قائمة الموقع

الشهيد "حازم أبو شمالة" قائد تقدم الصفوف ليصنع من دمه نصراً

2022-07-27T12:30:00+03:00
الشهيد حازم أبو شمالة.jpg
فلسطين اليوم- الإعلام الحربي

رحلت يا حازم بعد أن أيقنت أن ساعة الرحيل قد أزفت، فأسررت بذلك لزوجك موصياً إياها خير الوصية بأبنائك " محمد، وخالد" ، ومضيت نحو نحبك متقدماً، ومن معك من المقاتلين خطوط المواجهة، وقفت في مكانك الذي وقفت فيه متزنراً بسلاحك "الكورنيت" بانتظار اللحظة التي ستفجر فيها الصاروخ في أقوى حصون العدو الصهيوني "الميركافاه"، كانت الدقائق تمر كأنها ساعات، والساعات تمر كأنها أيام، لكن ذلك لم يفت من عضدك شيء، هنيئاً لك الشهادة يا حازم ومن معك من المقاتلين، يا من جعلتم العدو الصهيوني يتخبط ويتراجع ويتقهقر أمام قوة ضرباتكم، رحمكم الله يا من رسمتم لنا معالم الطريق نحو فلسطين كل فلسطين.

ميلاد القائد

ولد الشهيد القائد الميداني/ حازم فايز أبو شمالة في تاريخ 1982/2/21م، وعاش طفولته بعيداً عن والده، حيث اعتقل لسنوات في سجون الاحتلال، وهو كان لازال طفلاً لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات في وسط معسكر خان يونس، وأنهى جميع مراحل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية بتفوق، إلا أنه رفض إكمال دراسته الجامعية بسبب الاحتلال الذي كان يقسم قطاع غزة إلى شطرين.

الشهيد المجاهد حازم أبو شمالة متزوج من زوجة صابرة مؤمنة محتسبة، وكان ثمرة زواجهم أن رزقهم الله بطفلين هما " محمد، وخالد".

كانت علاقة الشهيد "حازم" بوالدته التي وافتها المنية قبل سبع سنوات من استشهاده (رحمهما الله) علاقة متينة، فقد كانت رحمها الله مخزن عتاده وكاتمة أسراره، وكانت تخاف عليه كثيراً، حتى أنها اتصلت بوالده في أحد الأيام، لمنعه من السفر إلى أحد البلدان التي كان يتدرب فيها المجاهدين، لكن والده وقف بجانبه ولم يمانع سفره على عكس ما كانت تتوقع منه، لإيمانه القاطع بأهمية ما كان يقوم به من عمل جهادي بطولي.

عشقه للشهادة

كان الشهيد حازم أبو شمالة رحمه الله عظيماً في حياته وفي استشهاده، وتميز بالعديد من الصفات النبيلة والأخلاق العالية، وكان دائم التفكير في الطريق التي ستوصله إلى الشهادة في سبيل الله التي سعى لها سعيها وهو مقبل غير مدبر.

وكان الشهيد أبو محمد نعم القائد الصلب العنيد الشجاع، الحريص على أدق التفاصيل في عمله، كما تمتع بإخلاصه الشديد وحرصه على مواصلة عمله الجهادي تحت أي ظرف كان.

مشواره الجهادي المشرف

حرص الشهيد حازم أبو شمالة على اللحاق بالركب الطاهر ركب الشهيد المعلم القائد فتحي الشقاقي، فكان ذلك في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م، واستطاع الشهيد في وقت قصير الانضمام لصفوف سرايا القدس، نظراً لما كان يتميز به الشهيد من دماثة أخلاق، وسرية وكتمان، وقوة وشجاعة، ويسجل للشهيد في تلك الفترة مشاركة إخوانه المجاهدين في تنفيذ عدة مهمات جهادية، منها: عملية إطلاق نار على الموقع العسكري الذي كان مقام فوق أراضي المواطنين غرب مدينة خان يونس، وهو ما كان يعرف بموقع مستوطنة " نفيد دكاليم" البائدة، كما شارك الشهيد في صد التوغلات الصهيونية على منطقة غرب خان يونس، وخاصة اجتياح النمساوي، كما شارك في عمليات استهداف آليات وجيبات صهيونية بقذائف الـ "ار. بي.جي".

ويعتبر الشهيد القائد "أبو محمد" من أهم المجاهدين الذين ارسوا علم وقواعد الطبوغرافية العسكرية في قطاع غزة.

أوكلت إلى الشهيد القائد حازم في معركة "البنيان المرصوص" مهمة استخدام سلاح "الكورنيت" الذي شكل معادلة خلقت حالة من توازن القوة والرعب، وكان الشهيد من أكثر المجاهدين مهارة في استخدام هذا السلاح النوعي.

رحيل القائد

رغم التحليق المكثف لطائرات الاحتلال الصهيوني التي كانت تغطي سماء قطاع، وكثافة وحجم النيران الصهيونية، لم يتردد الشهيد القائد حازم للحظة، عن التحرك من منطقة سكناه غرب محافظة خان يونس، باتجاه بلدة خزاعة شرق المحافظة التي حاصرتها الدبابات والآليات الصهيونية، حيث أوكلت إليه مهمة استهداف الآليات الصهيونية التي كانت تتمركز بمنطقة جميزة ابو حنون.

تحرك الشهيد حازم وبرفقته بعض الأخوة المجاهدين، حيث بدأ بعملية رصد ومتابعة لتحركات الآليات الصهيونية المتمركزة في محيط أبو جميزة، لكن بسبب عدم توفر الرؤية والمعطيات المناسبة، تم إرجاء عملية إطلاق صاروخ الكورنيت".

ظل الشهيد حازم ومن كان معه يكمنون في ذات المكان، الذي هو عبارة عن بناية سكنية تتكون من خمسة طوابق، حتى تتضح الرؤية، فناموا ليلتهم في تلك البناية، وفي صباح اليوم التالي الأحد الموافق 27-7-2014م، وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً، بدأ حازم بعملية رصد للآليات الصهيونية مرة أخرى، لكن قذيفة مدفعية صهيونية أصابته إصابة مباشرة، ليرتقي إلى علياء المجد والخلود.

اخبار ذات صلة