الذكرى26 لاستشهاد فارسُ الرعيلِ الأول الشهيد القائد صالح طحاينة

الساعة 08:06 ص|04 يوليو 2022

فلسطين اليوم

من ذلك الزمن المجيد، وحَمْلِ وصايا المعلم الشهيد، ذلك العاشقُ الذي أنجبَتْهُ السيلةُ الحارثية في 28 سبتمبر 1968م، سائراً على خُطى النجباء، نجاحاً وتفوقاً، حتى أنهى الثانوية العامة، لكنَّ الانتفاضةَ كانت شغلهُ الشاغل، فامتطى صهوتَهَا مجاهداً ومقاتلاً.

عرف طريقَهُ إلى المسجد، فتسلَّحَ بالإيمان الذي انطلق به رصاصاً في قلب المحتل، ومع انتفاضة الحجارة، كان يخوضُ المواجهات والمظاهرات، فكان السجنُ على موعد معه لأول مرة ولم يتجاوز السادسةَ عشرَ من عمره. تفرَّغَ للعملِ العسكري، مشاركاً مع الشهيد القائد عصام براهمة في تأسيسِ "عشاق الشهادة" الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي كانت مِصْدَاقاً للواجبِ رغم قلة الإمكان.

تعرَّض للاعتقال عام 1993م، عقبَ إصابته في اشتباكٍ مع قوةٍ صهيونيةٍ خاصة، ليحكمَ عليه بالسجن ثلاثةً وثلاثينَ عاماً، لاتهامه بالمسؤوليةِ عن مقتلِ ضابطٍ كبيرٍ ومحاولةِ خطفِ جندي، لكنه تمكنَ من تحريرِ نفسه في عمليةِ هروبٍ نوعيةٍ وجريئةٍ من سجن جنيد إلى سجن النقب حين تقمَّصَ هُوِيةِ الشهيد القائد نعمان طحاينة.

نجح بعدَ تحرره، في تفعيلِ خلايا عسكرية لتنفيذِ عدةِ عملياتٍ فدائية، وقد وصفهُ الشاباكُ الصهيوني بالمطاردِ الأول، فيما كان شمعون بيرس "رئيس حكومة الاحتلال"، يتصل بالسلطةِ لحثِها على اعتقاله، والتي كانت تقوم بتعقبِهِ وتضييقِ الخناقِ عليه.

وبعد رحلة عظيمة، كانت عمليةُ الاغتيالِ البشعة التي تعرَّضَ لها الشهيدُ القائد صالح طحاينة، في الرابع من تموز عام 1996م، حيث استشهدَ تحت التعذيبِ الوحشي لثلاثة أيام.

ومضى صالحُ الشهداء، ليثمرَ دمُهُ في كل المواسم، وكان حادي القافلة، وتَبِعَهُ النعمان وسليمان وعبد الكريم، على درب الخيارِ الأمل فكرةً وشهادة.

كلمات دلالية