خبر الأسرى بغزة: بينهم عريس في ليلة زفاف..اعتقال أكثر من (345) مواطناً الشهر الماضي

الساعة 08:38 ص|05 مايو 2009

فلسطين اليوم- غزة

أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال شهر نيسان المنصرم أكثر من (345) مواطناً من بينهم (40) طفلاً.

 

وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة، أن إسرائيل اعتقلت المواطنين من أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة والقدس، عبر عشرات الحواجز، ومن المنازل ومن الشوارع والمدارس ومن عرض البحر، كما اختطفت أكثر من (1000 ) عامل من داخل أراضى الـ48 بحجة أنهم لا يحملون تصاريح.

 

وأضاف الأشقر، أن من بين المعتقلين ما يزيد عن(40) طفلاً، أصغرهم الطفلين أحمد نعيم يوسف 14 عاماً، والطفل صدام حاتم يوسف 15 عاماً من سلفيت، حيث صعد الاحتلال في الشهور الأخيرة من هجمته على الأطفال الفلسطينيين مستهدفهم بالاعتقال والتعذيب، حيث ارتفع عدد الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال إلى أكثر من (430) طفلاً

 

وبين، أنه من بين المختطفين الطفلة ميمونة موسى جبرين 16 عاماً، من تقوع في محافظة بيت لحم، والتي اختطفها الاحتلال أثناء زيارتها لشقيقها المعتقل في سجن عوفر واتهمها بحيازة سكين، ثم قام الاحتلال فيما بعد  باعتقال والدها وشقيقيها.

 

وكعادة الاحتلال يسعى إلى كسر فرحة الفلسطينيين، وتعمد التنكيد عليهم اختطفت سلطات الاحتلال عريساً في ليلة زفافه ، وهو الشاب أحمد عبد الهادي طيون من قلقيلية، حيث اقتحمت القوات البربرية منزل العريس بعد منتصف الليل في ختام ترتيبات الزفاف، وقامت باختطاف العريس أمام عروسه .

 

ومن بين المعتقلين أيضاً، (10) صيادين من عائلتي السلطان وزايد تم اختطافهم أثناء ممارسة عملهم في صيد الأسمال قبالة شواطئ شمال قطاع غزة، بعد إطلاق النار على مراكبهم ومحاصرتها من قبل البوارج الحربية الإسرائيلية،واقتيادهم إلى ميناء السدود والتحقيق معهم، بالإضافة إلى ثلاثة مواطنين من القطاع احدهم أصيب بالرصاص أثناء اقترابهم من الحدود في وسط وشمال القطاع.

 

وخلال اقتحام الاحتلال لمنزل المواطن (جميل أحمد جبعيتي ) 62 عاماً من قلقيلية لاعتقال نجله محمد الذي يعاني من إعاقة عقلية، قام الجنود بتمزيق المصحف الشريف وإلقائه على الأرض، وكذلك الاعتداء على شقيقته سحر بالضرب المبرح ما أدى إلى إصابتها إصابة بالغة في قدمها.

 

هجمة شرسة

وأشار الأشقر إلى أنه في مقابل حملة التضامن مع الأسرى خلال شهر نيسان شهد هذا الشهر هجمة شرسة ضد الأسرى، وتضاعفت معاناتهم بفعل الإجراءات القمعية التي طبقتها إدارة السجون ضد الأسرى بهدف فرض مزيد من العقوبات والمضايقات عليهم.

 

وهذه الحملة تأتى بالتزامن مع تولى حزب إسرائيلي متطرف يكن العداء الشديد للشعب الفلسطيني لوزارة الأمن الداخلي في دولة الاحتلال وهى التي تشرف مباشرة على إدارة مصلحة السجون، حيث شرعت سلطات الاحتلال في محاولة فرض الزى البرتقالي على الأسرى بالقوة، مستخدمة كافة أساليب التهديد والعقوبات بحرمان الأسرى من إدخال الملابس، ومصادرة ملابسهم من الغرف والعزل الانفرادي والغرامات والحرمان من الزيارة ، حتى وصل الآمر إلى الاعتداء على الأسرى بالضرب لإرغامهم على ارتداء الزى أثناء نقلهم إلى المحكمة، حيث قامت الوحدات الخاصة "متسادا" بالاعتداء على اسري عسقلان وبعد رفضهم ارتداء الزى الأمر الذي أدى إلى إصابة ثلاثة منهم بجروح ورضوض وكسور .

