشنطن تجاه طهران، وأكد أن المرونة التي بدأت إدارة باراك أوباما في التعاطي من خلالها مع إيران ليست إلا مدخلا ديبلوماسيا جديدا لإقناع إيران بالتخلي عن مشروعها النووي في المنطقة.

 

وكشف أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السعودية الدكتور خالد الدخيل النقاب في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" عن أن واشنطن تتعمد الغموض في سياستها تجاه إيران، وأكد أن تخلي واشنطن عن الخيار العسكري في التعامل مع إيران لا يعني أنها ستقبل بها دولة نووية، وقال: "هنالك مقاربتان في النظر إلى الإنفتاح الأمريكي على إيران، إما أن يكون لتأسيس علاقة جديدة مع إيران وقبولها كدولة نووية، أو أن يكون تغييرا في أسلوب التعاطي معها من أجل تحقيق ذات الهدف الذي كانت تسعى إليه الإدارة الأمريكية السابقة، أي تخلي إيران عن مشروعها النووي. وهنالك حديث عن أن إدارة أوباما تختلف عن سابقتها، وهذا صحيح أيضا، لكن في الموقف من التسلح النووي الإيراني، هنالك مسعى أمريكي لوقفه، لكنهم لا يجيبون على السؤال ماذا لو أن إيران رفضت؟ أنا أعتقد أن الغموض هنا مقصود، وأمريكا لا يمكن أن تقبل بإيران نووية لكنها لا يمكن أن تبدأ في الحوار معها من خلال الاملاءات والتهديد".

 

ورجح الدخيل أن تستمر سياسة العزل الأمريكي تجاه إيران على حالها وأن تغير الأسلوب، لكنه استبعد أي ضربة عسكرية جديدة في المنطقة، وقال "لا أعتقد أن أمريكا في وارد القبول بإيران نووية لأن ذلك يعني تغييرا كبيرا في السياسة الخارجية الأمريكية لا أرى أنها مقدمة عليه، كما أن توجيه ضربة عسكرية لإيران في المدى المنظور غير وارد بسبب الأوضاع العسكرية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة سواء تعلق الأمر بالوضع في العراق أو التطورات الأمنية المتسارعة في اليمن، أو تعلق الأمر بالوضع الاقتصادي لدول الخليج التي لها مصالح اقتصادية ضخمة أغلبها على البحر، وأي تطور عسكري سيكون مضرا لها، يبقى الخيار الأنجع هو الاستمرار الأمريكي في سياسة العزل السياسي والاقتصادي لا سيما في ظل التقارير الاقتصادية المتتالية عن ارتفاع كبير في نسب البطالة داخل إيران وارتفاع نسبة التضخم من أجل الضغط على إيران لإيقاف برنامجها النووي".

 

لكن الدخيل لم يستبعد مفاجآت من الحكومة الإسرائيلية تجاه إيران، وقال "الأرجح أن الأمريكيين يريدون التفاوض ولا يريدون الدخول في مغامرات عسكرية، لكن تبقى معادلة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، فنحن أمام حكومة يمينية متطرفة، فقد طالب ليبرمان أمس الثلاثاء (5/5) بمنح إيران مدة ثلاثة أشهر للتخلي عن مشروعها النووي، وهذه حكومة تشبه حكومة ميناحين بيغن وربما أسوأ، ولديها قدرة على المغامرة، لا سيما وأن إسرائيل موجودة في جنوب شرق آسيا وفي آسيا ولها قواعد عسكرية للوصول إلى إيران دون استخدام أجواء الشرق الأوسط، التي يمكنها أن تستخدمها لمرة واحدة لكنها في حالة إيران ربما تحتاج إلى أكثر من ضربة"، على حد تعبيره.

 وعن موقف دول الخليج العربي من هذه الخيارات، قال الدخيل: "دول الخليج غير قادرة على تحمل تبعات ضربة عسكرية جديدة في المنطقة لأن كل المراكز الحيوية لديها على البحر، والمنطقة مزدحمة بالقوات الأجنبية وبالمصالح، ولا مصلحة لأحد في أي ضربة عسكرية، ولذلك فهي تنظر إلى خيار أوباما للحوار مع إيران خيارا صائبا، وهي ترى في أن إيران جارة لنا ودولة إسلامية وهي باقية إلى أبد الآبدين، ولا أحد له مصلحة في ضربها، لا سيما وأن العراق يعيش ظروفا صعبة واليمن على أعتاب التفتيت والوضع في الشام صعب، ولذلك فأسلوب المغامرة العسكرية غير مقبول".

 

وأشار الدخيل إلى أن تغيير السياسة الأمريكية تجاه إيران ليس له أي انعكاس سلبي على مواقف ما يعرف بـ "دول الاعتدال" في العالم العربي، وقال: "لا أعتقد أن أحدا من دول الاعتدال لعب دور شيطنة من أجل ضربها، وإنما مواقف الدول العربية من إيران عامة هي عبارة عن ردات فعل مباشرة على التمدد الإيراني في المنطقة، فهذه الدول ترى أن إيران استغلت حالة الضعف العربي والفراغ السياسي في المنطقة وملأته، لكنها اختارت الطريق الخطأ للرد عليها، ذلك أن الأصل في الرد هوأن يكون عبر إصلاح الأوضاع العربية، وهذا ما لا تقدر عليه الدول العربية، وبالتالي اختارت الرد بالشكوى من التمدد الإيراني في المنطقة".

 

واستبعد الدخيل حدوث أي اختراق جوهري لا في المصالحات العربية ـ العربية ولا في المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية ولا في المفاوضات العربية ـ الإسرائيلية، وقال: "لا أتصور أن قطار المصالحات العربية سيمضي بعيدا، لأن المشكلة داخل هذه الدول نفسها، فكل الانفتاح العربي على سورية كان بهدف ابعادها عن إيران، ولن تكون هنالك مصالحة حقيقية لأن القضايا الجوهرية للخلاف لم يتم التطرق إليها، ونحن لا نعرف عما إذا كان قد تم التطرق إليها أم لا، ولذلك فالواضح أن القضايا الجوهرية لا تزال عالقة، وما يجري ليس إلا مصالحات شكلية لأن الخلافات تتعلق بطبيعة الأنظمة العربية. والشيء نفسه ينطبق على الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني في القاهرة، ذلك أن الصراع بين "حماس" و"فتح" هو صراع على الحكم وحول من يملك القرار. وبخصوص المفاوضات مع إسرائيل، فلا أعتقد أن دول الاعتدال ولا سورية في وضع يمكنهم من انجاز اختراق مع الإسرائيليين، فالإسرائيليون غير مهعنيين بالتوصل إلى سلام في هذه المرحلة"، على حد تعبيره.