خبر رفح: تجدد الغارات باتجاه الحدود يعيد للذاكرة مشاهد الحرب

الساعة 05:55 ص|04 مايو 2009

فلسطين اليوم : محمد الجمل

عادت أجواء الخوف والقلق تسيطر مجددا على الـمواطنين الذين تقع منازلهم على مقربة من الحدود الـمصرية الفلسطينية جنوب محافظة رفح، بعد الغارات الإسرائيلية الـمفاجئة التي شنت، مؤخرا، باتجاه أنفاق تهريب منتشرة على طول الحدود.

وأعادت الغارات التي نفذت بعد أكثر من شهرين من الهدوء شبه التام في تلك الـمناطق إلى ذاكرة الـمواطنين مشاهد الحرب القاسية وما رافقها من معاناة كبيرة، جراء اضطرار أعداد كبيرة منهم لإخلاء منازلهم.

الـمواطن نور حلـمي أكد أن الغارات الأخيرة باتجاه الحدود أفقدته الشعور بالأمان بعد أن بدأ يشعر به مؤخرا.

وأوضح أنه سيكون مضطرا لترك بيته من جديد والعودة للإقامة في بيوت الأقارب والجيران، نظرا لقرب منزله الشديد من أنفاق التهريب.

وقال: عناية الله أنقذتنا من إحدى عمليات القصف السابقة بعد أن سقط صاروخ ضخم قرب منزلنا ولـم ينفجر، وبتنا نخشى أن يطلق الـمزيد من الصواريخ، ما يعني تدمير منزلنا.

أما الـمواطن عبد الله قشطة ويقطن مخيم يبنا الـمحاذي للحدود الـمصرية فقال ساخرا من الغارات: "رجعت ريما لعادتها القديمة"، وطلب من أبنائه حزم أمتعتهم استعدادا لترك الـمنزل.

وأشار قشطة بعد أن تشاور مع أبنائه إلى أنه سيبقى في منزله لـمراقبة الأوضاع، لكنه سيخلي الغرف الـمواجهة للـمنطقة الحدودية، وإذا ما تكررت الغارات فسيضطر للـمغادرة.

وأكد قشطة أنه سيبقى قلقا طالـما تواجد في الـمنزل، وسيضطر لـمراقبة السماء بصورة مستمرة، وحين يشاهد طائرات تحوم في الأجواء سيتخذ إجراءات السلامة اللازمة.

الـمواطن محمود أبو جزر من حي البرازيل كان يسير في الشارع برفقة بناته الأربع، وأكد أن أفراد عائلته شعروا بخوف شديد بعد أن هزت الانفجارات القوية أركان الحي، ما أجبره على مغادرة الـمنزل والتوجه بعائلته إلى بيت الجدة.

وأكد أنه قضى طوال فترة الحرب وما بعدها خارج الـمنزل ولـم يعد إليه إلا حديثا، بعد أن عادت أجواء الهدوء تخيم على مناطق جنوب الـمدينة، معربا عن خشيته من أن تستمر الغارات بصورة يومية كما حدث سابقا، ما يعني بقاءه وأسرته مهجرين عن منزلهم فترة طويلة.

قلق وخوف

أما عمال الأنفاق فقد أفقدتهم الغارات الـمذكورة أي شعور بالأمان، وعادوا لـمراقبة حركة الطائرات في الأجواء، تحسبا لغارات قد تكون مفاجئة.

ويشير الشاب سامي النجار من محافظة خان يونس ويعمل في أحد الأنفاق إلى أن الخوف والقلق عادا يسيطران عليه وزملائه خلال تواجدهم في منطقة الأنفاق، خاصة بعد سقوط شهيدين وعدد من الجرحى في الغارات التي نفذت أول من أمس، السبت.

وأوضح النجار أنهم ومنذ بدء تنفيذ الغارات قبل ثلاثة أيام وهم يخلون الـمنطقة الحدودية، ولا يتوجهون إلى الأنفاق التي يعملون فيها سوى فترات قصيرة، حين تخلو السماء من الطائرات.

وأعرب النجار عن خوفه وقلقه من معاودة الطائرات تنفيذ غارات مفاجئة، مؤكدا أن بعض الأنفاق التي قصفت كانت قيد الإنشاء، ما يعني أن الغارات الإسرائيلية لن تستثني أيا من الأنفاق سواء أكانت عاملة أم غير عاملة.