خبر إيران و« إسرائيل » واحتمال الضربة العسكرية ..فلاديمير سادافوي

الساعة 09:42 ص|30 ابريل 2009

ـ البيان الإماراتية 30/4/2009

في الوقت الذي تبدو فيه مؤشرات التهدئة بين واشنطن وطهران واضحة للجميع، يلاحظ التصعيد على الجانب الآخر بين إيران و"إسرائيل"، وهذا التصعيد متبادل من الطرفين، ففي الوقت الذي تصرح فيه الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأن إيران تشكل خطراً واقعياً وحيوياً في المنطقة على "إسرائيل" وجيرانها، ويصرح بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين علناً بأنهم على استعداد كامل لتوجيه ضربة عسكرية لإيران حتى لو لم تشارك الولايات المتحدة معهم، نجد الجانب الإيراني يمارس هو أيضاً التصعيد بطريقته الخاصة.

حيث وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد "إسرائيل" في خطابه في مؤتمر مناهضة العنصرية برعاية الأمم المتحدة في جنيف بأنها «أقسى نظام عنصري»، مثيراً بذلك ضجة «عالمية»، ويعلم نجاد جيداً أن ردود الفعل على تصريحاته ستكون قوية سواء من "إسرائيل" أو من الآخرين من مؤيديها في الغرب.

حيث كتبت صحيفة «تايمز» البريطانية عشية هذا الخطاب تقول، إن سلاح الجو الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لتوجيه ضربة إلى إيران، وأن الطائرات الإسرائيلية جاهزة للإقلاع في أي لحظة لقصف المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية بشكل مكثف، وإنها مجرد تنتظر الإشارة!

وهناك أخبار من "إسرائيل" تقول، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التقى ثلاث مرات مؤخراً مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة وقادة عسكريين إسرائيليين كبار آخرين، واستعرض رئيس الوزراء، باعتباره قائداً أعلى للقوات المسلحة لبلاده في نفس الوقت، تقريراً مسهباً عن التحضيرات لضرب المنشآت العسكرية في إيران، وأبدى ارتياحه أن هذه التحضيرات قطعت شوطاً بعيداً وأصبحت جاهزة للتنفيذ.

فما مدى صحة هذه الأخبار، وما مدى واقعية احتمال إقدام "إسرائيل" على قصف البنى التحتية ل«البرنامج النووي الإيراني» في القريب العاجل؟

من الممكن فهم موقف "إسرائيل" في ظل تصريحات الرئيس الإيراني نجاد على الدوام بأن "إسرائيل" ليس لها الحق في الوجود على خارطة العالم السياسية كدولة.

وكان البرنامج النووي الإيراني على الدوام ولا يزال بالنسبة ل"إسرائيل" «خطا أحمر»، تتحول إيران بعد تجاوزه، إلى خطر يهددها مباشرة. وكان لهذا «الخط الأحمر» في تعريف الخبراء الإسرائيليين والأوروبيين إضافة إلى مستوى التكنولوجيات النووية على الدوام حد زمني. ويشار في الغالب إلى عام 2010.

ولذلك من الممكن الافتراض أن الحديث يدور في أخبار وسائل الإعلام حول تفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد درجة تأهب منظومة البلد العسكرية للقضاء على الخطر الرئيسي الذي يهدده.

وتدل على هذا السيناريو من حيث المبدأ واقعة تخطيط الولايات المتحدة و"إسرائيل" لإجراء مناورات في السنة الجارية في مجال الدفاع المضاد للصواريخ برمز «كوبرا العرعر».

وتنظمها على مدى السنوات الخمس الأخيرة وحدات الدفاع الجوي الإسرائيلية والوكالة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ. إلا أن المناورات التي في النية إجراؤها في هذه السنة ستكون الأكثر تعقيداً وطولاً.

هل يمكن تجنب سيناريو الحرب؟

فيما يخص "إسرائيل" ـ فإنها بلد لا تحتمل الهزيمة. وهذا ما يعتقده على الأقل، الإسرائيليون أنفسهم. فإن أي تراجع عن مواقعها يكاد يعتبر نهاية الدولة. ولا تخفي إيران في نفس الوقت، طموحها لكي تصبح دولة إقليمية عظمى. وإذا أفلحت في البرهنة على إفلاس "إسرائيل"، فمن الممكن اعتبار الهدف قد تحقق. فماذا يحول في هذه الحالة دون محاولة دفع الخصم للهزيمة؟ لاسيما عسكرياً، بتحريضه على عملية عسكرية مجهولة العواقب؟

"إسرائيل" تعلم أن واشنطن قد لا تؤيد خطوتها العسكرية المفاجئة ضد إيران، ولكنهم يعلمون أيضاً أن واشنطن لن تعاقب "إسرائيل" ولن تترك إيران ترد عليها رداً قوياً يؤثر فيها، ولهذا فهم في تل أبيب يراهنون على محدودية الضربة وسرعتها والتدخل السريع من واشنطن والدول الكبرى لوقف تصعيد الأزمة، هذا على الأقل ما تردده بعض الآراء في "إسرائيل"، أما عن رد الفعل الإيراني ومداه، فلا أحد يتحدث عنه.