 

كذلك أبلغت سلطات الاحتلال الصليب الأحمر الدولي بصفته المسئول عن متابعة برنامج زيارات الأسرى بحرمان أهالي الأسرى في سجني النقب وعوفر من الزيارة دون تحديد موعد لاستئنافها، علماً بأن هذين السجنين فقط يضمان بين جدرانهما أكثر من (3000) أسير فلسطيني، مما يعنى أن الاحتلال حرم ما يقارب من  ثلث الأسرى من الزيارة بشكل كامل، اذا أضيف (1000) أسير من قطاع غزة محرومين من الزيارة منذ ما يقارب العامين، وحرمت أسري القدس في سجن عسقلان من الزيارة  .

 

ونوهت الوزارة، إلى قرار إدارة السجون تقليص عدد الكتب الذي كان يسمح للأسرى باقتنائها ويتم إدخالها عبر الصليب الأحمر أو الأهل أثناء الزيارة من ثمانية إلى كتاب واحد فقط، وذلك بهدف زيادة معاناة الأسرى وحرمانهم من التعليم والتثقيف واستغلال فترة أسرهم في التحصيل العلمي والمعرفي ، وحرمت الاسيرات من إدخال الكتب بشكل كامل .

 

إلى ذلك حرمت إدارة السجون الأسرى من مشاهدة قناة الجزيرة ، وبعض القنوات العربية كفضائية لبنان ، بعد أن حذفت تلك الفضائيات من قائمة القنوات المسموح للأسرى بمشاهدتها.

 

ارتفاع أعداد المرضى

وبخصوص الأسرى المرضى، كشف الأشقر بأنه خلال الشهر المنصرم ارتفع عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من (1620) اسري مريض، في ظل استهتار إدارة السجون بحياة الأسرى، مما يعرضهم للخطر الشديد، حيث تدهورت حالة الأسير إبراهيم عبد القادر الشيخ 40 عاماً من رام الله، والذي يقبع في سجن النقب ومحكوم بالسجن لمدة 10 سنوات، و يعانى من مرض تضييق الشريان التاجي في القلب وكان قد أصيب بالجلطة لثلاث مرات ولم تقدم له إدارة السجن العلاج المناسب، مما يشكل خطورة على حياته.

 

ونقل الأسير (رجائي عبد الكريم الحداد ) 29 عاماً من سكان القدس إلى مستشفى سجن الرملة بعد أن تعرض لحالة إغماء وفقدان للوعي، نتيجة تدهور أوضاعه الصحية ، بعد مماطلة طويلة من إدارة السجن لإجراء فحوصات طبية للأسير ،حيث يعانى من وجود حصوات في الكلى ، ولم تقدم له الإدارة أي علاج يناسب حالته الصحية .

 

 وبسبب الإهمال الطبي المتواصل وعدم إجراء عملية جراحية لاستئصال الغدة السرطانية، تستمر معاناة الأسير( محمد صالح محسن) من القدس والمعتقل منذ 10 سنوات ويقضى حكماً بالسجن لمدة 15 عاما ونصف، حيث يعاني من سرطان في الغدة الدرقية ،ولا يتلقى سوى المسكنات ليبقى على قيد الحياة .

 

وتعرض الأسير محمد السعدي(35 عاماً) من جنين، والموقوف إداريا منذ أكثر من عامين، فى سجن مجدو لاعتداء بالضرب علماً انه يعانى من أمراض في القلب والكلى، وترفض إدارة المعتقل معالجته وإجراء عملية جراحية له..

 

ويتهدد الخطر حياة الأسيرة رجاء نظمي الغول (39 عاما)، والتي تعاني من ضيق في شرايين القلب وتحتاج إلى متابعة صحية مستمرة ، نظراً لظروف التحقيق القاسية التي تعرضت لها منذ اعتقالها قبل أكثر من شهر

 

كذلك يعانى الأسير بشار الخطيب (من القدس) من مرض القلب وأصيب بجلطة ،ولا تقدم إدارة السجن سوى " الأكامول "،

 

وكان الأسير الطفل ( محمد زمرة)17 عاماً فد أصيب بحالة تسمم  نتيجة تناول طعام فاسد قدمته له إدارة سجن عوفر ،وتم اخراجه للعيادة للعلاج .

