خبر زيارة البابا.. انبطاحية ضارة.. يديعوت

الساعة 08:46 ص|06 مايو 2009

بقلم: غيورا ايلند

الاسبوع القادم سيصل البابا بنديكتوس السادس عشر لزيارة اسرائيل. من الافضل لو ان هذه الزيارة لا تتم، وخلافا للرأي السائد فان فيها ضررا سياسيا لاسرائيل وليس فيها اي نفع.

بنديكتوس السادس عشر خدم في صباه في "هتلر يوغند" وبعد ذلك في "فرمخت الالماني". وحتى لو قبلنا القول بان هذا كان سبيل العديد من الشباب الالمان في الحرب العالمية الثانية وان الامر لا يدل بالضرورة على مواقف لاسامية، فان في ذلك وصمة غير صغيرة. فاحد لم يحقق في افعاله في الفترة اياها بجذرية، والشك بقي شكا.

الشك الذي كان بالنسبة لمواقف البابا من اليهود ازيل عقب قرارين اتخذهما الرجل – قرارين في افضل الاحوال هما نتيجة انغلاق الحس وفي اسوء الاحوال هما تعبير عن اللاسامية.

في آب 2008 توج بنديكتوس السادس عشر البابا بولص الثاني عشر "قديسا". بولص الثاني عشر كان البابا خلال فترة كل الحرب العالمية الثانية. الامر اكثر ايجابية الذي يمكن قوله عنه هو انه كان لا مباليا تماما لمصير اليهود، آخرون مثل جون كرونويل في كتابه "بابا هتلر" يصفون تأييده للنظام النازي. توجد عشرات التقارير التي توثق مندوبي الكنيسة، من هولندا، النمسا، واوكرانيا ممن بعثوا برسائل للبابا وفيها تقارير عن اعمال القتل التي قام بها النازيون، بما في ذلك ذكر التواريخ، الاماكن واعداد المقتولين. اما بولص الثاني عشر ففضل التجاهل.

كان هناك مسؤولون كاثوليكيون كبار طلبوا منه ان يخرج بقول واضح حتى لو لم يردع النازيين فعلى الاقل يخلق ترددا لدى المتعاونين الكاثوليكيين في بولندا، في اوكرانيا وفي غيرها من البلدان، ولكن البابا رفض. وحتى من اجل يهود مدينته روما، ممن اقتيدوا نحو الموت من تحت انفه، لم يحرك ساكنا. هذا هو الرجل الذي اختاره بنديكتوس السادس عشر ليرفعه الى درجة القديس.

الفعل الثاني يتعلق بناكر الكارثة الاسقف ريتشارد وليامسون، الذي ادعى بانه لم يكن هناك على الاطلاق قتل مقصود لليهود في الحرب العالمية الثانية، وان المحارق هي اختلاق وبشكل عام عدد اليهود الذين ماتوا في المعسكرات هو 300 الف في اقصى الاحوال. وبسبب اقواله نبذ في حينه من الكنيسة. وها هو بنديكتوس السادس عشر سعى الى اعادته الى منصبه ومنحه اعادة الاعتبار.

لم يتأثر البابا حين صدرت صرخة (يهودية اساسا) وحاول تبريره بطرق غريبة. وفقط عندما تحدثت المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل اليه "كألمانية الى ألماني" ودعته بصوت حازم الى التراجع اضطر للتنازل.

ودرءا للشك، فان البابا لم يأت الينا للحوار والمصالحة، كما أنه لم يأت بسبب رغبته في زيارة دولة اسرائيل. فهو يريد ان يصل الى هنا لأنه "بالصدفة"، توجد الاماكن الاكثر قدسية للمسيحية تحت سيادة اسرائيلية، ومثل اسلافه لا يمكنه الا ان يزورها.

اذا كانت لديه نوايا سياسية، فانه لا يحركها العطف علينا. لقد اعرب البابا عن تأييده لمؤتمر دربن الثاني. زيارته الى السلطة الفلسطينية يصر على ان يجريها في مخيم لاجئين وبمحاذاة الجدار الامني، وهكذا سيكون اللاجئون الفلسطينيون والجدار الديكور المناسب لرسالته عن مظالم الاحتلال اليهودي.

وحيال نهج مضاد لاسرائيل بهذا القدر مستعدة دولة اسرائيل ليس فقط لاستضافته حسب البروتوكول بل وان تتجاوز ذلك. 43 مليون شيكل ستكلف الزيارة. فضلا عن نفقات الضيافة والحراسة العادية التي ينالهها كل رئيس دولة، فان دولة اسرائيل تمول ايضا الاحتفالات والمناسبات المسيحية.

الانبطاح امام البابا هو عمل مخجل، وخلافا للرأي السائد ليس فيه اي منفعة سياسية. ومثلما يمكن لمواجهة زائدة لا داع لها ان تضر بمكانة الدولة، هكذا يمكن ان يضر ايضا انبطاح زائد لا داع له. لو قلنا للفاتيكان ان "الوقت غير مناسب للزيارة" لكنا فعلنا فعلا محقا من ناحية يهودية وذكية من ناحية سياسية على حد سواء.