خبر عملة « الأقصى » الموحدة.. حلم شباب « فيس بوك »

الساعة 12:43 م|05 مايو 2009

فلسطين اليوم : إيمان عبد المنعم

فيما فشلت الدول العربية على مدى نحو نصف قرن في إقامة سوق مشتركة، دعت مجموعة شبابية على موقع "فيس بوك" الأمة العربية لإنشاء اتحاد اقتصادي موحد بعملة موحدة تحمل صورة المسجد الأقصى المبارك كخطوة في طريق تحريره من نير الاحتلال الإسرائيلي، معتبرين أن "القوة الاقتصادية قادرة على تغيير موازين القوى السياسية في العالم".

 

وعبر ما يزيد عن 120 مجموعة على الموقع الاجتماعي الشهير، دعا نحو 250 ألف مشترك، خلال حملة واسعة، لحشد الرأي العام العربي والإسلامي من أجل تحرير القدس المحتلة، والتعريف بعمليات التهويد التي تتعرض لها المدينة المقدسة؛ من توسع استيطاني، وهدم منازل المقدسيين، وتنقيب تحت الأقصى، ومحاولات اقتحامه من قبل متطرفين يهود.

 

وتحت عنوان: "كيف نهزم إسرائيل ونستعيد القدس؟" حاولت إحدى المجموعات الشبابية طرح وسائل عملية لتحرير الأقصى من خلال ما وصفوه بـ"السلاح الاقتصادي".

 

وفي هذا الإطار دعا المشاركون في المجموعة الأمة العربية إلى "العودة إلى الدين الإسلامي ومبادئه، وإنشاء اتحاد عربي اقتصادي موحد له عملة عربية موحدة، عليها شعار القدس والمسجد الأقصى المبارك؛ لمجابهة هيمنة الدولار الأمريكي"، لافتين إلى أن "الوحدة الاقتصادية ستمهد الطريق لتغيير موازين القوى السياسية في العالم".

 

وقال أحد المشاركين: "إذا استطعنا أن ننشئ وحدة اقتصادية عربية موحدة فسنكون قادرين على بناء جيش عسكري موحد، وسيكون لدينا في هذا الوقت قوة سياسية تمكننا من الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل".

 

وأضاف: "سنستطيع تغيير موازين القوى السياسية في العالم.. ستكون بداية لقوة مهيمنة.. كلمة العرب ستتوحد، وسيحدث توافق سياسي بينهم".

 

ورجح المشارك أن "الاتحاد العربي سيكون أقوى من الاتحاد الأوربي"، معللا ذلك بأن "العرب يجمعهم دين واحد، ولغة واحدة، وعرق وهدف واحد، على عكس الأوربيين المتعددة أجناسهم ولغاتهم وأديانهم".

 

وفشل العرب حتى الآن في إقامة السوق العربية المشتركة التي أقرها مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في 13 أغسطس عام 1964، بينما نجح الأوروبيون في إقامتها، رغم أنهم بـدءوا بعد العرب بسنوات.

 

نجمة داود

 

"يد القدس مقيدة ومعلقة بنجمة داود".. شعار آخر اختارته مجموعة "المشروع الصهيوني لتهويد القدس"، مستخدمين ثلاث لغات هي الإنجليزية والعربية والفرنسية للتعريف بالقضية.

 

وخلصت المجموعة إلى أن "النكبة الكبرى للشعب الفلسطيني اليوم تتمثل في عمليات التهويد والاستيطان التي تتعرض لها القدس على أيدي الاحتلال".

 

وأضافت أن "الحرب ضد الأقصى والقدس هي حرب دينية حضارية، وأثرية، وتاريخية، وجغرافية، وتعليمية، واجتماعية، وأخلاقية، أو بمعنى آخر حرب شاملة وشرسة".

 

وعبر عدد من صور سكان القدس، استشهدت المجموعة بأدلة من أرض الواقع لما يقوم به اليهود من "سياسة هدم المنازل التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية في القدس كوسيلة لتغيير التركيبة السكانية لصالح اليهود، وكذلك معاناة أهالي المدينة المقدسة وصراعهم من أجل الحفاظ على ما تبقى لهم من أراض وعقارات"، حسب قولهم.

