خبر مزارعو المناطق الحدودية يطالبون بوقف الاعتداءات الإسرائيلية

الساعة 05:36 ص|06 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

طالب مزارعو المناطق والبلدات الحدودية شرق محافظة خان يونس بوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضدهم وتمكينهم من زراعة أراضيهم التي أصبحت جرداء.

وأكدوا أن قوات الاحتلال تعمل على تدمير القطاع الزراعي على طول الشريط الحدودي شرق المحافظة، من خلال تجريف وتدمير مئات الدونمات الزراعية ومنع وصولهم إلى أراضيهم، مشيرين إلى أن جنود الاحتلال حرموهم مؤخراً من حصد محصول القمح والشعير في أراضيهم القريبة والبعيدة عن الشريط الحدودي، ما كبدهم خسائر مادية كبيرة، لاسيما أنهم يعتمدون كثيرا على محصول القمح والشعير لتأمين احتياجاتهم الحياتية.

وعبر المزارعون عن استيائهم لعدم تمكنهم من الوصول إلى أراضيهم القريبة من الحدود الشرقية في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، مشيرين إلى أن جنود الاحتلال يستهدفونهم بالرصاص كلما حاولوا الوصول إليها.

وأشار المزارع فتحي قديح (51 عاما) من بلدة خزاعة إلى أن الإجراءات الإسرائيلية ألحقت خسائر فادحة بهم، علما أنهم يحتاجون إلى فترة طويلة كي يتمكنوا من استصلاح أراضيهم التي باتت على شكل حفر، مؤكداً أن قوات الاحتلال تطلق النار على كل من يحاول الاقتراب من أرضه رغم أن المنطقة باتت مكشوفة بعد أن قامت بتجريف أشجار الزيتون واللوز والحمضيات خلال الحرب الأخيرة.

وذكر قديح أن جنود الاحتلال أحيانا يطالبون المزارعين بالخروج من أراضيهم الزراعية وإلا عرضوا أنفسهم للموت والإصابة والاعتقال، لافتا إلى حالة الرعب والخوف التي يعيشها المزارعون في المناطق الحدودية جراء الممارسات الإسرائيلية.

وأضاف: كنا نعتقد أننا سنصل إلى أراضينا الزراعية بكل سهولة بعد قرار وقف إطلاق النار عقب الحرب الأخيرة، لكننا فوجئنا بتصعيد قوات الاحتلال إجراءاتها وإقامة المزيد من الأبراج العسكرية.

وأكد المزارع خليل أبو لطيفة (67 عاما) من بلدة عبسان أن رصاص الاحتلال ما زال يلاحقهم ويحول دون تمكنهم من فلاحه أراضيهم المهجورة منذ سنوات، مطالباً بوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد المزارعين في المناطق والبلدات الحدودية.

وذكر أبو لطيفة أنه ينتظر بفارغ الصبر الفرصة التي يتمكن فيها من الوصول إلى أرضه التي أقام عليها دفيئة ولم يتمكن من زراعتها سوى مرة واحدة.

وقال إنه رغم أجواء الهدوء الحذر إلا أنه لـم يغامر بالوصول إلى أرضه، نظرا لوجودها في منطقة مكشوفة للموقع العسكري الذي يشرف على المنطقة بأكملها، معرباً عن أمله بأن يتم التوصل لتهدئة.

وأشار إلى أن الواقع الزراعي الحالي لا يشجع على الزراعة ويدفع المزارعين بقوة للبحث عن مهن أخرى، داعيا الجهات المختصة إلى وضع قضية المزارعين المتضررين على سلـم أولوياتها، والعمل على تقديم الدعم والمساندة لهم.

وذكر المزارع أبو أحمد فياض (58 عاماً) من بلدة القرارة أنه لم تمر عليهم أيام أصعب من الأيام التي يعيشونها حاليا، محملا الاحتلال مسؤولية هذه الأوضاع وتدهور الواقع الزراعي في قطاع غزة.

ولفت إلى أن إجراءات الاحتلال ضد المزارعين لـم تتوقف ولا يعتقد أنها ستتوقف، موضحاً أن الاحتلال كان في السابق يعاقبهم بالتوغل في أراضيهم وتجريفها واقتلاع الأشجار والآن يعاقبهم بإغلاق المعابر ومنع تصدير الـمنتجات الزراعية.

وقال فياض إن المزارعين في البلدات الحدودية يتألمون ويعانون لعدم تمكنهم من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها.

يشار إلى أن عشرات المزارعين في المناطق والبلدات الحدودية شرق المحافظة اضطروا إلى هجر مهنة الزراعة وترك أراضيهم ومنتجاتهم الزراعية والالتحاق بجيش البطالة الذي يزداد يوما بعد يوم بفعل تشديد قوات الاحتلال لحصارها المفروض على قطاع غزة.

وقال كمال النجار، رئيس بلدية خزاعة , إن عددا كبيرا من مزارعي البلدة والبلدات الحدودية هجروا في الآونة الأخيرة الزراعة وبدأوا البحث عن مهن أخرى يعتاشون منها، مؤكداً أن الكثير من أراضي المزارعين في البلدة أصبحت فارغة وجرداء.

وأشار النجار إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية والحصار والإغلاق يهدد بضرب الموسم الزراعي في البلدة وتكبيد المزارعين خسائر مادية كبيرة، مناشدا المجتمع الدولي الضغط على قوات الاحتلال من أجل فتح المعابر أمام المنتجات الزراعية.

من جهته، قال عاشور اللحام، رئيس جمعية المزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة، لـ صحيفة "الأيام"، إن قوات الاحتلال المتمركزة على طول خط الهدنة صعدت في الآونة الأخيرة اعتداءاتها العدوانية ضد المزارعين الذين حاولوا الوصول إلى أراضيهم الزراعية القريبة من الشريط الحدودي، مشيراً إلى أن الاعتداءات شملت قصف المناطق الزراعية وإطلاق الرصاص صوب المزارعين.

وأعرب اللحام عن قلقه إزاء التصعيد الإسرائيلي الذي يهدف لمنع المزارعين من زراعة أراضيهم التي تشكل مصدر الرزق الوحيد لأطفالهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواصل الاحتلال فرضها على قطاع غزة.

ودعا المؤسسات الدولية إلى ممارسة ضغوطها على حكومة الاحتلال وإجبارها على السماح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم ليتمكنوا من زراعتها خلال الموسم الحالي.