خبر الرؤية السورية لمستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة ..بقلم: مارك لينش

الساعة 09:25 ص|06 مايو 2009

ـ فورين بوليسي 1/5/2009

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

بعد ظهر هذا اليوم توجهت الى معهد الشرق الأوسط من أجل أن استمع الى السفير السوري عماد مصطفى و هو يتحدث عن مستقبل العلاقات السورية الأمريكية. و بينما كان السيد مصطفى يشع تفاؤلا حول تقديره لمنهج إدارة أوباما, فإنه بدا واضحا أن هناك طريقا طويلا للوصول. إن أسلوبه القديم المفاجئ في الجدال – و ذلك من خلال إما مهاجمة أيباك أو الحديث حول اسرائيل- لا يوحي أن هناك تغييرا كبيرا في التفكير السوري. و مع هذا فقد تحدث عن مجموعة من النقاط المهمة , خصوصا فيما يتعلق بالنظرة السورية الى إدارة أوباما و السياسات الفلسطينية و عملية السلام و العراق ولبنان.

لربما كان أهم أمر مثير للاهتمام قاله كان الادعاء – و قد تكرر مرتين- بأن الولايات المتحدة كانت تطلب من سوريا استخدام نفوذها مع حماس من أجل إقناعها بتجاوز الخلافات مع محمود عباس و الانضمام الى حكومة وحدة وطنية. إن هذا الأمر مثير للاهتمام فعلا, لو كان صحيحا. و لكن أنا لدي شكوكي الخاصة, و ذلك بالنظر الى موقف الادارة الواضح جدا ضد تضمين حماس في حكومة وحدة وطنية دون أن تلبي شروط الرباعية المسبقة أولا, و لكن الأمر يستحق النظر فيه. بحسب مصطفى فإن دمشق تدعم حكومة وحدة وطنية, و التوسط المصري يدفع كلا من فتح و حماس الى تقديم تنازلات كما أنها تطلب من الولايات المتحدة أن تكون واقعية فيما يتعلق بحماس و إسقاط شروط الرباعية التي فرضت في عهد بوش من أجل التعامل مع حماس. ليس لدى سوريا أي نية لطرد خالد مشعل, في حال إن كنت تتساءل عن هذا لأمر. 

ككل مسئول عربي رأيته خلال الأسابيع القليلة الماضية, فقد امتدح مصطفى التزام إدارة أوباما بالعمل على التوصل الى حل الدولتين و القيام بتعيين السيد جورج ميتشل. لقد قام السيد مصطفى بامتداح إدارة السيد أوباما أيضا على جدية فريق أوباما و مفاتحات الرئيس الدبلوماسية. و بينما كان مسئولو إدارة بوش يبدءون كل نقاش بتلاوة المطالب المعروفة المطلوب من سوريا تلبيتها (و التي يرد عليها السوريون بسلسلة من الشكاوى حول اسرائيل) فإن المسئولين في إدارة أوباما – كما يدعي- يستعملون نغمة حضارية محترمة و يتجنبون إلقاء المحاضرات أو تلاوة المطالب. و قد قال مصطفى أنه لا زال هناك الكثير من الخلافات و لكن في الوقت الحالي فإن هناك إمكانية الدخول في نقاشات منتجة تهدف الى حل المشاكل.  و عوضا عن المونولوجيا الثنائية التي لا تحقق شيئا, فإن هناك حاليا فرصة للدخول في حوار حقيقي.

إن هذا يبدو رائعا, و لكن.... و في نفس الوقت فإن مصطفى استمر في الرجوع الى الأسلوب القديم في رده على المشاكل و التحديات – و هو نفس أسلوب الشكاوى التي تردد حول اسرائيل و التي كان قبل لحظات قليلة يصفها بشكل هازئ بوصفها الرد الذي كانت تقوم به إدارة بوش باستخدام المحاضرات. على سبيل المثال, فقد رفض الأسئلة حول الدعم السوري المادي لحزب الله و حماس من خلال التلويح بعيدا و كأنه نوع من الأمور سوف يقوم معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بإنتاجه. أما أدنى نقطة لديه فقد كانت في رده على رجل سوري سأله أن يتكلم حول انتهاكات حقوق الانسان و القمع داخل سوريا. و كان رده, بأن ساوى ما بين الرجل السوري السائل و اسرائيل و معهد الشرق الأوسط لسياسات الشرق الأدنى و من ثم مضى يتحدث حول جرائم الحرب الاسرائيلية, مما استدعى تذمرا من قبل الحاضرين. إذا ما كانت إدارة أوباما فعلا تريد تبني مثل هذا لأسلوب الجديد مع سوريا, فإنه يبدو أن دبلوماسية سوريا العامة لا ترد على ذلك بالمثل.

أما بالنسبة للعراق, فقد اجتهد مصطفى بتقديم الفرص الكبيرة للتعاون مع الولايات المتحدة على أساس المصالح المتبادلة. و قد وضح بأن سوريا لم تعد تختلف مع الولايات المتحدة حول العراق, و هي تدعم بشكل تام الانسحاب الأمريكي على أساس جدول زمني مسئول و بأن سوريا سوف تقوم بكل ما تستطيع من أجل التأكد من نجاح عملية الانسحاب و أن العراق الذي تركته الولايات المتحدة خلفها هو عراق آمن. كما تحدث حول اللاجئين العراقيين ال 1.5 مليون المدعين في سوريا, مشيرا الى أنه و على الرغم من العبء الكبير الذي يفرضه وجودهم على البلاد فإنه لا يمكن أن يتم إرجاعهم الى بلادهم. و إن وجود العراق في وضع آمن سوف يزيد من احتمالية رجوعهم الى بلادهم رغبة من أنفسهم, و قد قال بأن مصالح سوريا الوطنية تكمن في النجاح العراقي. إن كل هذا يشير الى أن سوريا لم تقم بكل ما يمكنها من أجل السيطرة على حدودها مع العراق. لربما كانت هذه ورقة دمشق للمساومة و التي تنوي أن تقدمها الى جيف فيلتمان و دان شبيرو عندما يعودان الى سوريا الأسبوع القادم.

في النهاية, سألته حول وجهة النظر السورية فيما يتعلق بالانتخابات اللبنانية. و قد أجاب مصطفى بأن سوريا تدعم الانتخابات السلمية و الناجحة. و قد أشار الى أن الولايات المتحدة كانت تحاول مساعدة أصدقاءها و حلفاءها في تلك الانتخابات, كما فعلت ذلك سوريا أيضا. و لكن بغض النظر عن النتائج,  كما يقول مصطفى, فإن الفائز في الانتخابات يجب أن يضمن الخاسر في حكومة ائتلافية تشاركية عوضا عن محاولة الحكم بمنطق (مجموع الصفر). و قد ادعى أن سوريا كانت تقدم هذه النصيحة لحلفائها للبنانيين و أنهم كانوا يقولون نفس الأمر لدمشق. سوف نرى ما سيحدث.