خبر سعاد رزيقات.. أسيرة فلسطينية سرق الاحتلال أحلامها وحرمها من إتمام زفافها

الساعة 09:44 ص|05 مايو 2009

فلسطين اليوم- الخليل

مصيبتين متزامنتين...لم تعلم سعاد وقتها لأيهما تحزن....لفراق حماها الطيب الذي وافته المنية ... أم لتلك الارتال العسكرية التي تحيط منزلها لاعتقالها...ولكن هكذا هي مشيئة الله وقدر هذا الشعب أن يعيش بالخوف والرعب والاعتقال بهذه العبارات بدأت أم طارق سرد تفاصيل اعتقال ابنتها سعاد رزيقات من مدينة الخليل قبل أكثر من عام على أيدي قوات الاحتلال.

 

وتشير أم طارق لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان بأن ابنتها سعاد هي من مواليد 27/6/1987 وعاشت وترعرعت في بلدة تفوح قضاء خليل الرحمن في وسط عائلة متواضعة فقيرة وبطفولة لها غلب عليها القوة والعناد.

 

وأضافت أم طارق:" لم يعرف عن سعاد أي نشاط سياسي فهي كانت تتصرف في حياتها بشكل اعتيادي فبعد نجاحها في امتحان الثانوية العامة وحصولها على معدل 64 في الفرع العلمي انضمت إلى جامعة القدس المفتوحة لتدرس فيها ضمن تخصص العلوم العامة وكان ذلك عام 2005 فبرنامجها اليومي كان الذهاب إلى الجامعة والرجوع دون أن ألحظ عليها أي شيء يدل على وجود أي نشاط أو تحركات غريبة وعرفت سعاد التدين وحبها لحفظ القران الكريم وإن لم تكن منضمة إلى جلسة بهذا الخصوص فنحن عائلة متدينة كما غيرنا وهذا بالتأكيد انعكس على سعاد عدا عن كوننا نعيش أصلاً في مجتمع محافظ ".

  

حادثة الاعتقال

وعن حادثة الاعتقال وظروفها تقول أم طارق :" بينما كنا مشغولين في حادثة وفاة نسيبنا" والد خطيبها "وبعد أن غادرت سعاد مكان العزاء في ساعات الليل الأولى وما أن وصلت العمارة التي نقطن فيها وبالضبط بعد عشر دقائق فقط فإذا بدوريات الاحتلال وآلياته تحاصر العمارة وكانت وقتها سعاد قد ذهبت إلى دار عمها قبل قدوم اليهود وبعد ذلك وصلنا خبر ذلك فعدت أنا وزوجي أبو  طارق مسرعين فإذا بعشرات الجنود يحيطون بالمنزل وعندما حاولنا الدخول منعونا ولكن مع إصرارنا ومحاولاتنا المتكررة نجحنا باجتياز الجنود رغما عنهم وأسرعنا إلى شقتنا التي لم نجد فيها سوى الجنود الذين يبحثون عنا ".

 

وتضيف :" أثناء ذلك جاء الضابط إلى أبو طارق وقال له أين أولادك وفي البداية اعتقدنا أن المستهدف قد يكون عماد أو أبو طارق نفسه ولكن كانت الفاجعة والمفاجئة عندما قال الضابط بأنهم يريدون أن يأخذوا سعاد لأنها هي هدف تلك العملية العسكرية ".

 

وتتابع :" جن جنون الجميع فالأب قال خذوني مكانها وأنا حاولت بصراخي أن أمنعهم ولكن الضابط قال: ( حتى لو نزل القمر على الأرض بدنا نوخذها وما بدنا مشاكل هيك الأوامر ) وحاول عم البنت جاهداً أن يمنعهم من ذلك وهددوه بإطلاق النار وبعد انسحابهم لحقت بهم وأنا أصرخ وأبكي وأخذت بضربهم بالحجارة ولم أع على نفسي إلا وأنا ممددة على الفراش بعد أن أغمي علي من هول المصيبة ".

 

التهم الموجهة لسعاد

وحول التهمة التي وجهت إلى سعاد تقول أم طارق :" في البداية يجب أن أشير إلى أنه سبق اعتقال سعاد بحوالي العشرين يوم اعتقال شقيقيها طارق وبراء وكانت تهمتهما في ذلك الوقت ممارسة نشاطات إرهابية وتحريضية من خلال مواقع الانترنت والاتصال بجهات معادية وهي ذات التهمة التي وجهت لسعاد وهذا ما تفاجآنا به نحن فسعاد كانت تستعمل الكمبيوتر دون أن نلحظ لها أي اهتمامات ظاهرة تتعلق بالسياسة "؟.

 

وحول ردة فعل الناس وأهالي البلدة على اعتقال سعاد قالت أم طارق :" سعاد ليست هي الأولى من النساء التي تعتقل ولكن اعتقالها زاد من احترام الجميع للعائلة وجعلنا نشعر بالفخر فالابتلاء لا يكون إلا للمؤمنين والسجن لا يكون إلا لكل من يحب التضحية في سبيل الله والوطن وإن كان أملنا أن تبقى سعاد بيننا".

 

وتشير أم طارق إلى أن سعاد قد عرضت على 11 محكمة صدر في الأخيرة منها النطق الحكم والذي بلغ 15 شهراً بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها ثلاثة آلاف شيقل وكان صدور الحكم بتاريخ 7/4/2009 ".

 

وكشفت أم طارق بأنهم ومنذ اعتقال أبنائها الثلاث طارق وبراء وسعاد ممنوعين من زيارتهم ولا يعلمون مصيرهم وتحديداً سعاد التي تقبع في سجن هشارون بسب دواعي المنع الأمني التي تتذرع في سلطات الاحتلال دائماً ولم يقم أحد بزيارتهم سوى الجد  .

 

كما وتشير أم طارق بان أبو طارق الأب سبق وأن تعرض للاعتقال  من قبل قوات الاحتلال في عام 1996 لمدة شهرين .

 

وختمت أم طارق :" سعاد في النهاية بشر ولها أحلام ولذلك فكل أحلامها التي تنسجها تدور حول إكمال مستقبلها في التعليم ورسم خطوط مستقبلها وإتمام زواجها من الشاب الذي اقترن بها منذ ثلاث سنوات والذي لم يتأثر باعتقالها وإنما جعل الصبر والوفاء من شيمه ".