تقرير تخفيض معدلات تنسيق القبول في كليات الطب و الصيدلة بالجامعات يثير جدلاً واسعاً

الساعة 09:41 م|13 أغسطس 2022

فلسطين اليوم- غزة

طالعتنا بعض الجامعات الفلسطينية قبل عدة أيام بأخبار تخفيض معدلات القبول في بعض التخصصات الجامعية للعام الدراسي الحالي، و من بين هذه التخصصات كليات الطب البشري، و طب الأسنان، و كلية الصيدلة، ما أثار استياءً واضحاً، في ظل ارتفاع رسوم الساعة الدراسية في هذه الكليات المذكورة.

و يرى عدد من المتحدثين الذين عبروا عن استيائهم لهذا القرار، في هذا الوقت بالذات، أنه كان الأولى لتلك الجامعات تخفيض رسوم الساعة الدراسية و التكلفة المادية للدراسة في تلك الكليات، نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنين.

غادة منصور، والدة ثلاثة طلاب يدرسون في كلية الطب بالجامعات الفلسطينية، عبرت عن غضبها اثر هذا القرار الذي صدر عن بعض الجامعات، مشيرة الى أن التكلفة المادية للدراسة في كليات الطب و الصيدلة تشكل عبئاً كبيراً على الأسر التي يرغب أبنائها في الدراسة.

و أوضحت منصور لـ مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" أن تكلفة الساعة الدراسية في تخصصي الطب البشري و طب الأسنان هي 100 دينار، غير شاملة مصاريف دراسية أخرى، موضحة أنه كان الأولى بهذه الجامعات ان تخفض رسوم تلك التخصصات، لتعطي الفرصة للمتفوقين الذين لا تسمح ظروفهم بالالتحاق في تلك التخصصات.

بدوره أشار محمد، و هو طالب في كلية طب الأسنان الى أن هناك خريجين في عام 2022 من كليات طب الأسنان في جامعات الوطن و الوافدين غير مسموح لهم بالعمل، بعد الامتياز بسبب تكدس الخريجين، و عدم قدرة الوزارة على استيعاب اعداد الخريجين لتدريبهم ضمن البرامج.

و لفت الى أن تخفيض معدل القبول في تلك الكليات، من شأنه أن يزيد أعداد الخريجين و بالتالي زيادة عدد العاطلين عن العمل من الأطباء و الصيادلة.

من جهته قال عبد الرحمن، طالب في كلية الطب البشري إن هناك الكثير من الطلاب الحاصلين على معدلات مرتفعة في الثانوية العامة، لذلك كان من الأولى لتلك الجامعات خفض الرسوم و إعداد اختبار قبول للكلية لضمان جودة الخريجين و أهليتهم لدخول تخصص الطب.

من جهة أخرى، رأى سعيد عبد الله أن تصرف الجامعات هذا معقول في حالة أن الطالب الحاصل على معدل 86 في الثانوية العامة، يمكنه دراسة تخصص الطب في جامعات مصر أو الدول الأخرى، مشيراً الى أن الأولى لدولارات غزة أن تصرف في غزة دون ارسال الطلاب الى الخارج، بشرط وضع اختبار قبول للتخصص.

و عن سبب لجوء الجامعات لهذا القرار تحدث الخبير في شؤون التعليم، الأستاذ محمد الحطاب حيث أكد أن الجامعات الآن بدأت تنظر الى الطلبة على أنهم المخرج من أزماتها المالية، و لا سيما في تخصصات الطب و الصيدلة، نظراً للتكلفة المرتفعة لدراسة هذه التخصصات، و الدخل الذي يتدفق على ميزانيات الجامعات عن طريقها.

و أشار الحطاب في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الى أن الجامعات تتجه لتخفيض معدل تنسيق كليات الطب و الصيدلة حتى تستقطب اكبر عدد من الطلاب.

و أضاف: " سوق العمل في تخصص الصيدلة سوق ضعيف وغير متوفر، لذلك أصبح هناك عزوفاً من قبل الطلاب للدخول فيه، و لذلك لجأت الجامعات لتخفيض مفتاح القبول لتشجيع بعض الطلاب".

و بين الحطاب أن هذه الحالة أيضاً في كلية طب الاسنان، حيث اصبح هناك عزوفاً في دراسة طب الاسنان، لذلك فإن الجامعات تقدم بعض المميزات حتى تستقطبهم، ولكن الجمهور أصبح أكثر وعيا في سوق العمل والصيدلي وضعه صعب و طبيب الأسنان سيلحق بالصيدلي.

و حول تأثير هذه القرارات على جودة التعليم الجامعي المحلي، استبعد الحطاب أن يكون هناك تأثير في جودة التعليم، لأن المقررات ستبقى كما هي، وهي مقررات عملية لن تتأثر، لكن الذي سيتأثر عدد الطلبة واستقطابهم في هذا الأمر.

و بحسب الحطاب، فإن البطالة ستتراكم بشكل كبير، مشيراً الى أن ما وصل إليه سوق العمل في تخصص الصيدلة هو شيء فظيع لم نتصور أن تصل إلى هذه الدرجة من البطالة، ومستوى الأضرار والتعب والارهاق في القطاعين الخاص و العام، وكذلك في موضوع طب الاسنان، الذي قد يكون أقل ضررا من الصيدلة نظرا لأن طبيب الأسنان له فرصة أكبر لأنه لا احد يستطيع أن يتوقف عن آلام الأسنان.

 

 

 

كلمات دلالية