خبر نصر الله يتهم « إسرائيل » باغتيال الحريري ويؤكد: مصر لم تحقق شيئاً من حربها ضد حزبه

الساعة 08:18 م|01 مايو 2009

فلسطين اليوم : بيروت

توجه الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله إلى الضباط اللبنانيين بالتهنئة على إطلاق السراح والعودة إلى الحرية، معتبراً أن قرار إطلاق سراحهم الذي جرى من قبل قاضي الإجراءات في المحكمة الدولية دليلاً قاطعاً على أن لجنة التحقيق خلال عملها في كل المرحلة السابقة كانت مسيسة وغير عادلة ولا تخضع للمعايير الدولية و أن الاحتجاز كان احتجاز سياسي.

ولفت إلى انه كان على ميليس أو من أتى بعده أن يطلق سراح الضباط وليس الاحتفاظ بهم دون أي تحقيق ومع سقوط الشهود الكاذبين، مشيرا إلى انه لم يطلق سراحهم لأن إطلاق سراحهم في ذلك الوقت المبكر تداعيات كبيرة، فأبقيوا في السجون لأسباب سياسية بحتة وكان هنالك من يحمي هذا الاعتقال السياسي.

السيد نصر الله رأى انه لو كانت لجنة التحقيق تعمل بشكل قانون وبعيدا عن التسييس وعن الدول الداعمة لـ14 آذار كان يجب أن يخرج الضباط الأربعة عندما تبين أن الشاهد زهير الصديق كذاب وليس بعد 4 سنوات.

وأشار السيد نصر الله إلى انه بعد طول مدة الاعتقال، وسقوط الشهادات المزيفة أصبح الأمر يفوق الفضيحة القضائية والسياسية فلم يكن هنالك إمكانية لاستمرار اعتقال الضباط، فما جرى هو إنتهاء الفضيحة. معتبرا أن تشكيل المحكمة يفرض عليها البت بمصير الموقوفين وإلا تصبح امام موقع إدانة منذ اليوم الأول. والمح سماحته إلى وجود ثلاثة شخصيات لبلمار: الأول رئيس لجنة التحقيق وهو الشريك في الظلم الذي لحق بالضباط، والثاني بلمار الذي لم يمانع إطلاق سراح الضباط، أما الثالث لا نعرف عنه أي شيء، هل سيكون بلمار الأول أو بلمار الثاني؟

السيد نصر الله تساءل كيف سيتصرف المحققون الدوليون في المرحلة المقبلة وأي مسارات سيسلكون وكيف سيتصرفون؟ أبشكل علمي؟ أو سترتكب الأخطاء عينها؟ هل ستوجه اتهامات لأشخاص جدد استنادا لشهادات كاذبة أو سيتم التدقيق بالدليل والحجة بشكل علمي؟. مؤكدا ان لا حكم على المرحلة المقبلة مسبقا ولكن يجب أن يثبت المسؤولون الدوليون أنهم نزيهون وهم قادرون على إثبات ذلك أو عكس ذلك. لافتا الى ان من ضلل التحقيق 4 سنوات يمكنه أن يضلل التحقيق لـ 100 سنة، المعلومات تؤكد أن الآذان والأبواب مفتوحة أمام شهداء الزور وهذه الأسئلة ليست للإدانة بل طبيعية ومشروعة.

أمين عام حزب الله نصح بكل محبة عائلة الرئيس رفيق الحريري وكل الشعب اللبناني، للقيام مراجعة وكيفية التعاون للوصول إلى الحقيقة وكشفها، وان لا نضيع الوقت الذي اضعناه من قبل، وان نعود للإجماع الوطني الذي تكون بعد الاغتيال، وذلك انطلاقا من مبدأ محاسبة الشهود الكذبة، فإذا كانت المحكمة تعتبر أنها غير معنية بالموضوع، فنحن اللبنانيين يجب ان نطالب القضاء اللبناني بمعاقبة هؤلاء، لكي لا نفتح الباب أمام شهود زور جدد، ويجب محاسبتهم وكل من مولهم وغطاهم. داعيا لوضع الاتهام السياسي جانبا لأن هذا الاتهام كاد أن يحرق لبنان والمنطقة، مطالبا الجميع بتحقيق حرفي مهني موضوعي للوصول إلى الحقيقة. 

