إعلان القدس".. ما بين تثبيت الثوابت والاستعداد للقادم بقلم د. أسعد جودة

الساعة 10:31 م|15 يوليو 2022

فلسطين اليوم

 إن حجم ضخ  الماكينة  الإعلامية الجهنمية  المصاحبة لترتيب والإعلان ومرافقة الزيارة وعن حجم المأمول منها يعطى انطباع أن أمريكا وحليفها الاستراتيجي اسرائيل في وضع صحى ومتعافي نافين وجود أي متغيرات ووقائع جديدة على الأرض، وكل هذا الضجيج  يصب في باب تعزيز  ذلك الوهم وأن  إعادة ترتيب المنطقة وعلاقاتها ومواردها ومستقبلها لا زالت بيدهم  .

لا شك أن العلاقة الأمريكية -الإسرائيلية التي تدخل عامها الخامس والسبعين كما وصفها البيان بأنها  استراتيجية و لا مثيل لها.

الواقع يقول والأحداث تؤكد أن أمريكا تعيش ظرفا ومخاضا غير مسبوق  وأن التحدي الحاصل اليوم  من جراء الحرب الروسية-  الأوكرانية وما نتج عنها  بدون تهويل أو تهوين من شح في مصادر الطاقة والغاز والنفط والغذاء  الناجم عن نقص الإمداد الروسي وأيضا ارتفاع في الأسعار ،والخوف من تحولات لدول نفطية للتفكير في التعامل مع المعسكر المعادي السعودية مثال ،إضافة

  للتحدي القادم من الصين وقراره حسم مسألة تايوان، والرؤية لعالم مختلف بتحالفات ومحاور وأقطاب .

لذلك كانت اسرائيل القاعدة الأمينة  المتقدمة والشريك الاستراتيجي الحقيقي  لأمريكا هي المحطة الاولى في برنامج الزيارة .

 اسرائيل برغم كل هذا الدعم اللامحدود  وبعد خمسة وسبعين عام، تعيش قلق وجودي على مستقبلها لأنها أدركت أنها  جسم غريب وليست أكثر  من  ثكنة عسكرية متقدمة للمشروع الغربي وتحديدا للولايات المتحدة وتحاول تثبيت ذلك التحالف بفكرة هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم تأكيدا على فكرة الصهيونية -المسيحية البروتستانتية  ،اليوم كل جهودها تنصب على حماية غلافها ووجودها  بالمنظومات الصاروخية من مقاومات في الخاصرة كانت مناطق محتلة من قبلها جنوب لبنان وغزة ، وللأسف الأمريكي  بغطرسته وكبريائه  ونظرته الاستعلائية تمنعه من الإدلاء بالحقيقة وتصف  تلك المقاومات كحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي بأنهم  وكلاء لإيران بدل توصيفها الحقيقي بأنها  مقاومات وطنية تريد التحرر  من براثن الاستعمار  واغتصاب الأرض، ها هي تلك الجماعات  اليوم شكلت من عام  تموز ٢٠٠٦ في لبنان  قلق ورعب وتوجت  بمعركة "سيف القدس “مايو ٢٠٢١ دليل واضح أن العدو منبوذ ولا مكان له حين توحدت الساحات والكل دافع عن الأخر وعادت فلسطين بقوة على الأجندة الدولية والإقليمية ، كتب الكثير عن الآثار الاستراتيجية عن نتائج المعركة وانعكاسها على مستقبل صعود المقاومة الشاملة وتراجع وتآكل على مستوى الكيان وأجله .

أمريكا مصرة على تسويق نفسها أنها لا زالت القوة الأولى  في العالم، وتجتهد قبل استفحال الأمور وتطورها بمحاولة تشكيل هيكل إقليمي تكون إسرائيل مدمجة ومقررة فيه ،ومحاولة تثبيتها على أنها لا زالت الحليف الاستراتيجي الأول في تأمين مصادر الأمن والاستقرار والازدهار للمنطقة والعالم ،عبر الشراكة معها في برامج تأمين الغذاء والصحة والبيئة وتغيرات المناخ  ، لتغرى الإقليم بأن فرصة  التطبيع والسلام والاندماج مع إسرائيل فرصة استثنائية  لابد من استثمارها وأيضا جهد مشترك ضد  ايران العدو الذى نعمل جاهدين  على عدم تملكه سلاح  نووي ومن وكلاء إرهابيين يهددوا الاستقرار والسلم في المنطقة ستكونون في مأمن واستقرار وازدهار ونماء .

