خبر اوباما ليس تشمبرلين.. هآرتس

الساعة 08:12 ص|03 مايو 2009

بقلم: تسفي بارئيل

ليس هناك ركود في مصنع السيناريوهات المهددة. هناك ايضا جملة هائلة لكل الاذواق. انفلونزا الخنازير، صاروخ باليستي كوري شمالي، انهيار البنوك، ازدياد قوة حزب الله. وبالطبع ام كل التهديدات:- الذرة الايرانية متزامنة مع رئيس امريكي اكتسب حتى الان لقب تشمبرلين بسبب ميوله التصالحية. هذا المثلث الذرة – ايران – اوباما اصبح خلطة ترفع الهرمونات الاستراتيجية الى مستويات تبعث على الدوار. عالم كامل يوشك على الجثو والسقوط امام الشر الاكبر – يقول لسان حال هؤلاء . وماذا عن الدول المجاورة التي تمتلك هي الاخرى قدرات نووية؟ الهند وباكستان وروسيا والصين؟ الا تدرك ايران مغزى توازن الرعب النووي؟ وماذا يحدث مع الردع النووي المنسوب لاسرائيل؟ ان لم يكن قادرا على ردع ايران فلماذا وجد اصلا؟

ايران كما يوضح اصحاب نظرية التهديدات هي دولة مجنونة وستكون مستعدة للتضحية بالاف مواطنيها من اجل ابادة اسرائيل. انظروا ما الذي فعلته حرب ايران – العراق لابناء طهران "ايران هي شيعية ايضا ومن المعروف ان الشيعة مصابون بميول الانتحار. الا ان ايران "الجنونية" هذه تمتلك علاقات دولية مرتبة ومنظمة مع اغلبية دول العالم. نظامها يقوم على النظام والمنهج الواضح. المعارضة حتى ولو كانت محدودة ومقيدة، ما زالت قادرة على اسماع صوتها في البرلمان والاعلام بصورة اكثر حرية مما هو متبع في السعودية مثلا. وهي دولة نجحت في رعاية وبناء جيل من العلماء وطورت بالرغم من العقوبات الدولية تكنولوجيا متطورة ليس نوويا فقط وتلاميذها يحظون بترتيب اعلى من الاسرائيليين في المنافسات الدولية.

ايران الدينية لم تلغ التعليم العلمي ولا الاعياد ذات الاصول غير الدينية. لان النظام هناك يعرف زبونه ويعرف حدوده. ليس هناك جنون في ايران. اما بالنسبة للاستعدادية الشيعية للانتحار فمن الافضل التحقق من عدد السنه الذين انتحروا في العراق وباكستان وافغانستان وفلسطين. النتيجة ستكون مفاجئة جدا لدعاة مذهب الانتحاريين الشيعة.

ولكن المنطق لا يتعايش بسلام مع الهستيريا والفزع. الذرة الايرانية لا تعتبر تهديدا في فترة القادة الذين اعتبروا "منطقيين" مثل هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ساعة الفزع النووي بدأت تعمل فقط مع انتخاب احمدي نجاد في (2005). بعد عشر سنوات او سنتين – توقع الخبراء الذين لم يعرفوا ما يحدث فعلا  –  ستتمكن ايران من انتاج سلاحها النووي. ايران خلعت قفازها وانتصرت على عامل الوقت وحولته الى عامل غير ذي صلة ولكن التحقق الاكثر قربا سيظهر ان الذرة الايرانية بحد ذاتها ليست عامل التهديد وانما احمدي نجاد. فهو بالاضافة الى كل شيء يتنكر لحدوث المحرقة النازية. المحرقة، تشمبرلين، هتلر، الابادة النووية، اوباما، احمدي نجاد – هل هناك غذاء افضل من كل هذه الامور لتغذية الفزع والهلع؟

ما العمل اذا؟ قصف دولة تمتلك تكنولوجيا نووية حتى لا يصبح لديها سلاح نووي مستقبلا؟ ولماذا لا نبدأ بمن يمتلكها مثل الباكستان وكوريا الشمالية فهي دول اعتبرت ايضا هدفا لفرض العقوبات؟. ايران كما نعلم تخضع لنظام العقوبات بهذه الدرجة او تلك منذ الثورة الخمينية ومن المحتمل ان تكون العقوبات قد ادت فقط الى زيادة نهمها للردع النووي. وربما يكمن الحل في تجربة شيء ما لم يجرب بعد:- ادارة حوار ورفع العقوبات والسماح لرجال الاعمال الامريكيين بعقد الصفقات كما يفعل نظراءهم الروس والصينيون والالمان والفرنسيون منذ سنين واعتبار ايران شريكا علنيا في تلك الصراعات التي تمتلك نفوذا فيها مثل السودان وسوريا والعراق وافغانستان وحماس وحزب الله. ليس من خلال الخنوع وانما من خلال الاعتراف بقوة ايران السياسية التي راكمتها في المنطقة. من المحتمل ان النظرة للتهديد الايراني ستبدو مغايرة لو ان بوش تعامل مع طهران بطريقة اخرى؟ لو قام كلينتون بخطوة اخرى وسمح تصدير الفستق الايراني والسجاد لامريكا. ربما كان مفاعل نووي امريكي يعمل اليوم في طهران لانتاج الطاقة الكهربائية.

اوباما ليس تشمبرلين. هو لا يحمل مظلة وانما عصا ثقيلة حتى عندما يتحدث بليونة مع ايران. من الممكن طبعا مواصلة الاستمتاع بالهستيريا الا ان نهج اوباما افضل.