خبر دولتان، ولكن ليس حاليا.. معاريف

الساعة 08:47 ص|06 مايو 2009

بقلم: جدعون سامت

أ. هل سيقصف ايران؟ ب. هل سيصنع السلام؟ حياتكم منوطة بالاجابة على هذين السؤالين القصيرين. شمعون بيرس وعد في واشنطن بان رئيس الوزراء يريد صنع التاريخ. صنع التاريخ، قال بسخاء أمام مؤتمر اللوبي اليهودي، معناه احلال السلام. ولكن حسب الشكل الذي ينظر فيه نتنياهو الى الماضي والمستقبل الاسرائيليين، فانه لم يعد يؤمن أكثر من وزير دفاعه بانه يوجد هناك مع من يمكن الحديث. يهزه رعب الابادة. وهو يقسم اليمين الا يدع ايران تتسلح بالسلاح النووي. واذا كان يقصد الامر بجدية، فان نتنياهو يتحدث عن حرب، حرب كبرى، وليس عن مسعى عقيم للسلام.

من يعرف تاريخ معتقداته يجب أن يعرف ان لديه، هذه المرة، هذا ليس مناورة لفظية. زعماء امريكا واوروبا يقولون ان المسعى الجدي للتسوية سيفكك التهديد الايراني. في نظر نتنياهو هذه اقوال هراء. مايكل اورن، سفيره الجديد الى واشنطن، تحدث من حنجرته حين قال ان العكس هو الصحيح: فقط اذا ما تخلت ايران عن الادعاء النووي يتاح مسار السلام. واورن هو ابن صورة بيبي. تعليم امريكي جيد، قدرة خطابية متطورة، نزعة محافظة متزمتة بالنسبة لفرص السلام. وهو يحتفظ بالجواب على السؤال ب. عمليا، صاغه مؤخرا بشكل لم يفعله نتنياهو نفسه بعد علنا. قبل شهر، قبل أن يثير الانتباه، قال اورن ان الامكانية الوحيدة لوجود دولة يهودية هي عملية انسحابات احادية الجانب. لم يجد أحد في حينه اهتماما خاصا في اقوال البروفيسور الامريكي.

مكانه في التاريخ يحسبه نتنياهو حسب طريقة معالجة خطر الكارثة، وليس من خلال اقامة دولة عربية اخرى. وهو لن يؤجل صناعة السلام: نتنياهو لا يؤمن بمعنى تجربة مثل هذه الخطوة. الحقيقة هي ان عودته الى الحكم جاءت في الوقت الذي يتآكل فيه الايمان لدى معظم الاسرائيليين في تحقيق السلام على جانبي الخط الاخضر. معدل التأييد للدولتين تبقى حوالي نسبة في المائة اعلى بقليل من النصف. ولكن لا توجد أغلبية تؤمن باحتمال حقيق لتسوية اسرائيلية – فلسطينية. التقسيم لم يعد يفصل بين اليمين وبين اليسار. هذا ببساطة موضوع عدم الخروج كإمعات. ايهود باراك انهى ولايته بتضجيج كبير التأثير عن انعدام الغاية من المفاوضات. طريقه الى وزارة الدفاع لدى نتنياهو شقت، ضمن امور اخرى، بسبب هذا القول، في أنه على مدى عقد من الزمان من الدم والنار ترسخ في الوعي الاسرائيلي.

في الشك يوجد لنتنياهو اقدمية اكثر مما لباراك. سلفاه عززا هذا الشك. شارون في حسمه الى جانب الحلول احادية الجانب. اولمرت مع اقتراح بعيد الاثر جدا انتهى بلا شيء لدى القيادة الفلسطينية. كلاهما ثبتا الزعم بان الحديث معها هو باطل. ولن يحرك أي ضغط من العواصم العربية نتنياهو كي يغير رأيه، دون صلة ببيانه أمس امام مؤتمر اللوبي ايباك ولاذان براك اوباما عن الاستعداد للحديث صباح الغد. هذا ايضا هو المكان الذي تحتمل فيه مفاجأة. مطلب أمريكي حازم بتغيير الموقف هو مسألة وقت. ولكن في لعبة الرهان لدى نتنياهو توجد اوراق لتسويف الزمن. الطريقة، البديل الواقعي الوحيد حسب السفير اورن  - هي قرارات احادية الجانب في الضفة. ازالة بعض المستوطنات، الحصول على عناوين رئيسة والانتظار. هذا سيستغرق سنوات، يقول لمقربيه عن خلاصة الرؤيا الاقليمية التي سيرفعها الى اوباما بعد اسبوعين.

وهل في هذه الاثناء سيقصف؟ لا مجال للمعرفة. الغرب سيفعل كل شيء كي يمنع اشتعالا كارثيا. ولكن قلب السياسة لدى نتنياهو هو منع الابادة. السؤال ج: هل بيبي سيدخل التاريخ؟ ربما في فصل فظيع: خطوة يوم الدين في ما يسمع على لسانه بانه كالفترة الاخطر منذ القتال في سبيل البيت الثالث على استقلاله في 1948 وصد المصريين عن الطريق المفتوحة الى تل أبيب يوم الغفران قبل 36 سنة.