خبر النموذج اليهودي .. يديعوت

الساعة 02:23 م|05 مايو 2009

بقلم: دوف فايسغلاس

مستشار رئيس الوزراء الاسبق شارون

هذا الاسبوع يحتفل ايباك – اللوبي اليهودي من اجل اسرائيل – بحدثين هامين: اجتماعه السنوي والغاء لوائح الاتهام الغريبة التي رفعت ضد اثنين من كبار مسؤوليه. وبالفعل، هذه فرصة لعدة كلمات من التقدير والامتنان لهذه المنظمة الهامة.

خلاصة عمل ايباك هي تطوير العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة وهو يتمتع بتقدير عميق من اجهزة الادارة، سواء الامريكية ام الاسرائيلية منها، وبفهم جذري لعناصر العلاقة التي بين الدولتين. ايباك حساس ويقظ لكل احتمال بخلل في العلاقات بين الدولتين ويعمل على نحو عظيم لمنعه.

لقد جمع ايباك تجربة عديدة السنين في السير بين الحكومتين؛ السرية، التواضع والابتعاد عن العين العامة، تلك السياسة التي تتخذها المنظمة في مهمتها جعلته محاورا حميما وشريك للزعماء وللشخصيات العامة هنا وهناك. الحلف بين اسرائيل والولايات المتحدة هو من اهم الذخائر السياسية لدولة اسرائيل، ولايباك مساهمة هائلة في اقامته وتطويره، وعلى ذلك فان شعب اسرائيل مدين له بالامتنان.

رئيس الوزراء اريئيل شارون – ونحن، مستشاريه – قدرنا تقديرا شديدا المنظمة ورؤسائها. حرصنا على ان ننصت الى نصائحهم قبل كل لقاء رئاسي وبعده؛ طلبنا الاطلاع على رأيهم في معظم المواضيع المعلقة بين الدولتين، وتشاركنا معهم في كل الافكار المتعلقة بالعلاقات الاسرائيلية الامريكية. وشكرناهم على مساعدتهم.

في شهر ايار 2005 كانت المنظمة توشك على عقد اجتماعها السنوي تحت الظل الثقيل للتحقيقات التي بدأت ضدها وضد كبار مسؤوليها. وكان الحرج شديدا، ولا سيما كان الخوف من عدم مثول رجال ادارة عديدين جرى استدعاؤهم. ادارة المنظمة توجهت إلي كي اطلب من شارون ان يقرر، كما هو دارج من بين وزراء الحكومة سيلقي كلمة في افتتاح الاجتماع.

سألت شارون، وأجابني بأنه في ضوء الازمة الخطيرة التي علقت فيها المنظمة بسبب ذاك التحقيق المحرج، من المهم جدا ان يكون هو كرئيس وزراء اسرائيل من يلقي كلمة الافتتاح في الاجتماع. نسافر على نحو خاص للاجتماع فقط، قال، وسنقف على نحو تظاهري الى جانب الرجال الرائعين اولئك في لحظتهم الصعبة، هكذا بحيث يرى الجميع ويفهمون.

وهذا ما حصل: الجميع فهموا. ما ان نشر امر وصول شارون حتى أكد كل المدعوين مشاركتهم. وما ان بدأ الحدث ودخل شارون الى القصر، وقف الاف "الايباكيين " المتأثرين على اقدامهم وصفقوا بانفعال على مدى دقائق طويلة.

يحظى ايباك بتقدير عالمي عام بفضل مكانته كأداة سياسية ناجعة وعزيزة القيمة في العلاقات التي بين شعب في الشتات وشعب في وطنه. في احد اللقاءات الحميمة التي اجراها شارون مع الرئيس الروسي في حينه بوتين سأل شارون المضيف ماذا يمكن لاسرائيل الصغيرة ان تقدمه من مساعدة للامبراطورية الروسية. وكان الجواب المفاجىء للرئيس الروسي الذي جاء بنوع من المزاح خلفه الكثير من الجدية: "ساعدني في ان اقيم ايباك عندي، روسي، لبناء علاقة افضل بين الشتات الروسي الكبير ووطنه". ابتسمنا. كيف نشرح بان ايباك هو منتج مميز، غير قابل للمحاكاة، للشعب اليهودي؟