 

ونقل عدد من المجموعات المدافعة عن القدس عبر الفيس بوك كيف أن الجرافات اليهودية هدمت منزل المواطن الفلسطيني عمار حديدون، من منطقة الصلعة بأرض جبل المكبر جنوب شرق البلدة القديمة، وذلك بدعوى عدم الترخيص.

 

وعمار هو مثل المئات من المواطنين الفلسطينيين بالبلدة القديمة، خاصة في أحياء الأشقرية بمنطقة بيت حنينا والعيسوية والطور الذين يتعرضون لهدم منازلهم، والتي تناقلتها المجموعات الإلكترونية منذ بداية العام الحالي، بحسب المجموعة.

 

وترى هذه المجموعات ومنها مجموعة "عيون القدس" أن "تلك الصور الإنسانية هي التي تؤكد للعالم من المجرم ومن المجني عليه".

 

تدنيس الأقصى

 

تدنيس المسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود، كان المحور الرئيسي لعدد من مجموعات الفيس بوك ومنها "شباب من أجل القدس"، و"القدس قضيتي"، و"القدس تنادينا" التي عرضت عددا مما وصفته بـ"جرائم الاحتلال بحق الأقصى".

 

وذكرت إحدى المجموعات أن "بعض الجماعات اليهودية حصلت على موافقة من قبل المحكمة العليا في إسرائيل للصلاة داخل المسجد الأقصى, لكن هذه الموافقة ربطت بموافقة الجانب الأمني الإسرائيلي, وهو بحد ذاته أمر خطير".

 

وتابعت: "من الواضح أن الجماعات اليهودية المتطرفة التي تحاول الدخول واقتحام المسجد بين الحين والآخر, أو الإساءة والاستفزاز, لا تخفي حقدها ونيتها تدمير المسجد، وإقامة الهيكل المزعوم مكانه".

 

ورصدت مجموعات أخرى أشكالا لتدنيس الأقصى منذ بداية هذا العام، شملت محاولات اقتحام المسجد وإحراقه، وإطلاق النار في باحته، وقتل وجرح المصلين.

 

وللتحذير من خطر هدم المسجد الأقصى، اختارت مجموعة "لن نترك القدس أبدا" أن تستعين بالتقارير العالمية والمحلية، ومن بينها دراسة مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية الصادرة الشهر الماضي تحت عنوان: "تصعيد إسرائيلي هو الأخطر منذ عام 1976" والتي أفادت أن هناك أكثر من 950 إخطارا بالطرد لمقدسيين منذ بداية العام الحالي نصفها إخطارات من المحكمة الإدارية الإسرائيلية.

 

واستعانت المجموعة ببث موقع "الأقصى أون لاين" لرصد جميع التطورات المحيطة بالمسجد الأقصى لحظيا من خلال بث حي؛ وذلك "لفضح المخطط الإسرائيلي المتمثل في عمليات البحث والتنقيب والحفريات بشكل ممنهج ومدروس أسفل ومحاذاة المسجد الأقصى".

 

عاصمة الثقافة العربية

 

وكان لحدث اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، انعكاس كبير في تنشيط حركة الدفاع عن القدس؛ حيث أنشئ ما يزيد عن 10 مجموعات تحمل عنوان: "القدس عاصمة الثقافة العربية".

 

وتبنت تلك المجموعات جميعها الدعوة لجعل القدس المحتلة جزءا لا يغيب من ذاكرة الأمة، قائلة: "لنقرع أجراس العودة في كل بقاع الأرض من فلسطين، ولبنان، وسوريا، والأردن، ومصر، وإيران، وأفغانستان، وكل العالم العربي والإسلامي، ونكون صوتا واحدا لن ننسى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة".

 

من جانبهم، قام عدد كبير من الشباب مستخدمين مجموعة تحمل اسم "القدس" بالتصدي لمحاولات الشباب الإسرائيلي باختراق المجموعات العربية، وبث صور غير حقيقة عن القدس، وتشويه الحقائق التاريخية والديمغرافية لها.

 

كما أصدرت تلك المجموعة بيانا في شهر مارس الماضي تنتقد فيه إدارة موقع فيس بوك لحجبها عددا من المجموعات المدافعة عن القدس.

 

ولفت البيان إلى أن "هناك ما يزيد عن 12 مجموعة تعرضت لهجوم شديد من قبل شباب يهود"، مضيفا: "هناك محاولات تشويه من خلال وضع صور إباحية وأفعال شاذة وخلط لمعلومات مشوهة عن القدس".

