"صاروخ عسقلان".. رسخ معادلة المقاومة وأنهى هدوءاً مزعوماً

الساعة 12:13 م|18 يونيو 2022

فلسطين اليوم

شنت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" فجر اليوم السبت 18/6/2022، سلسلة من الغارات طالت عدداً من مواقع ونقاط رصد تتبع للمقاومة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، عقب زعم الجيش إطلاق صاروخ من غزة تجاه مدينة عسقلان المحتلة.

إطلاق الصاروخ من قطاع غزة والذي جاء بعد ساعات قليلة من عملية الإغتيال "الإسرائيلية" التي أسفرت عن استشهاد عدد من كوادر المقاومة الفلسطينية وكتيبتها "جنين" حمل عدداً من الرسائل بأن المقاومة لن تتنازل عن معادلتها التي كرستها في معركة "سيف القدس" بتوحيد كافة الجبهات، وفق محللين.

وصباح أمس الجمعة، استشهد ثلاثة مقاومين في عملية اغتيال نفذها جيش الاحتــلال خلال كمين نصبه في مدينة جنين، زفتهم كتيبة جنين وهم " براء لحلوح ويوسف صلاح ليث أبو سرور"، بالإضافة لإصابة ثمانية مواطنين خلال الاشتباكات التي وقعت في مدينة جنين، بحسب بيان لوزارة الصحة الفلسطينية.

توحيد الجبهات

المختص في الشأن الصهيوني مؤمن مقداد، بين أن هناك ربط واضح لما حدث في قطاع غزة فجر وصباح اليوم وبما حدث في مدينة جنين ومخيمها أمس الجمعة، بأن رسالة المقاومة واضحة أنها من تحدد الرد وطريقته المناسبة ووقته.

ويعتقد مقداد خلال حديث لـ " مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن إطلاق الصاروخ من قطاع غزة فاجأَ حكومة "نفتالي بينيت"، خاصة بعد عدة أيام من تهديدات المقاومة وخاصة الجهاد الإسلامي بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث في الداخل المحتل والضفة الغربية لاعتقادها أن ما أوصلته فترة "مسيرة الأعلام" سيبقي تأثيره على جبهة غزة.

وأوضح أن إطلاق المقاومة صاروخ عسقلان الليلة، يؤكد أنها لن تنجر وراء استدراجات الاحتلال مثل فترة ما يسمى "بمسيرة الأعلام" وأنها هي من تحدد الوقت الذي يناسبها ومتى توصل الرسالة خاصة وأن حكومة الاحتلال تعيش في هذه الفترة صراع سياسي وأزمة داخلية عميقة.

وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، قد أكد في تصريح صحفي، أن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى المبارك من انتهاكات يومية من قبل العدو، وعمليات القتل اليومية لأبناء الشعب الفلسطيني في مدن الضفة الغربية يستدعي وقفة جدية من القوى الوطنية والإسلامية، ومن الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته وأن حركته تقف بكل جدية عند هذه العناوين الكبيرة ، ولن تقبل بهذا الإذلال المستمر.

لا تستصعب المواجهة

ورأى المختص في الشأن الصهيوني أن الرسالة التي تريد المقاومة إيصالها؛ أنها من تحدد الرد وطريقته وفي الوقت المناسب، وأن الصمت ليس دليل ضعف بل هو إعداد وتخطيط، ووعود الرد سابقاً ليست مجرد كلمات، بل أفعال في وقتها كما حدث، وكذلك هو تحذير للاحتلال من أن غزة لا تستصعب المواجهة لمساندة أهل الضفة وخاصة جنين.

ولفت إلى أن غزة مستعدة للحفاظ على معادلتها التي وضعتها في معركة "سيف القدس" وهي توحيد وربط كافة أرجاء فلسطين كجبهة واحدة والرسالة صباح اليوم (صاروخ عسقلان) للاحتلال أن المعادلة لا زالت حاضرة، وأن المقاومة تحدد الوقت والطريقة التي تراها مناسبة.

