خبر أبو مرزوق : المفاوض الفلسطيني ارتكب خطأ لا يغتفر بإقراره مبدأ تبادل أراض

الساعة 05:43 ص|03 مايو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

عبر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق عن مخاوفه من تبني رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو «يهودية دولة» إسرائيل في ضوء قبول الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بمبدأ تبادل الأرض في المفاوضات مع اسرائيل.

وقال في حديث لصحيفة «الحياة» اللندنية إن تفاهماً تم على نسبة تبادل الأرض في المفاوضات، مشددا على أن الخطورة في المبدأ وليس في التطبيق. ولفت الى أن النسبة سواء 1 أو 7 في المئة تعني اعترافاً ضمنياً بأن الأراضي متنازع عليها، كما ان تبادل الاراضي لا يعني على الاطلاق التبادل كما يدعون بالمساحة نفسها والقيمة نفسها، لأن المساحة لا تعني على الاطلاق القيمة. وقال: «لا توجد قيمة اراض على الاطلاق تقابل قيمة الاراضي في القدس»، لافتاً الى ان هناك مبدأ يلتزمه الاسرائيلي وهو «ألا يعطي كما يأخذ».

وأضاف متسائلاً: «ماذا عن علاقة السكان بالأرض؟ هل سيتم التبادل بالسكان أم بأرض خالية من السكان؟ وما مصير هؤلاء؟»، واصفاً تبادل الاراضي بأنه عملية معقدة للغاية. ورأى ان «المفاوض الفلسطيني ارتكب خطأ لا يغتفر بإقراره هذا المبدأ، بل هو ارتكب جريمة بقبوله واقراره هذا الأمر» الذي قال انه يتضمن «مخاطر جمة، ويكفي انه يعني أن قرار 242 وكل القرارات الشرعية الدولية مثل 181، 194 لم تعد مرجعية، بل أصبحت المفاوضات هي مرجعية نفسها».  وقال أبو مرزوق: «الأغرب انهم يطالبون حماس بالتزام الشرعية الدولية وهم غير ملتزمين بها». وأضاف: «أصبح هذا المطب وسيلة لابتزاز حماس، بل يريدون ان يصبح سيفاً مسلطاً على رقابها». ورأى أن مبدأ تبادل الأرض اصبح اجرائياً طالما تم اقراره.

وسألته «الحياة» عن رأيه في ما ذكره مصدر قيادي رفيع في حركة «حماس» لـ «الحياة» عن أن محادثات وفد الحركة مع رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان تناولت ضم إسرائيل أم الفحم للضفة الغربية باعتبارها كثافة سكانية ولانها تضم كتلة اسلامية تريد إسرائيل التخلص منها، وذلك في مقابل مستوطنة «معاليه أدوميم» في القدس الشرقية، فأجاب أبو مرزوق ان «كل قرى المثلث قد يلحق بالضفة الغربية ضمن تبادل الأرض، خصوصاً في ضوء محاولات إسرائيل إقرار يهودية الدولة». وتساءل عن مستقبل العرب داخل «الخط الاخضر» وعن مستقبل المستوطنات في الضفة، متوقعا الحاقها بالاراضي الإسرائيلية ومن ثم تعديل الحدود. واتهم المفاوض الفلسطيني بأنه ليس لديه خطوط حمر يتوقف عندها، وقال: «لا توجد قضية واحدة ثبت عليها وتمسك بها».

وعما يتردد عن نية عباس تشكيل حكومة في رام الله قبيل توجهه الى واشنطن، أجاب: «حكومة رام الله غير معترف بها فلسطينيا لكن معترف بها دوليا، بينما حكومة غزة تحظى بدعم شعبي فلسطيني، لكنه غير معترف بها دولياً».

وعن مدى إمكان استئناف التهدئة مع الجانب الإسرائيلي، ومصير صفقة تبادل الأسرى في ضوء تسليم الإسرائيليين هذا الملف لشخصية جديدة، قال أبو مرزوق إن «هذه الملفات ساخنة، وكلها قضايا جوهرية بما فيها التسوية السياسية، لكن نتانياهو سيبلور مواقفه منها عقب عودته من واشنطن ولقائه المرتقب مع الرئيس حسني مبارك في مصر»، مضيفا أن نتانياهو «وضع الملف الايراني كأولوية، لكن ذلك اصطدم مع الادارة الأميركية، وتطلب منه مراجعة لإعادة الشأن الفلسطيني إلى صدارة سياساته». ولفت الى ان الرئيس باراك أوباما ايضا سيعيد ملف الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية الى سلم اهتماماته بعد ان كانت ملفات الصين وروسيا وايران على رأس الأجندة الأميركية، وتابع: «لذلك السياسات الإسرائيلية الحالية في هذه القضايا غير واضحة، وخلال شهر ستتبلور، وكذلك الأمر بالنسبة الى الأميركيين».