خبر هكذا قال المعلق اليهود مذنبون ..يديعوت

الساعة 10:29 ص|04 مايو 2009

بقلم: ناحوم برنياع

 

قبل اسبوعين نشر هنري كيسنجر مقالا في صحيفة "واشنطن بوست" حول موضوع امريكا وايران. المقال لم يأت باي جديد: كيسنجر كف عن التجديد قبل الكثير من السنين. كما أنه لم يدع انه يجدد. باسلوبه الثقيل، المعقد، الاكاديمي، سعى وزير الخارجية الاسطوري لان يذكر ادارة اوباما بانه في المفاوضات مع دولة كايران لا يمكن التعويل على الاقوال فقط. فخلف الاقوال يجب أن تكون قوة ردع.

ليس المقال هو المثير للاهتمام بل التعليقات التي نشرها موقف الانترنت للصحيفة تحت المقال. منذ زمن بعيد لم اقرأ هذا الحجم الهائل من الكراهية لليهود. المعقبون كلهم باسماء وهمية، اتهموا الشعب اليهودي بالتآمر لتوريط الولايات المتحدة في عملية عسكرية في ايران، بهدف جني الارباح المالية ودفع المصالح الظلامية لدولة اسرائيل. اليهود يسيطرون على الادارة الامريكية، كما اشتكى المعقبون، الواحد تلو الاخر. وهم يسيطرون على الكونغرس وعلى وسائل الاعلام. اليهود هم العدو الحقيقي لامريكا.

اللاساميون كانوا في امريكا دوما. المفاجأة هي ان القمامة اللاسامية هذه تنشر تحت عنوان احدى الصحف المحترمة في العالم. المفاجأة الثانية هي أن هذا يمر بهدوء.

للطائفة اليهودية في امريكا توجد منظمة قوية وناجعة مهمتها مكافحة كل مظاهر اللاسامية. وهي تسمى "العصبة ضد التشهير". مدير عام العصبة ايف فوكسمان، كان الاسبوع الماضي في اسرائيل. رويت له عن المعقبين الذين قرأت لهم فهز رأسه بأسى. سبعة اشخاص يعملون لدى العصبة في متابعة التفوهات اللاسامية على الانترنت. وهم لا يحتملون عبء الطوفان. عندما يتوجه رجال المنظمة الى موقع على الانترنت بطلب لازالة تفوه هاذٍ عن الشبكة، يستجابون احيانا، واحيانا يطالبون بان يرسلوا رد فعل، بل واحيانا يرفضون، بدعوى أنه لا تفرض رقابة على الانترنت. ومهما يكن من أمر فان السم بات راسخا في غوغل وسيبقى هناك حتى نهاية الدنيا.

هذه السخافة، حين يسعى شخص ما الى نشر رد فعل في صحيفة امريكية، باسمه وبلقبه، فانه ملزم بان يثبت بان كل ادعاء له ثابت، وعندما يكون هناك شك في ذلك فان رد الفعل يشطب. اما بالمقابل، فعندما يختبىء خلف اسم مستعار، وبدلا من أن يرسل رد فعل للصحيفة يرسله الى موقع الانترنت للصحيفة فان بوسعه أن يكذب، ان يشهر وان يشتم كما يشاء. هذا هو الواقع في الولايات المتحدة. هذا هو الواقع هنا ايضا.

لهذه الظاهرة توجد اثار بعيدة المدى على الخطاب الجماهيري. في حالتنا المؤسفة، معناها يتجاوز نظريات العنصرية، اللاسامية، الهوامش المجنونة لوسط الخريطة. كل شيء شرعي، كل شيء جدير بالنشر.

وروى فوكسمان عن حالة علق فيها في الزمن الاخير. قصة بروفيسور يهودي من سانتا باربرا من كاليفورنيا، شبه سلوك الجيش الاسرائيلي في غزة بسلوك الالمان في غيتو وارسو – ليس اقل. فبعث فوكسمان برسالة الى البروفيسور طلب فيها منه أن يعتذر.

وبدلا من أن يعتذر نشر البروفيسور رسالة فوكسمان بالبريد الالكتروني. يمسون بحريته في التعبير، كما ادعى الرجل. يخرقون المبدأ الاول للدستور. توجد هنا شرطة فكر تنكل بكل من له افكار مختلفة عنها.

وسائل الاعلام في كاليفورنيا غطت القصة: حروب طين جذابة بين اليهود مثل حروب الطين بين النساء. والان يتردد فوكسمان فيما سيعمله: هل يواصل المعركة على شرف الجيش الاسرائيلي وشرف غيتو وارسو ام يرفع اليدين.