 

فيما لا تزال إدارة سجن مجدو ترفض تقديم العلاج أو إجراء عملية جراحية للأسير (فيصل محمد خزيمية) من جنين ،والذي يعانى من مرض في الكلى بالإضافة إلى مرض الروماتيزم.

 

وفى الوقت الذي أفرجت فيه سلطات الاحتلال عن النائب عمر عبد الرازق والنائب احمد الحاج خلال شهر نيسان ،حكمت محاكم الاحتلال على النائب المقدسي (محمد طوطح) بالسجن لمدة ثلاثة سنوات ونصف ، وأجلت المحكمة العسكرية في سالم محاكمة النائب الأسير (جمال الطيراوي)  للمرة الـ 38 على التوالي .

 

التمديد الإدارى

وبينت الوزارة بأنه خلال الشهر الماضي مددت محاكم الاحتلال الصورية وثبتت الاعتقال الإداري لأكثر من (150) أسيراً لفترات متفاوتة ما بين 3 إلى 6 أشهر ، حيث ثبتت الاعتقال الإدارى لمدة ستة أشهر لكل من (رأفت ناصيف) القيادي في حركة حماس ، ونائب رئيس الوزراء السابق د.(ناصر الدين الشاعر) وأصدرت محكمة عوفر الإسرائيلية قراراً بالاعتقال الإدارى لمدة 6 شهور للنائب ( خالد طافش )، ومددت الاعتقال الإدارى للمرة الخامسة على التوالي لوزير الأسرى السابق المهندس (وصفى قبها) .

 

وقد خاض الأسيران ناصيف والشاعر إضراباً عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهما القاسية .

 

ومع اقتراب انتهاء مدة محكوميه النائب (احمد مبارك) والبالغة 39 شهر ، قررت محكمة الاستئناف العسكرية في عوفر،  استئناف محاكمة النائب مبارك لتمديد اعتقاله .

 

فيما أصدرت محكمة إسرائيلية حكماً بالسجن على الأسير (إبراهيم محمد حرب) من مدينة رفح جنوب قطاع غزة. لمدة أربع سنوات ونصف ، وكان الاحتلال قد حكم على شقيقه الأسير (سعيد ) قبل شهر ونصف بالسجن لمدة ستة سنوات ونصف .

 

وقررت سلطات الاحتلال تحويل الأسير (عرفات العامودي ) من جنين  إلى العزل الانفرادي لمدة 13 شهر فى معتقل ريمون ، علماً انه كان يرقد فى مستشفى سجن الرملة لمعاناته من عدة أمراض ، فيما يستمر الاحتلال بعزل الأسيرة المريضة (سناء سليمان صلاح) من بيت لحم.

 

يشار إلى أن الشهر الماضي تزامن الاحتفال بيوم الأسير الفلسطيني والتي تأتى في السابع عشر منه حيث شهدت أكبر حملة تضامن وتأييد للأسرى في سجون الاحتلال ونفذت العديد من المؤسسات والجمعيات والوزارات المئات من الفعاليات الهامة ما بين مؤتمرات صحفية وندوات وورش عمل، واحتفالات، وتوزيع مساعدات لأهالي الأسرى، واعتصامات.

 

كما تضمنت فعاليات إحياء يوم الأسير وتوزيع أغراض دعائية للأسرى، وإصدار نشرات وكتيبات وملاحق صحف وبيانات ، ونشر مقالات وأخبار وتقارير وتحقيقات حول معاناة الأسرى والانتهاكات التي يتعرضون لها ، كما شهد اعتصامات على بوابات السجون ، بالإضافة إلى احتفالات في العديد من المدارس وإلقاء بيانات في طابور الصباح تضامناً مع الأسرى في السجون .

 

وقال الأشقر "إن المؤسسات المختلفة تنظم كل عام عدة فعاليات في يوم الأسير الفلسطيني وتستمر لعدة أيام، ولكن هذا العام شهد قفزة في الفعاليات والنشاطات التضامنية بحيث كانت الفعاليات مكثفة ومضاعفة في مثل هذه الأيام من كل عام"، داعياَ إلى استمرار تلك الفعاليات حتى لا تصبح قضية الأسرى موسمية ومرتبطة بمناسبات معينة.