 

واكتفى عدد كبير من المجموعات باستخدام الإشارات والرموز والصور للتعريف بالقضية؛ حيث طالب عدد منها بتوحيد صورة القدس على الفيس بوك طيلة شهر مايو، كما طالبت مجموعات أخرى ومنها "لجنة الكوفية الفلسطينية" بالدعوة لارتداء الشباب العربي للكوفية الفلسطينية المعروفة للتذكير بالقضية.

 

وطالبت الحركة الحكومة الفرنسية بأن تكون "متسقة مع نفسها، وترفض زيارة ليبرمان الفاشي، مثلما قاطعت فرنسا رئيس الوزراء النمساوي الأسبق يورج هايدر بعد انتخابه؛ بسبب نزعته العنصرية وانتمائه إلى اليمين المتطرف، وكما دقت ناقوس الخطر لإمكانية انتخاب زعيم اليمين الفرنسي المتطرف جون ماري لوبان سنة 2002".

 

وعلى الرغم من أنه لم يعلن بعد عن موعد اللقاء بين "برنار كوشنير" وزير الخارجية الفرنسي وليبرمان؛ فإن الحركة قد دعت للتجمع أمام وزارة الخارجية الفرنسية طيلة مساء اليوم، داعية عددا آخر من الجمعيات الفرنسية للانضمام إلى التجمع الاحتجاجي.

 

ويقوم ليبرمان بجولة أوروبية شملت حتى الآن العاصمة الإيطالية روما، ثم يقوم بعدها بزيارة للعاصمة الفرنسية باريس قبل أن يطير إلى العاصمة الألمانية برلين.

 

ولم ينف كلود جيون المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إمكانية لقاء هذا الأخير مع ليبرمان بعد لقائه كوشنير.

 

ليبرمان "بواب الملهى"

 

وقالت حركة "أوروبا/ فلسطين" إن ليبرمان قبل أن يصبح وزيرا للخارجية في حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة كان يعمل "بوابا" في أحد الملاهي الليلية في "تل أبيب"، مضيفة "هذا البواب السابق لا يخفي توجهاته العنصرية التي يفاخر بها، وقد دعا أكثر من مرة إلى قتل وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم".

 

واستشهدت الحركة بتصريحات نسبتها لليبرمان قائلة إنه قال في يناير الماضي إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "على إسرائيل مواصلة قصف غزة وحماس كما فعلت الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية مع اليابانيين"، لافتة إلى أنه بتلك التصريحات "يدعو صراحة إلى استعمال قنبلة نووية ضد الفلسطينيين كالتي ألقيت على مدينتي هيروشيما وناجازاكي".

 

وفي هذا السياق نوهت "أوروبا/فلسطين" إلى نبذات من تاريخ ليبرمان وصفته فيها بأنه "كان أحد مناصري حركة كاخ اليمينية المتطرفة الممنوعة في إسرائيل منذ سنة 1994، باعتبارها حركة إرهابية، وهو أحد المستوطنين المقيمين في مستوطنة (نوكوديم) جنوب الصفة الغربية المحتلة، ويدعو إلى ضم أراضٍ إلى إسرائيل، كما كان من معارضي الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في 2005".

 

وأضافت الحركة أن "وقاحة ليبرمان دفعته للمطالبة سنة 1998 بقصف سد أسوان بمصر ردا على مساندة مصر للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وفي مناسبة لاحقة تجرأ على الرئيس المصري حسني مباركة مباشرة قائلا: فليذهب إلى الجحيم؛ لأنه لم يزر إسرائيل رسميا حتى اليوم".

 

وظهر أفيغدور ليبرمان الذي هاجر من مولدافيا إلى إسرائيل سنة 1987 في الحياة السياسية الإسرائيلية لأول مرة سنة 1996؛ حيث شغل مدير مكتب رئيس الوزراء آنذاك بنيامين ناتنياهو، ثم شكل سنة 1999 حزب "إسرائيل بيتنا"، وجمع فيه اليهود الروس المتطرفين.

 

واحتل حزب إسرائيل بيتنا المرتبة الثالثة في عدد المقاعد في انتخابات الكنيست الإسرائيلي سنة 2009 مما أهله للانضمام إلى حكومة يمينية يقودها نتنياهو.