     الحديث عن شرق أوسط تقوده إسرائيل وتبدا باستخراج النفط من لبنان وغزة ومتحالفة مع دول النفط في الإقليم سيكون حال تشكله هو إنعاش وإطالة عمر هذا الكيان واستمرار ضمان  السيطرة الأمريكية على المنطقة .

لكن  التاريخ يؤكد والواقع يثبت  أن فكرة الأحلاف تبدا أفكار خلاقة ولكنها لا تصمد  ومن حلف بغداد نهاية الخمسينات   وأخرى تؤكد أن التباين وحجم الخلافات ما بين أهل الأحلاف كبيرة وما يسمى عدو مشترك أو محاولة تثبيت ذلك  الفهم عن إيران ملتبس وغير مجمع عليه لا من مصر ولا المغرب ولا الأردن  ولا من أشد الممكن استقطابهم بحكم الطائفية والشحن والتوتر الحاصل ممكن أن يصنف أيضا  من   السعودية  وكذلك قطر والإمارات وعمان والكويت ،وما جرى من استقبال لبادين في السعودية من قبل أمير منطقة مكة؟!  والسؤال هل اسرائيل ستحضر القمة التي ستعقد في جدة  لم يرشح أي  تأكيد ولا مطروح على الأجندة .

أضف الى ""علان القدس" لم يتطرق الى القضية الفلسطينية الا مرورا عابرا بعد تناول كافة التفاصيل التي تؤمن إسرائيل وصولا الى الوقوف مع إسرائيل في مسائل إجرائية كالمقاطعة PDS ،دون تفصيل وتوضيح، "بايدن يؤيد  على المدى الطويل  والمتواصل على دعم  حل الدولتين" وسرعان ما نسف  بايدن  حينما ذكر في  شطرة أخرى من الوثيقة  "يدعم اسرائيل والسلطة وأصحاب المصالح الاقليميين  تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتحسن نوعية الفلسطينيين" .

لا مستقبل سياسي فقط حل اقتصادي ليس  والموجود في العقل الأمريكي فقط  صفقة القرن ؟! .  

لقاءه مع أبو مازن في بيت لحم يأتي من باب المجاملة والتأكيد على بقاء السلطة في حدود وضعها  الراهن وبقاء ما يسمى عملية سلام مستمرة .

Peace Process On Going دون الزام نفسه بجدول أو ضغط أو فرض حل مطلقا .

لا مؤشر  أن شيء من الوعود سيتحقق أمريكا ستدخل في الترتيبات للانتخابات  القادمة والكيان سيبدأ  في انتخابات كنيست وبعدها حكومة، والإقليم حذر ويراقب وقصة الدين الإبراهيمي ستخلق حالة من اليقظة لدى الشعوب العربية والإسلامية  والتي يجب أن لا يستهان بقدرتها وخصوصا اذا ما تحركت  القدوات والرموز وقادت .

 المنطقة والعالم على صفيح ساخن .

الشعب الفلسطيني بعمومه  يفترض أن تكون الصورة واضحه وجليه لا أفق سياسي مطلقا مع العدو ولا توقع لعمل شيء من الارادة الدولية والأمريكان  ،الرهان فقط على وحدة الشعب والهدف والمصير والوسائل ، أمريكا واسرائيل في تراجع سريع ،والفرصة اليوم لتعزيز المقاومة بكل أدواتها وأشكالها  وكلفتها أرخص من البقاء  والعيش تحت بساطير الصهيوني بل أن ان الوحدة الفلسطينية ستكون أقوى ورقة في إفشال كل المخططات ، وفرض الأجندة الفلسطينية على العالم ووقف  الرهان على التسوية الوهم والسراب والتخلص من كل الاتفاقات المهينة أوسلو وافرازاتها والجهد لإعادة الاعتبار للبعد العربي والإسلامي وأحرار العالم   .