خبر خلال ورشة عمل.. أكاديميون ومثقفون يطالبوا بإنهاء الانقسام حفاظا على المشروع الوطني

الساعة 12:25 م|04 مايو 2009

فلسطين اليوم – غزة

نظم تحالف السلام الفلسطيني في غزة بالشراكة مع مركز أولف بالمة السويدية ضمن مشروع (Peace at home) ورشة عمل بعنوان "أين نحن ذاهبون" بحضور الدكتور مخيمر أبو سعده أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر والدكتور خالد صافي أستاذ التاريخ بجامعة الأقصى والكاتب والإعلامي هاني حبيب وعدد من المثقفين والأكاديميين  والمهتمين وطلبة الجامعات.

 

وخلال كلمته توقع أبو سعده تواصل واستمرار الحوار حتى نهاية العام الجاري ومن ثم  الذهاب لانتخابات تشريعية ورئاسية في موعد استحقاقها بداية العام القادم أو تأجيلها وتمديد ولاية التشريعي كما طالبت حماس من قبل.

 

وقال أبو سعده أن الحوار سيكون من أجل الحوار لان المصريين لن يعلنوا ولن يستطيعوا الإعلان عن فشل الحوار لأنه سيعتبر فشل لهم كون مصر راعية الحوار.

 

وحذر أبو سعدة حركتي فتح وحماس من الاستمرار في إدارة الظهر للمطالب الشعبية المتمثلة بإنهاء الانقسام والتوحد، متوقعاً أن تخسر الحركتين الكثير من شعبيتهما في أي انتخابات قادمة.

 

كما تساءل عن الأسس السياسية والبنود الوطنية التي ستسير عليها حكومة الوحدة على اعتبار أن أي حكومة وحدة قادمة لا يمكنها أن تدوم إذا لم يتم تحديد الخيارات والبرامج والأجندة مسبقا.

 

وقال إن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى حوار جدي وعميق يتناول جذور الأزمة وليس ظاهرها فقط ليؤسس لشراكة سياسية فلسطينية حقيقية، مطالبا المتحاورين بتحمل مسؤولياتهم التاريخية في هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة والابتعاد عن المواقف والشروط الحزبية المسبقة.

 

كما شدد أبو سعدة على أن الفرصة السانحة اليوم أمام القادة والفصائل الفلسطينية هي فرصة ذهبية وهامة يجب استغلالها والعمل على إنجاحها وضرورة العودة إلى طاولة الحوار ووضع كافة الملفات التي تشكل جذور الأزمة بين الطرفين للنقاش والابتعاد عن العموميات والمبادئ العامة التي يُختلف عليها في التفسير والتطبيق.

 

من جانبه قال الدكتور صافي إن الفلسطينيين بحاجة إلى حوار جدي يفضي إلى اتفاق على معظم النقاط الخلافية وبالتالي دخول مرحلة جديدة من إعادة بناء الذات الفلسطينية المنقسمة، ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يتحرك الآن نحو تهويد القدس وتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية وتحقيق مشروع يهودية الدولة.

 

وحذر من فشل الحوار وبالتالي تكريس الانقسام الفلسطيني وصولاً إلى مرحلة تكريس التقاسم الوظيفي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

وأكد أن إسرائيل تعمل بكل ما اوتيت من قوة لإجهاض إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس، داعيا إلى وقفة تقيميه على لما نعيشه ولما نحن ذاهبون إليه.

 

وقال صافي في إن إسرائيل ماضية في حالة اللا حرب واللا تهدئة، والاستمرار في فرض الحصار والتعامل مع غزة كمصيدة للقضية الفلسطينية وإدارة أزمة، بالإضافة إلى استمرار تعثر المفاوضات السياسية.

 

وانتقد صافي حركة حماس لعدم استجابتها وتعاملها مع استحقاقات الاتفاقات السياسية التي دخلت بموجبها الانتخابات وبالتالي تشكيل الحكومة.

 

كما أكد على أن الانقسام اثر بشكل كبير على النسيج الاجتماعي ويجب العمل على إنهائه حفاظا على الشعب الفلسطيني ومقدراته ومشروعه الوطني.

 

من جانبه حذر حبيب من أن فشل الحوار سيشكل كارثة حقيقية وربما أكثر على الشعب الفلسطيني، متوقعا أن يتفاقم الوضع الحالي وتشهد حقوق الإنسان المزيد من التدهور والانتهاكات.

 

وقال انه في حال فشل الحوار ستمعن كل حكومة في فرض سيطرتها على إقليمها وساكنيه وسط إجراءات قمعية بحق الطرف الآخر.

 

وأكد حبيب أن الشعب سيتعرض للمزيد من الإحباط وبالتالي فقدان الثقة بقيادته، مضيفا أن القيادة ستجد نفسها مكروهة ومعزولة من الشعب.

 

وقال حبيب إن الشيء الخطير في حال فشل الحوار واستمرار الانقسام هو انعدام خيارات الشعب وتعطل خياري المفاوضات والمقاومة.

 

وأكد أن المقاومة ستفشل في ظل الانقسام في تحقيق توازن قوى كما أن المفاوضات ستفشل ولن تحقق شيء للشعب.

 

وقال إن أسباب المرض في الحالة الفلسطينية اعقد مما نتصور كونه خلاف بين تيارين متناقضين لكل منهما نهجه وطريقه وتصوره الخاص في كيفية التعاطي مع التحديات فحماس ترى بان المفاوضات السلمية هي وهم ولا يمكنها الاستجابة لمتطلبات الشعب وترى بأن خيار المقاومة هو الخيار المجدي في حين أن حركة فتح لم تتنازل نهائيا عن الخيار التفاوضي.

 

كما تساءل عن الخلاف القائم وهل هو يتعدى تشكيلة وزارية ومحاصصة إدارية أم أنه خلاف سياسي فكري من الدرجة الأولى.. خلاف بين محورين متناقضين سياسيا وفكريا ولا يمكن حسره في إطار التراضي والتوافق حول تشكيل حكومة وحدة وتقاسم وزاري وإنهاء مظاهر الخلاف الإعلامية والميدانية.

 

وانتقد عدم وجود تحرك شعبي وجماهيري باتجاه الضغط على المتحاورين رغم أن الشعب هو الذي صمد خلال الحرب الأخيرة ودفع الثمن وأكد على أهمية التحرك الشعبي لإنهاء حالة الانقسام السائدة في الشارع الفلسطيني .

 

كما طالب حبيب المجتمع الدولي بكافة أطيافه إلى انتهاج العدل في سياستهم تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعدم الانحياز للجلاد ضد الضحية، لأن العدل هو أساس السلام.

 

وفي كلمة له أكد سليم الهندي ممثل تحالف السلام في قطاع غزة على وحدة الوطن الجغرافية و السياسية.

 

ودعا الهندي جميع القوى والفعاليات الشعبية والمؤسسات الأهلية إلى تكثيف جهودها نحو المصالحة الوطنية، ومواصلة التأثير على مراكز صنع القرار لدى الطرفين للقبول بالمصالحة والعمل بها لإنهاء حالة الانقسام الداخلي.

 

وقال إن التطلع للمصالحة والوحدة يلازم الجميع رغم المخاوف من الفشل في تحقيق ذلك، مؤكدا أن الوحدة ليست عملية تجميلية كما تبدو اليوم بل هي برنامج وثوابت وأجندة.