خبر باريس تبلغ ليبرمان بخطوط حمراء في التعاطي مع الفلسطينيين

الساعة 05:42 ص|06 مايو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

ترى مصادر فرنسية رسمية أن جولة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الأوروبية التي شملت روما وباريس وبرلين وبراغ «تأتي في مرحلة حساسة سببها النقطة السوداء الكبرى التي تحيط بثلاث مسائل رئيسية لها تأثيرها على موضوع السلام في الشرق الأوسط، وهي «عدم وضوح سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي إزاء الفلسطينيين وسورية ولبنان، وعدم نضوج الرؤية الأميركية حتى الآن»، حيث إن واشنطن أرسلت بعض الإشارات كنها لم تعرض بعد سياسة متكاملة ومتماسكة، «وأخيرا ضعف الرئاسة الأوروبية التي تضطلع بها حتى نهاية يونيو (حزيران) المقبل جمهورية تشيكيا» بسبب ضعف هذه الرئاسة وانشغالها بالصراعات السياسية الداخلية.

بناء عليه، ترى المصادر الفرنسية رفيعة المستوى أن فائدة زيارة ليبرمان واجتماعه أمس بوزير الخارجية برنار كوشنير تكمن في نقطتين: «الاستماع إلى الوزير الإسرائيلي يعرض ما تنوي الحكومة الإسرائيلية فعله إزاء مسيرة السلام من جهة، وإيصال مجموعة رسائل أساسية تتمسك بها فرنسا والاتحاد الأوروبي».

ووصفت المصادر المعنية هذه الرسائل بـ«الخطوط الحمراء» التي لا تقبل أوروبا من إسرائيل تجاوزها مهما كان لون الحكومة فيها. تشكل إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل بندها الأول والرئيسي.

وتقول المصادر إنها تريد أن تفهم إسرائيل أن ثمة حاجة إلى التحرك سريعا باتجاه هذا الحل. وتكرر باريس أن فرنسا تريد الحل وإقامة الدولة الفلسطينية هذا العام. وأفادت باريس أنها تريد التشديد لدى الحكومة الإسرائيلية على الحاجة لتعلن إسرائيل سريعا أنها تقبل قيام الدولة الفلسطينية. وبالإضافة إلى هذه الرسالة تشدد باريس على أربع رسائل إضافية هي كالتالي: «ضرورة رفع الحصار عن غزة وإعادة التأكيد على استعداد الاتحاد الأوروبي للإسهام برجال شرطة أو جمارك أو حتى قوة عسكرية لتسهيل رفع الحصار، وضرورة وضع حد لحركة الاستيطان، ومعاودة المفاوضات غير المباشرة أو المباشرة مع سورية، وأخيرا الحاجة إلى القيام ببادرة إزاء لبنان، وتحديدا تنفيذ الانسحاب من شمال قرية الغجر التي تحتلها القوات الإسرائيلية بالكامل».

ولا تخفي باريس حرجها من زيارة ليبرمان، لكنها تبررها بالحاجة إلى التعامل مع حكومة إسرائيلية قامت بفعل الانتخابات العامة وترفض المقارنة بينه وبين حماس. غير أنها تؤكد أن هناك مسائل لا يمكن أن تقبل التناقش حولها مع ليبرمان، منها الدعوة إلى ترحيل فلسطينيي 48 ورؤيته لإسرائيل وموضوع حقوق الإنسان الفلسطيني. وفي المقابل، ثمة قضايا قابلة للنقاش وتريد باريس أن «تفهم بدقة الموقف الإسرائيلي منها ومن ذلك مطالبة ليبرمان بـ«الانفصال» عن الفلسطينيين.

وتريد باريس أن تفهم إسرائيل تماما الموقف الأوروبي، وذلك قبل زيارة نتنياهو لواشنطن في 18 مايو (أيار)، وحتى الآن، لوح الاتحاد الأوروبي بتجميد عملية الارتقاء بالعلاقات مع إسرائيل بانتظار أن تعلن إسرائيل قبولها لمبدأ قيام الدولة الفلسطينية. وفي أي حال، ستكون ثمة فرصة ليؤكد الاتحاد الأوروبي مواقفه بقوة ووضوح خلال اجتماع الشراكة الذي سيعقد في يونيو (حزيران) المقبل في بروكسل على المستوى الوزاري، الذي تم تأجيله بناء على طلب إسرائيلي حتى تكون إسرائيل قد أنجزت تحديد سياستها إزاء الفلسطينيين وموضوع السلام.

وقال الناطق باسم الخارجية أريك شوفاليه تعليقا على كلام نتنياهو عن المسارات الثلاثة الأمني والاقتصادي والسياسي، إن باريس تريد مزيدا من التفاصيل، وهي لا تعارض في المطلق هذا الطرح، شرط أن لا يكون لتفادي الموضوع الرئيسي، وهو قيام الدولة الفلسطينية.

أما بخصوص مطالبة نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية إسرائيل، فإن باريس تعتبره موضوعا حساسا، وبالتالي لا يمكن طرحه في بداية المفاوضات ولا يمكن مطالبة الفلسطينيين به لأنه سيؤثر على مواضيع الاتفاق النهائي مثل الحدود والقدس واللاجئين وخلاف ذلك.