خبر شمال غزة: أوضاع المزارعين تزداد سوءاً بسبب شح الإمكانات وتصاعد اعتداءات الاحتلال

الساعة 05:42 ص|02 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

لم يتمكن المزارع عبد الرحمن عيسى من العودة إلى العمل في مزرعته القريبة من الحدود الشمالية لقطاع غزة مع إسرائيل، بسبب المخاوف الأمنية وعدم تعويضه عن الأضرار التي لحقت به جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

وأبدى عيسى انزعاجه الشديد لعدم حصوله على تعويض مقابل الخسائر الجسيمة التي تعرضت لها مزرعته في شمال القطاع إبان الحرب.

وقال عيسى إنه من أصل خسائره التي تقدر بنحو 50 ألف دولار لم يتم تعويضه إلا بمبلغ 1600 دولار فقط، وهو مبلغ ضئيل جداً وغير مناسب ولا يؤهله لإعادة العمل في مزرعة البط التي تم تدميرها بشكل كامل على يد قوات الاحتلال.

واستهجن عيسى تدني المبلغ الذي حصل عليه المزارعون مقابل نسبة خسائرهم العالية جدا، في وقت حصل آخرون من قطاعات مختلفة على تعويضات كبيرة جدا مقارنة بخسائرهم.

وقال: إن المبلغ الذي حصل عليه من وزارة الزراعة المقالة لا يكفي لدفع بدل إيجار المزرعة التي كان يستأجرها، مضيفا أنه يتحمل ديونا وأعباء مالية كبيرة جدا وخصوصا لأصحاب محال الأعلاف والمواد والفقاسات.

ويشير المزارع محمد نصر إلى أنه كان يتوقع أن تصرف لهم مبالغ مالية أكبر حتى يتمكنوا من مزاولة أعمالهم وتشغيل عشرات العمال في مزارعهم وإعادة إحياء قطاع الطيور في السوق التي تعاني من نقص كبير فيه منذ انتهاء الحرب.

وأكد أن المبلغ الذي حصل عليه سيذهب لسداد جزء بسيط من الديون، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى مبلغ كبير حتى يتمكن من مزاولة العمل.

ويعبر نصر عن مخاوفه الشديدة من عدم تلقيه التعويض المناسب لخسائره التي تقدر بعشرات آلاف الدولارات.

وينتظر نصر وغيره من المزارعين ما ستقدمه وزارة الزراعة في حكومة رام الله من مساعدات، سيما وأنها لم تقدم أية مساعدة لهم منذ انتهاء الحرب.

ويقول المزارع توفيق العطار إن العودة لممارسة مهنة الزراعة في المنطقة صعبة جدا في ضوء عدم الاستقرار الأمني واستمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي، إضافة إلى عدم حصول المزارعين على التعويض المناسب.

وعبر العطار عن تفاؤله بإمكانية حصول المزارعين على تعويضات أخرى غير التي قدمتها وزارة الزراعة المقالة، مشيرا إلى أنه سمع عن نية وزارة الزراعة في حكومة فياض بصرف دفعة مجزية من التعويضات للمزارعين، ولكنه لم يتأكد من الخبر الذي يتداوله المزارعون ويتحدثون عنه في كل مجالسهم.

ودعا العطار الحكومتين إلى صرف تعويضات للمزارعين حتى يتمكنوا من العودة لمزاولة أعمالهم في مزارعهم التي جرفت ودمرت أثناء الحرب.

وقضت آلة الحرب الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على جميع المنشآت والمزارع في محافظة شمال غزة، وخصوصا شمال غرب بيت لاهيا الذي تعرض لهجوم طيلة أيام الحرب.

ويعاني قطاع غزة من ندرة الطيور وارتفاع أسعار ما وجد منها، إذ وصل كيلو لحم الطيور إلى 25 شيكلا بعيد انتهاء الحرب ولا يزال مرتفعا حتى اللحظة.

وفي ظل عدم وجود تهدئة يخشى المزارعون من العودة إلى مزارعهم للعمل تحسبا من عمليات إسرائيلية مرتقبة.

وكانت وزارة الزراعة بغزة صرفت بداية الأسبوع الماضي مبلغ مليون دولار لأصحاب مزارع الدواجن من أصل أضرار تفوق المائة مليون دولار.

وقالت وزارة الزراعة إن المساعدة النقدية مقدمة كإغاثة عاجلة للمتضررين ولن تكون الأخيرة، لافتة إلى أنها خطوة أولى على طريق مساعدة وإعانة المزارعين المتضررين للتخفيف من معاناتهم في القريب العاجل.

وبحسب إحصائية الزراعة بغزة، فإن الأضرار والخسائر في القطاع الزراعي تُقدر بما يزيد على 174 مليون دولار من الأضرار المباشرة عوضاً عن الأضرار غير المباشرة التي تبلغ 413 مليون دولار.