أنهت فترة الهدوء

بدوره، رأى الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني حسن لافي، أن الأحداث التي وقعت صباح اليوم في قطاع غزة، أنهت ما أطلقت عليه "إسرائيل" فترة الهدوء ومحاولة احتواء غزة بعيداً عما يجري في كافة الجبهات والساحات الأخرى وخاصة الضفة الغربية ومخيمها جنين.

وبين خلال حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الهدوء الذي ساد عقب ما يسمي يوم 29/5"مسيرة الأعلام" بات ينهار رويداً رويداً وأن ما حدث صباح اليوم هو بداية لإعادة تكريس ما استطاعت المقاومة الفلسطينية تكريسه طوال الفترة السابقة بتوحيد كافة الجبهات وأن ما يحدث في جنين والقدس والداخل المحتل يؤثر في غزة وأن "إسرائيل" لن تستطيع التفرد بساحة بعيداً عن باقي الساحات.

ولفت الكاتب لافي إلى أن ما حدث من إطلاق صاروخ فجر اليوم يؤكد أن المقاومة لديها موقف لا يمكن التنازل عنه بالمطلق بتوحيد الجبهات، وتقديرها للرد والتدخل ممكن أن يهدأ وأن يتزايد في وتيرته حسب تقديرها، وهو ما ترجمته المقاومة بصاروخ عسقلان لتجدد تأكيدها أن ما يحدث في الضفة وغيرها من المدن الفلسطينية غزة لن تكون بعيدة عنه.

لا يفهم إلا لغة المقاومة

من جهتها، أكدت فصائل المقاومة، أن القصف الصهيوني على قطاع غزة، يعكس حالة العجز والفشل الذي مني به جيش الاحتلال "الإسرائيلي" جراء استمرار ضرب المقاومة وحيويتها واستمرارها خاصةً كتيبة جنين .

فقد أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يأمن للاحتلال فهو عدو مجرم لا يفهم إلا لغة الدم والمقاومة، لافتاً إلى أن أي تصعيد على غزة لن يكون نزهة للاحتلال.

وأوضح المدلل، أن القصف الصهيوني على قطاع غزة، يأتي في سياق عدوان الاحتلال المتواصل والمستمر على الشعب الفلسطيني في جنين والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48 وقطاع غزة، يعكس من خلاله حالة العجز والفشل الذي مني به من ضربات المقاومة وحيويتها واستمرارها، حيث أن كتيبة جنين باتت هاجساً أمنياً للاحتلال.

وبين القيادي المدلل، أن الاحتلال يعتقد من خلال اغتياله لرجال الضفة أمس، أنه سيوقف المقاومة، لكن الشعب الفلسطيني تعود على التضحيات، فإن هذه الدماء الطاهرة تزيد الشعب الفلسطيني، تشبثاً بأرضه ومقدساته، وإصرار نحو تحقيق الانتصار والحرية.

ورأى المدلل، أن التصعيد على غزة هو محاولة لترميم قوة ردعه التي تراجعت بفعل المقاومة الفلسطينية، وفي إطار البازار الانتخابي، حيث أن حكومة الاحتلال ذاهبة إلى الانتخابات، والساحة "الإسرائيلية" تعيش حالة ارباك سياسي نتيجة قوة وحيوية المقاومة الفلسطينية.

وبشأن التصعيد في غزة، قال القيادي المدلل:" إن شعبنا لا يأمن الجانب "الإسرائيلي" وعدوانه مستمر على شعبنا، وأن أي تصعيد أو هجوم على قطاع غزة لن يكون نزهة للاحتلال الصهيوني، وشعبنا الفلسطيني لن يرهبه مثل هذا التصعيد ويوقف المقاومة.

وشدد على أن الاحتلال عدو مجرم لا يعرف للإنسانية معنى لا يفهم إلا لغة الدم والمقاومة، والشعب الفلسطيني مناضل ومقاوم مستمر حتى تحقيق الحرية والانتصار.

كلمات دلالية