خبر المناورات الإسرائيلية القادمة من أجل من؟!

الساعة 06:04 ص|04 مايو 2009

تعد الأكبر في تاريخ جيش الاحتلال

المناورات الإسرائيلية القادمة من أجل من؟!

خليل: إيران المستهدف الأكبر من هذه المناورات

أبو نصار: رسالة للعالم أجمع بأن (إسرائيل) جاهزة لأى تحد

فلسطين اليوم - وكالات

تثير الاستعدادات الجارية حالياً على قدم وساق في جيش الاحتلال الإسرائيلي لإجراء مناورات عسكرية أجواء من القلق لدى الفلسطينيين بقطاع غزة، وخاصة المراقبين للشئون الإسرائيلية، إذ إنها تعد أكبر مناورة عسكرية في تاريخ هذا الجيش ، وتشمل مختلف المجالات المدنية والعسكرية، وعلى كافة المستويات في دولة الاحتلال دون استثناء، بما فيها الأجهزة الأمنية والدفاع المدني والقطاع الصحي، والسؤال الذي يطرح نفسه على الساحة ما الهدف من هذه المناورات؟ وما مدى خطورتها على الوضع في قطاع غزة؟

 

" إيران هي الهدف "

 

يقول عامر خليل، الخبير في الشئون الإسرائيلية:" إن هذه المناورات التي ستبدأ في الثلاثين من الشهر الحالي، وتنتهي في الرابع من شهر حزيران/يونيو القادم، تهدف بشكل أساسي إلى فحص مدى استعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية لمواجهة أخطار مستقبلية، كنشوب حرب مع دولة أخرى، وقدرتها على امتصاص ضربات صواريخ المقاومة، كما حدث في حرب غزة الأخيرة، وحرب لبنان عام 2006.

 

وأضاف:" إن هدف هذه المناورات هو التأكد من استعدادات الأجهزة الأمنية والعسكرية، والمؤسسات الرسمية المدنية والسياسية لمواجهة تداعيات الصواريخ وسط استيعاب أضرار مئات الآلاف من الإسرائيليين، وتشمل جميع أنحاء دولة الاحتلال. ومن جهة أخرى، هذه ترتبط بفحص مدى استعداد (إسرائيل) لتوجيه ضربة محتملة مستقبلية للمنشآت النووية الإيرانية، لأن مثل هذه الضربة قد يتبعها إطلاق صواريخ شهاب3 وشهاب4 الإيرانية، التي يصل مداها إلى جميع أنحاء الدولة العبرية ".

 

وأكد خليل على أن الاهتمام الأكبر لـ(إسرائيل) هو موضوع ما يسمى بـ " الخطر الإيراني "، وليس قطاع غزة، إذ تشكل تلك المناورات نوعاً من الحرب النفسية ضد إيران، لأن القادة الإسرائيليين يعتبرونها الداعم الأكبر لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان، وبالتالي يجب الاستعداد لمواجهتها وإفشال خططها وإيقاف دعمها للمقاومة، وأن التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة موضوع آخر، يدخل ضمن المواجهة مع قوى المقاومة  في القطاع.

 

رسالة إلى العالم كله

 

يتفق وديع أبو نصار، مدير المركز الدولي للاستشارات، مع خليل في أن الغاية من هذه المناورات هو رفع جاهزية مختلف الجبهات الداخلية بـ(إسرائيل)، في حال هجومها على " عدوها الأكبر " إيران، ورفع جاهزيتها لتلقي ضربة إيرانية مضادة، موضحاً أيضاً أن الإسرائيليين ينظرون في الوقت ذاته بعين القلق إلى الوضع العام في المنطقة، لا سيما في الجبهتين الفلسطينية بقطاع غزة، واللبنانية ممثلة بحزب الله، وبالتالي فإنهم يجرون المناورات خوفاً من فتح تلك الجبهات ضدهم، الأمر الذي قد يتم في وقت واحد.

 

ويشير أبو نصار إلى وجود رغبة لدى القادة الإسرائيليين بأن يكون جيش الاحتلال جاهزاً للرد على أي خطر قادم، وأن هذه المناورات ستكون بمثابة " رسالة إلى كل العالم بأن (إسرائيل) جاهزة لكل تحد قادم ضدها، وهي رسالة ذات دلالات واضحة ضد أعدائها التقليديين في المنطقة "، على حد قوله.

 

وفيما يخص التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة على غزة، يقول أبو نصار : " الجيش الإسرائيلي يحاول الظهور بمظهر من يحتفظ بزمام المبادرة لنفسه، فيفجر أنفاقاً جنوب القطاع، ويجتاح مناطق حدودية معه، محاولاً أن يظهر للجميع بأنه سيد الموقف، وهذا خطير جدا، إذ إن أي عمليات من هذا النوع قد تساهم بشكل كبير في تفجير الأوضاع المتأزمة أصلاً ".

 

ومن الجدير بالذكر أن عدة أصوات إسرائيلية طالبت عبر وسائل الإعلام بتنفيذ حرب جديدة ضد غزة، نظراً لأن نتائج الحرب الأخيرة لم تكن " كافية " أو " مجدية " بالنسبة لهم، وأنها لم تضعف كثيراً من قدرات حماس العسكرية.