ما هو الهدف غير المعلن من زيارة بايدن للسعودية؟

الساعة 01:22 م|15 يونيو 2022

فلسطين اليوم

رأى الخبير الاستراتيجي الأردني، عامر السبايلة، اليوم الأربعاء، أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية لها هدف أساسي سيتم العمل عليه تحت ستار يضفي الشرعية لإدارته كي تتقارب علنيا مع ولي العهد محمد بن سلمان.

وقال السبايلة، حول زيارة جو بايدن للمنطقة، أن "جزءاً أساسياً منها إعادة بناء المحور الأمريكي في هذه المنطقة مع هذه الإدارة".

وأضاف أن الزيارة تأتي أيضاً من باب "الدفع العملي للاتفاق الإبراهيمي"، إذ تتشكل حالة من فكرة الأمن القومي لإسرائيل.

يُشار إلى أنه يُطلق على اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي اسم اتفاق إبراهيم وهو اتفاق أُعلن بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، في 13 آب/ أغسطس 2020، لتصبح الإمارات ثالث دولة عربية، بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994، توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل.

ورداً على ما إذا كان نجاح الزيارة سيؤدي إلى تبدُّل في الموقف الخليجي والسعودي حيال الأزمة الروسية الأوكرانية، يقول السبايلة بأنه لن يكون التغيير بصورة جذرية، ولكن تدريجية، لأن هذه ستتضمن عوامل قياس ثقة".

البيت الأبيض يرفض الرد على مسؤولية محمد بن سلمان عن مقتل خاشقجي

وأوضح أن "محمد بن سلمان لديه مشروع انتقال حكم وهو مشروع طويل الأمد، لكن بلا شك إذا نجحت هذه الإدارة سوف تضعه في الفلك الأمريكي".

تجدر الإشارة إلى أنه وعند بدء الأزمة الروسية الأوكرانية، وفي ظل سعي الولايات المتحدة والغرب للبحث عن بدائل عن الغاز الروسي الذي يتم تصديره لأوروبا، بهدف تطويق روسيا اقتصادياً، طلبت الولايات المتحدة من الإمارات والسعودية زيادة إنتاج النفط، لكن هذا الطلب لم يلق الموافقة من الجانب السعودي والخليجي.

وبناء على ما سبق، يقول السبايلة: "كانت دول الخليج تشعر أنها مُهمشة من قِبَل إدارة بايدن، وتشعر بعدم راحة لهذه العلاقة وعارضت فعليا المطلب الأمريكي بزيادة ضخ النفط لتعويض سوق الطاقة".

يُشار إلى أن وسائل إعلام أمريكية كشفت أواخر العام الماضي، أن الولايات المتحدة تستعد للرد على عمليات نقل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية بين الصين والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى تصريحات أمريكية بأن محمد بن سلمان ما زال منبوذاً بسبب "دوره" في قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا عام 2018.

إلا أن البيت الأبيض أعلن أمس أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيتوجه إلى إسرائيل والضفة الغربية والسعودية من 13 إلى 16 تموز/يوليو. وأن هذه الجولة المرتقبة تأتي لتؤكد التزام الولايات المتحدة بتعزيز أمن إسرائيل وازدهارها والسعي نحو حل الدولتين.

كما سيزور بايدن المملكة العربية السعودية، وسيلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز ويُشارك بحضور قمة جدة التي ستجمعه بقادة دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن، لبحث مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية.

ويُعلق السبايلة على ما سبق، ويوضح فكرته الأولى قائلاً "لا بد من طريقة كي تشرعن الإدارة الأمريكية الانتقال من عداء محمد بن سلمان إلى القبول به، هذا النمط يضفي الشرعية لهذه الإدارة كي تتقارب علنياً مع محمد بن سلمان".

ويوضح السبايلة لنتخيل أن "الإدارة الأمريكية كانت تقول بأننا نريد الإطاحة بابن سلمان، وهو قاتل ومجرم"، لكن اليوم يذهب له بايدن إلى السعودية، وحتى يتم هذا اللقاء وفقاً للسبايلة فإنه بحاجة لغطاء، لذا كان الغطاء ذا الطابع الأمني وفي السياسة دائماً الأمن يُشرعن ويُسقط المحظورات السياسية، لأن الأمن يغير الأولويات".

بناء على ما سبق "عندما يكون العنوان (نحن ذاهبون إلى السعودية وسنلتقي قادة المنطقة لأننا نريد التحدث في أمن إسرائيل أو أمن السعودية)، فإن هذا يعني أنه لم يتبق هنالك محظور سياسي للذهاب إلى محمد بن سلمان"، وفقاً للسبايلة الذي يوضح أن الفكرة ستقوم على "الأمن القومي وتوحيد الأجواء في فكرة العداء لإيران والخطر القادم من إيران بالنسبة لدول الخليج".

ونشرت هيئة البث الإسرائيلية في وقت سابق أن هناك اتصالات متقدمة لإقامة منتدى رسمي وأمني بين إسرائيل والسعودية وعدد من الدول العربية، يعالج قضية الأمن الإقليمي في منطقة الخليج، في مقابل التهديد الإيراني.

وذكرت أن البيان حول إقامة المنتدى سيصدر خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، إما في إسرائيل أو في السعودية، التي سيتوجه إليها من مطار بن غوريون في رحلة مباشرة.

كلمات دلالية