خبر سيكون لنا نووي في لحظة.. معاريف

الساعة 08:25 ص|03 مايو 2009

بقلم: يونتان شيم أور

بعد قليل هذا سيحصل. عدة دورات اخرى لجهاز طرد مركزي وستكون للايراني قنبلة. بعد قليل سيرى العالم  على كل شاشات التلفزيون التجربة النووية للرجل الذي يقول ان على اسرائيل ان تموت. لا يوجد أي معلق يمكنه أن يوقف ذلك. اوباما لا يتصور السماح لاسرائيل بالقصف، وبيبي لن يجن جنونه. لا احد هنا سيصطدم بامريكا. فالقصف في صحراء ايران سيبشر باوشفتس 2. الاسرائيليون، الذين يدخلون في فزع من كل خنزير يعطس، سيرتفعون على اجنحة التاريخ التي لم يشهدوا مثلها حتى الان. والصحف ستنتقل الى صيغة يومية من الصفحة الرئيسة المزدوجة. والتلفزيونات ستبث في موجة مفتوحة. وفي ساحة المبكى ستجتمع الجماهير لصلاة الاستجداء. ونساء ميرتس ستعقدن مظاهرة في ميدان رابين، وسيثرثرون عن الاحفاد وسيتهمون الاحتلال. الطغيان سيعربد. يقين النهاية المقتربة ستطلق كل لجام. فعلى أي حال كل ما هو ساري المفعول انتهى.

وعندها، في ظل هذه الفوضى، سيظهر عدة اشخاص، مثل تلك الحفنة اياها من غيتو وارسو لتأخذ الامور في ايديها. قولوا، سيسألهم الزعيم، أولم نقل دوما اننا لن نكون الدولة الاولى التي تدخل السلاح النووي الى المنطقة؟ نعم، سيجيبونه بهمس مصمم، هذا بالضبط ما قلناه. إذن الان، سيقضي المتحدث، لم نعد نحن الاوائل. هيا نفعل هذا. العالم سيفغر فاه. نحن، الذين تبرعنا للبشرية بالبمبا وبـ "كل شيء ضمن الصفقة"، سنريهم ماذا نعرف نحن عمله حقا. على مدى يومين، في اقصى الاحوال اسبوع، سنصبح مخلوقا لم يره العالم من قبل. سنكون رجلا آليا يتحول من طفل ضعيف ومضروب الى رعب الوجود.

في غضون ساعات سنبني له قنابل غبية، ذكية وعبقرية، ذرة نقية وقذرة، صواريخ متفجرة وقنابل يدوية نووية. نحن سندخل العالم وكاميراته الى أنفاقنا السرية، مع السكك الحديدية التي تتحرك عليها الصواريخ الضخمة التي تصل الى كل مكان في الكون. سنريهم الطائرات القتالية، مثقلة الاجنحة من عبء القذائف التي سنلقيها على كل من يتورط معنا. سننزلهم الى اعماق البحر، الى الغواصات السرية التي تحمل صواريخ الثأر الخاصة بنا. وفي يومين سنبني كل هذا. في اقصى الاحوال في اسبوع.

محللو العالم سيبدأون باجراء الحساب. وجميعهم سيتذكرون في لحظة واحدة مردخاي فعنونو، الذي كان يعمل قبل 25 سنة في مصنع النسيج في ديمونا، وباع لصحيفة انجليزية قصص خيالية وحبس لاننا لا نطيق الكذابين. عندها، قبل سنوات جيل، روى بان لاسرائيل 200 رأس نووي متفجر. أما نحن، الذين نطور المطبخ عندنا كل سنتين والهاتف المحمول كل شهرين أولم نتطور؟ الخبراء سيجرون الحساب: للناس في ديمونا قدرة نووية على تدمير العالم خمس مرات ووسائل اطلاق لتنفيذ ذلك. وسيقررون بان اسرائيل هي قوة عظمى نووية، اقوى بكثير مما كانت الولايات المتحدة في عهد كندي، سنوات الذروة للحرب الباردة.

بعد أن نبني لانفسنا هذه القوة الهائلة، سنشرح ايضا ميزان الرعب الذي نفرضه على الشرق الاوسط. لاسفنا، ليس لدينا ارض، مثلما لروسيا، هنا لا يمكن ابادة مدينة معادية لقاء كل مدينة عندنا. هنا نلعب ببلد مدينة. اذا ذهبت مدينة تل ابيب، فاننا سنبخر كل بلاد ايران.

كل شيء سيتغير هنا. لن يكون بوسعنا بعد اليوم الادمان على المسكنة. لن يكون بوسعنا اجراء ايام كارثة وذكرى على نمط كوريا الشمالية. لن نصدق انفسنا حين نتحدث عن الحاجة للمستوطنات التي ستحمي امننا. ولا حتى سننجح في اقناع أنفسنا بان احمد الذي يحمل السكين والانبوب المتفجر هو آيخمان. سنكون غير قابلين للهزيمة. غير قابلين للابادة.