خبر قمة مصرية ـ اردنية في القاهرة وتكهنات بتوسيعها إلى ثلاثية مع الرئيس الفلسطيني لتنسيق المواقف قبل توجه مبارك وعباس إلى واشنطن

الساعة 03:45 م|05 مايو 2009

فلسطين اليوم – غزة

صرح وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط اليوم الثلاثاء أن القمة المصرية ـ الأردنية التي عقدت اليوم في القاهرة "جاءت في إطار المشاورات المستمرة بين القيادتين السياسيتين في البلدين والعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين".

 

جاءت تصريحات الوزير المصري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني على ناصر جوده اليوم الثلاثاء في ختام القمة التي جمعت بين الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.

في وقت زادت فيه التكهنات السياسية بامكانية عقد قمة ثلاثية في وقت لاحق للزعيمين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتوقع ان يصل الى القاهرة في وقت لاحق من مساء اليوم لتنسيق الموقف العربي قبل توجه كل من مبارك وعباس الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما والتي تاتي قبيل زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى العاصمة الاميركية.

 

وأوضح أبو الغيط أن الهدف من الزيارة هو التشاور بين البلدين خاصة في أعقاب زيارة العاهل الأردني لواشنطن مؤخرا ولقائه مع الرئيس أوباما، كما تناولت القمة التطورات الإقليمية والجهود الرامية لتحقيق السلام ودفعه للأمام والنوايا الأميركية في هذا الشأن، بالإضافة إلى الأوضاع في المنطقة العربية والخليج والملف النووي الإيراني والتوجهات الأميركية يى هذا الصدد، وزيارة العديد من الشخصيات الأميركية حاليا للمنطقة.

 

وردا على سؤال بشأن أوراق الضغط العربية الجديدة في حالة استمرار التعنت الإسرائيلي إزاء مبادرة السلام العربية قال أبو الغيط إن: "المسألة لا تتعلق بأوراق الضغط وإنما المسألة فيما نتبينه لدى الإدارة الأميركية لقدر طيب من الاقتناع بالتحرك نحو تحقيق السلام لأننا عندما نقول إن القضية الفلسطينية هي جوهر النزاع في الشرق الأوسط والسبب الرئيسي للمشكلات التي بزغت في السنوات الأخيرة بين العالم العربي والإسلامي من ناحية والغرب من ناحية أخرى نجد أنه لأول مرة يحدث إدراك أميركي لهذه الحقيقة وهناك كما نسمع تركيز أميركي على الحاجة للتحرك السريع وعدم إتاحة الفرصة لاي هروب من الالتزامات التي تم التفاهم عليها في السنوات السابقة وسنرى على أرض الواقع حقيقة الموقف الأمريكي وبناء على ذلك سنتحرك".

 

وفي السياق ذاته، أكد السفير الفلسطيني في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية نبيل عمرو أن الرئيس عباس سيعقد لقاء قمة ثنائي غدا الأربعاء مع الرئيس مبارك لبحث تطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية، ونفى ما تردد بشأن عقد قمة ثلاثية مصرية ـ اردنية ـ فلسطينية بحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

 

وقال في مؤتمر صحافي عقده اليوم في المركز الإعلامي بمقر السفارة الفلسطينية في القاهرة ردا على سؤال حول وجود فيتو أميركي أو أوروبي على تشكيل حكومة توافق وطني بمشاركة حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، قال السفير عمرو: "في السابق كانت الإدارة الأميركية متحفظة على مبدأ الحوار مع الحركة، وكذلك على اتفاق مكة، وعلى مشاركتنا في قمة دمشق، ونحن لم نصغ إليها. فتشكيل الحكومة هو شأن فلسطيني داخلي يتعلق أساسا بالتوافق الفلسطيني وبصلاحيات الرئيس".

 

وقال أنه في حالة تشكيل حكومة توافق وطني فإن القيادة الفلسطينية على استعداد لارسال وفود الى مختلف دول العالم، لإعطائها الدعم الممكن، مذكرا بالمساعي والاتصالات الحثيثة التي أجراها الرئيس عباس بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية عقب

اتفاق مكة.

وأضاف: "اود التذكير بأن ما أسقط حكومة الوحدة الوطنية التي انبثقت عن اتفاق مكة، هو ليس الفيتو الأميركي أو الأوروبي، بل انقلاب حركة "حماس"، وعلينا كفلسطينيين أن ندرس طبيعة التحديات القائمة، وان ندرس ردود الأفعال قبل وقوعها، كي لا نجر الشعب الفلسطيني الى مزيد من المشاكل والويلات".

 

وقال عمرو: "الشرط الوحيد لتشكيل الحكومة التوافقية، هو أن لا تأتي بحصار جديد، أو تطور الحصار القائم حاليا، فنحن نريد حكومة تسمح بضخ المساعدات المقررة في مؤتمر شرم الشيخ لدعم الشعب الفلسطيني، وقادرة على إعادة إعمار قطاع غزة، وتستطيع التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة، وفقا لما ينص عليه القانون".

 

وحول ما تردد عن نية الرئيس عباس تشكيل حكومة موسعة استباقا لانتهاء الحوار، رد السفير عمرو قائلا: "لدينا مهمات وقضايا أساسية تتعلق بحياة المواطن الفلسطيني وصموده على الأرض، ولا يجوز أن يبقى الناس تحت وطأة حكومة تنتظر اتفاق، وحتى في حالة توسيع الحكومة، فهذا لا يعني أن التعديل الوزاري سيؤثر على الحوار سلبيا، فرئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، سبق وأن قدم استقالته لكي يعطي دفعة للحوار إلى الأمام، وما جرى أن الرئيس أعطى الثقة للحكومة لتواصل عملها على أكمل وجه".

 

وأشار السفير عمرو إلى أن الموقف الفلسطيني بخصوص مجمل القضايا سينقله الرئيس عباس إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في لقائهما المرتقب نهاية الشهر الجاري.