فلسطين اليوم: القدس المحتلة
ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم الأحد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يعلن هذا الأسبوع ان اسرائيل معنية بالانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر على حدودها مع لبنان.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي بارز امس ان نتانياهو يريد التجاوب مع طلب أميركي حول هذه المسألة، وهي خطوة ستشكل ايضا بادرة حسن نية تجاه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قبيل الانتخابات البرلمانية في مطلع حزيران (يونيو) المقبل.
وليس متوقعا ان يتم الانسحاب من الجزء الشمالي للقرية قبل الانتخابات اللبنانية بسبب العدد الكبير من الالتماسات التي من المتوقع أن يقدمها سكان من القرية إلى المحكمة العليا الاسرائيلية ضد الانسحاب.
وكانت إسرائيل ضمت قرية الغجر في عام 1981، وحولت سكانها الى مواطنين إسرائيليين. ولكن بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان عام 2000، قالت الأمم المتحدة ان الحدود بين لبنان وسوريا تمر عبر القرية.
ويأمل نتنياهو مع ذلك، ان يعزز هذا الاعلان موقف المعتدلين في لبنان قبل زيارته المحددة في السابع عشر من الشهر الجاري الى واشنطن. ومن المرجح ان تجتمع الحكومة السياسية - الامنية يوم الأربعاء لبحث المسألة، مع اعلان بعد الاجتماع حول نية الحكومة الاسرائيلية الجديدة لتنفيذ الانسحاب.
ومن المتوقع ان يكون الانسحاب بشكل يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية، بالاضافة الى سلسلة ترتيبات تتعلق القضايا الأمنية والمدنية التي كانت اسرائيل تتفاوض بشأنها مع الأمم المتحدة ولبنان منذ تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.
وخلال زيارته الى اسرائيل قبل اسبوعين، اثار المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل قضية قرية الغجر في محادثاته مع نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وطلب ميتشيل ان تنفذ اسرائيل الانسحاب كما وعدت عندما كان ايهود اولمرت رئيسا للوزراء.
وكان الأميركيون يضغطون على اسرائيل خلال العام الماضي لكي تنسحب، قائلين بأن هذا لا يشكل بادرة وانما جزءا من التزام اسرائيلي طبقا للقرار 1701. ويقول الأميركيون ان انسحابا اسرائيليا من قرية الغجر يمثل اعلانا للنوايا قبل الانتخابات في لبنان من شأنه ان يعزز معسكر المعتدلين هناك.
وقال المصدر السياسي الاسرائيلي ان موضوع الغجر موجود ضمن الاولويات في جدول اعمال نتنياهو، ولذلك بسبب الموقف الاميركي والانتخابات اللبنانية. وقال المصدر: "الجميع مدركون للحيز الزمني الضيق. ولذلك، سيصدر اولا بيان من حيث المبدأ بخصوص موقف اسرائيل، يعقبه تطبيق عملي على الأرض بعد فترة وجيزة".
وقال دبلوماسي غربي على صلة بالأمر ان كلا من نتنياهو باراك معنيان بحل المسألة بسرعة. وسيرغب رئيس الوزراء في اتخاذ قرار قبل مغادرته الى واشنطن في وقت لاحق من هذا الشهر لكي ينظر اليه من جانب الولايات المتحدة على انه شخص "يمكن ان ينجز الامور وينفذ خطوات دبلوماسية".
وبحسب المصدر الاسرائيلي، فان "فكرة تقديم بادرة حسن نية قبيل الانتخابات اللبنانية هي واضحة، ولكن النقاش جار حول افضل وسيلة للقيام بذلك، وسيتم اتخاذ قرار بهذا الصدد هذا الاسبوع".
وهناك مسألة بالغة الاهمية تتمثل في كيفية تنفيذ الانسحاب مع ضمان جني المعتدلين وليس "حزب الله" لفوائد العلاقات العامة. وتريد اسرائيل التأكد من التوقيع على اتفاق مع الحكومة اللبنانية تحت رعاية الأمم المتحدة للاشارة على ان "حزب الله" ليس له علاقة بالأمر