السيد نصر الله أكد أن بإمكان إسرائيل التخطيط لعملية اغتيال الرئيس الحريري، وأنها تملك الدافع والمصلحة، لأن إسرائيل كانت تريد حربا أهلية أو حتى إقليمية لكي تدخل الجيوش الأميركية إلى لبنان وسوريا واغتيال الحريري كان بوابة لذلك. لافتا إلى ان أحدا من 14 آذار لك يتهم يوماً إسرائيل، فهي دائماً خارج الاتهام، وهذا الأمر غير علمي.

من جهة ثانية، أشار السيد حسن نصر الله الى أن النظام المصري أطلق حملة إعلامية دعائية واسعة شارك فيها النظام من رأسه وساعد عليها آخرون في العالم العربي، لافتا الى ان ما نشهده هي حرب إعلامية من طرف واحد، مؤكدا أن الإدعاءات التي يتحدثون عنها، هي إدعاءات لأنه لو كان لديهم منطق لما احتاجوا للتعبير المسيئة. وأكد سماحته أن النظام المصري لم يحقق شيء من حملته على حزب الله. مؤكدا أن استمرار الحملة لن يجدي نفعاً، شاكرا مصر على الخدمة الكبيرة التي قدمتها من خلال ما تقوم به مشيرا الى نتائج سوف تظهر فيم بعد. 

وأضاف سماحته :" هل بعد اعتقال سامي شهاب أصبح هنالك اطمئنان لدى النظام المصري بأن عملية قلب النظام انتهت؟ هل استطاع تشويه صورة الحزب؟ أقول لكم لا! هل استطاع التأثير على الانتخابات النيابية؟ أقول لكم لا! إذاً أي هدف متوقع للحملة المصرية على حزب الله حتى هذه اللحظة لم تحقق أي هدف أو نتيجة، إذا أرادوا الاستمرار بهذه الحملة فهذا شأنهم".

السيد نصر الله تمنى لو اظهرت مصر بعضا من غضبها أثناء حرب غزة عندما كان الآلاف من الفلسطينيين في غزة يقتلون وغزة وحيدة حينها. مؤكدا عدم انشاء تنظيم في مصر ولا نية لاستهداف أو التدخل بشؤونها الداخلية، بل فقط كان الهدف هو دعم إخواننا الفلسطينيين. السيد نصر الله اكد متابعة الأمور بشكل قضائي متوجها بالشكر إلى كل اللذين دافعوا بشجاعة عن المقاومة وخصوصا أولئك اللذين لحق بهم الأذى بسبب دفاعهم، وخصوصاً من دافع عن المقاومة من داخل مصر لأنهم كانوا يدافعون عن مصر وعنا أيضاً.

كما تطرق السيد نصر الله الى موقف الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون من القضية، مستغربا كيف أن كي مون لم يستعمل التعابير التي استخدمها في الحديث عنا عندما كانت غزة تحت الغارات الإسرائيلية. لافتا الى ان كي مون تطرق إلى شبكة الاتصالات في لبنان في هذه الفترة لتهديد الاستقرار، معتبرا انه يدفع الأمم المتحدة للمواجهة مع حزب الله والمقاومة في المنطقة، ولفت سماحته الى ان وزارة الخارجية الأميركية أعادت تصنيف حزب الله بأنه تنظيم إرهابي، في اطار حملة عالمية تهدف لتصنيف حزب الله على أنه جماعة مافيات ولكن هذا غير صحيح. واكد سماحته ان هدف كل هذه الحملات هو رفض المشروع الصهيوني والاعتراف بإسرائيل ككيان غاصب ورفض الهيمنة الأميركية.