"الوكالة اليهودية".. منبع الهجرة إلى "إسرائيل"

الساعة 07:56 م|25 يوليو 2022

فلسطين اليوم

برز اسم "الوكالة اليهودية"، مؤخرًا، خلال الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث أقامت الوكالة مكاتب لها على حدود أوكرانيا لاستقطاب اليهود الأوكرانيين الفارّين من مناطق الحرب، وجذبهم إلى "إسرائيل".

ويعود تأسيس "الوكالة اليهودية" إلى العام 1908، حيث كانت مسجلة باسم "مكتب فلسطين" في يافا، وكانت فرعًا لعمليات "المنظمة الصهيونية" في فلسطين تحت الحكم العثماني، وتمارس مهمة تمثيل اليهود أمام السلطان العثماني والسلطات الأجنبية الأخرى.

و"المنظمة الصهيونية العالمية" منظمة تأسست في العام 1897، على يد ثيودور هرتزل (يهودي نمساوي الأصل، ويعتبر المؤسس الحقيقي للدولة اليهودية على أرض فلسطين)، وعملت بشكل أساسي على إقامة "وطن لليهود"، وهو ما تحقق على أرض فلسطين عام 1948.

بعد ذلك، تطورت الوكالة في زمن الانتداب البريطاني لفلسطين، على يد المستوطنين اليهود "الصهيونيين"، لتصبح وكالة تُعنى بتقديم الدعم والمساعدة للأشخاص ذوي الأصول اليهودية الراغبين بالهجرة إلى "إسرائيل"، وترتيب أمور استيعابهم فيها.

وظهر اسم الوكالة بوصف "التنفيذية الصهيونية لفلسطين"، لأول مرة عام 1921، في المادة الرابعة من صك الانتداب البريطاني، الذي أشار إلى أن "وكالة يهودية مناسبة سوف يُعترف بها كهيئة استشارية لإدارة فلسطين والتعاون معها في المسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ما قد يؤثر في إقامة وطن قومي يهودي وحماية مصالح السكان اليهود في فلسطين".

منذ الإعلان عنها في فترة الانتداب البريطاني، عملت "التنفيذية الصهيونية لفلسطين" كحكومة يهودية مستقلة، يرأسها المستوطنون "الصهيونيون".

وقامت الوكالة بتنسيق الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية، وشراء الأراضي، وتخطيط السياسات العامة للقيادة الصهيونية، وشكلت مدارس ومستشفيات وقوات مسلحة (الهاغاناه)، وظل "حاييم وايزمان" رئيسًا لها ولـ"المنظمة الصهيونية"، حتى عام 1929.

عام 1929، أعيد تنظيم وتسمية "التنفيذية الصهيونية لفلسطين"، لتصبح "الوكالة اليهودية لأرض إسرائيل" في المؤتمر الصهيوني الـ16 في زيورخ السويسرية.

في ذات العام، اعترفت الحكومة البريطانية وعصبة الأمم بهذه الوكالة، وتحولت أقسام ومؤسسات "المنظمة الصهيونية" في فلسطين إلى أقسام تحت إدارة "الوكالة اليهودية".

وأنيطت بالوكالة مهام مفصلية - آنذاك -، تمثلت في تطوير وتحسين الهجرة اليهودية إلى فلسطين من ناحية زيادة الأعداد، وشراء الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى ملكية يهودية عامة، وإقامة استيطان زراعي مبني على العمل اليهودي، والعمل من أجل نشر اللغة والتراث والأدب العبري في فلسطين.

لاحقًا، أصبحت "الوكالة اليهودية" الجاذب الأساسي للمستوطنين اليهود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمعنيّة الأولى بشؤونهم.

في مطلع تموز/يوليو الجاري، أفادت وسائل إعلام عبرية، أن الحكومة الروسية أمرت "الوكالة اليهودية" بوقف جميع أنشطتها في البلاد، وسط تصاعد التوتر بين موسكو والاحتلال الإسرائيلي، على خلفية موقف الأخير من الحرب الجارية في أوكرانيا.

وكان فرع "الوكالة اليهودية" في روسيا قد بدأ نشاطاته في العام 1989، قبل عامين من سقوط الاتحاد السوفياتي. وبعد سقوطه؛ ساهمت الوكالة في وصول مئات آلاف اليهود إلى "إسرائيل"، آتين من جميع أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق (1922 - 1991).

الجدير ذكره أن "إسرائيل" تضم أكثر من مليون مستوطن تعود أصولهم إلى الدول التي كانت منضوية تحت مظلة الاتحاد السوفياتي.

وقالت محكمة "باسماني" الجزئية، في موسكو، إن وزارة العدل الروسية طلبت تصفية الفرع الروسي من "الوكالة اليهودية"، وأفاد الموقع الإلكتروني للمحكمة بأن الوزارة أقامت الدعوى في 15 تموز/يوليو، وأن النظر فيها سيبدأ في 28 يوليو، فيما لم يذكر سببًا لإقامة الدعوى.

وكان رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد، قد اتهم موسكو، في نيسان/أبريل الماضي، بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، إذ كان وزيرًا لخارجية الاحتلال آنذاك.

تلا ذلك اتهام وزارة العدل الروسية لـ"الوكالة اليهودية" بـ"جمع معلومات بطرق غير قانونية عن المواطنين الروس"، وزادت حدةَ الأزمة تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إذ قال في أيار/مايو إن "هتلر له أصول يهودية"، ما أثار غضب "تل أبيب".

وحذر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يائير لابيد، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، أمس الأحد، من "التداعيات السلبية لإغلاق فرع الوكالة اليهودية في موسكو على العلاقات بين روسيا وإسرائيل".

واعتبر أن "حل الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا سيشكل حدثًا خطيرًا".

وتزداد حدة التوترات بين موسكو و"تل أبيب" إثر عرقلة روسيا، حتى كتابة هذا التقرير، لسفر وفد إسرائيلي رسمي إلى موسكو لحل مسألة أمر إغلاق فرع "الوكالة اليهودية في روسيا".

ووفق إحصائيات منشورة، ساهمت "الوكالة اليهودية" في هجرة أكثر من 30 ألف يهودي حول العالم إلى "إسرائيل" عام 2018، 19 ألفًا منهم من دول الاتحاد السوفييتي (سابقًا).

وفي سنة 2021، نشرت الوكالة إحصائيات تفيد بزيادة بنسبة 31% عن السنوات السابقة، على عدد عمليات تهجير اليهود نحو "إسرائيل".

وتشير تقديرات إلى وجود نحو 600 ألف شخص من أصول يهودية في روسيا، كان رئيس وزراء حكومة الاحتلال السابق، نفتالي بينت، قد طلب السماح لمن يرغب منهم بالهجرة إلى "إسرائيل"، وفق وسائل إعلام عبرية.

ويحرص الاحتلال على منع حدوث تصعيد خطير في العلاقات مع روسيا، وهو ما أشار إليه لابيد خلال خطابه التحذيري، أمس الأحد.

كلمات دلالية