خبر سوريا غير واردة ..معاريف

الساعة 10:24 ص|04 مايو 2009

بقلم: شلوم يروشالمي

        (المضمون: سوريا لا تريد السلام ولا تريد الحرب. بل تريد الثبات لحكم العلويين ومفاوضات تكسب ود امريكا ودعمها وتكسر العزلة عنها - المصدر).

        وزير الخارجية ليبرمان بسط الاسبوع الماضي مذهبه السياسي في الموضوع السوري. اذا اعلنوا بانهم يريدون انسحابا كاملا، نحن سنقول اننا نريد استئجار الجولان لمائتي سنة. اذا تحدثوا عن السلام مقابل الارض، سنتحدث عن السلام مقابل السلام. الاساس ان يكون الامر بدون شروط مسبقة"، هكذا قال. وهذه الاقوال اغضبت جدا وزير الدفاع ايهود باراك. فقد أوضح قائلا: "في هذه الايام بالذات حين تحاول سوريا الانقطاع عن محور الشر ينبغي التطلع الى ادارة المفاوضات معها".

        ليبرمان يعتقد ان باراك جعل اسرائيل ممسحة للبلاط. اما بارك فمقتنع بان ليبرمان قد يلحق ضررا سياسيا جسيما. كلاهما لا يفهمان بان السلام مع سوريا هو فيلم خيالي. حافظ الاسد في حينه والان ابنه بشار لا يريدان السلام. هما يريدان المفاوضات للسلام. الاتصالات بين الطرفين يجب من ناحيتهم ان تكون مضنية ولا نهائية. نائب وزير الخارجية السوري يمكنه أن يقول انه كان هناك تقدم في المحادثات في اسطنبول، وخسارة ان توقفت. كل شيء جميل وطيب، على الا يخرج أي شيء من هذه المحادثات.

        واذا ما خرج شيء ما فانه لسوريا. دمشق من خلال المحادثات الوهمية ستخرج من دائرة العزلة وتحص على شرعية الغرب، ولا سيما على المساعدات الامريكية التي تبعث اليها بالمبعوثين الكبار فيما يستقبلهم الاسد بابتسامة عريضة. وسيقول لهم الاسد بالتأكيد ان "السلام بين سوريا واسرائيل ممكن في غضون نصف سنة حتى سنتين"، كما أعلن في تموز الماضي في باريس، في المؤتمر الذي ادار لايهود اولمرت فيه الظهر. وفي نفس الوقت سيعلن في المقابلات الصحفية التي تجرى معه بانه لن يتنازل عن سنتمتر من ارض الجولان.

        هذه هي اللعبة السورية منذ الازل. خطوة الى الامام وخطوتان الى الوراء. باراك يعرف هذا جيدا. وقد كان مستعدا لان ينزل الى شاطىء طبريا والجدال كان على 200 متر على طول الشاطىء. لا شيء. الاسد لم يكتفِ بـ اخلاء كل المستوطنات ومعسكرات الجيش في هضبة الجولان وما كان سيوقع على اتفاق سلام حتى لو حصل على مجدال هعيمق (السهل الساحلي). وهو لن يقطع فرع العداء لاسرائيل الذي يجلس عليه.

        الاسد هو ابن الاقلية العلوية، المكروهة جدا في سوريا. ابناء هذه الطائفة يحتفظون بالحكم بقوة الذراع، يحافظون عليها ويبررون وجودها من خلال الكفاحية ضد اسرائيل. لوجود قيادات الارهاب في دمشق يوجد معنى كبير في نظر الشعب. وهي تمثل الكفاح الاكثر عنفا ضد اسرائيل وتخدم صورة النظام. السلام مع اسرائيل سيهز القصر الرئاسي. الاسد ورجاله سيفقدون جدول الاعمال المتصلب لديهم والعقيدة المظلمة لن يكون لها أي مبرر. كما أنه لا يوجد تخوف برأيي من حرب جبهوية مع سوريا، لنفس السبب بالضبط. فالحرب ضد اسرائيل ستشطب اجزاءا من سوريا وتهز النظام بالضبط مثلها مثل السلام. كما أن هذا هو السبب الذي جعل سوريا لا ترد في ايلول 2007 ولا ترد على قصف المفاعل النووي الذي بنته، حتى لو لم يكن هناك مس شديد بسيادة وكرامة الدولة. تخوف الوزراء في المجلس الوزاري الذين اقروا العملية كان مبررا بشكل طبيعي ولكنه لم يتناسب وانماط السلوك السورية منذ حرب يوم الغفران.

        الوضع واضح. سوريا تقاتل اسرائيل بكل القوة، ولكنها لن تضحي بجندي أو مدني سوري واحد. وهذا ايضا هو السبب الذي يجعل من الحدود في هضبة الجولان الحدود الاكثر هدوءا منذ 36 سنة. دمشق ستفعل كل شيء عبر ايران او لبنان وحزب الله او من خلال المنظمات الارهابية الاخرى. وبالمقابل ستدير مفاوضات سياسية قد تؤثر على براك اوباما، باراك وليبرمان ولكنها تبعث في "قصر المهاجرين" في دمشق ضحكا صاخبا.