خبر استمر، فلا أحد يحصي حقا-معاريف

الساعة 08:55 ص|30 ابريل 2009

بقلم: رون مفراغ

(المضمون: لفرار السناتور اليهودي سبكتور الى الديمقراطيين وارتباطه بكلينتون في زياراتها الى المنطقة يعزز الاحساس بان ادارة اوباما مصممة على أن تضع حدا لهذه الموبئة العالمية بهذا الشكل او ذاك – المصدر).

اختبار المائة يوم الاولى للرئيس الامريكي هو جزء من تقاليد تاريخية قديمة. وبقدر ما هو مثير للحفيظة، الا انهم اعتادوا التعايش معه. فحين يكون محرجا، ويثير الغضب، فانه يعكر الاجواء الوطنية. اما حين يلمع بالاضواء، مليء بالفهم، الانسانية وتبلور الامة المتفتتة مثل ما حصل مع براك اوباما، فانه يكون الامل في منتصف النفق.

في مائة ايامه الاولى فعل اوباما اكثر مما فعل سلفه، في ثماني سنوات. فضلا عن ذلك، ففي نصف الوقت عمل اوباما على اصلاح الضرر الذي الحقه ثنائي الخداعين بوش – تشيني بأمريكا: من القرار باغلاق غوانتانامو، كشف سياسة التعذيب، المواجهة الجبهوية مع المؤسسة الاقتصادية والتغيير الملموس في اجواء الركود، حتى بداية ايديولوجيا اغلاق الفوارق بين السود والبيض في امريكا.

من حيث التأييد له، نحو 70 في المائة، اوباما ليس رئيسا، بل ملك. فلاول مرة منذ زمن بعيد تؤمن امريكا بانه بعد ان يكون بعض الشر – سيكون الخير.

في تزامن سيتعلمونه في كلية التاريخ، اثبت الواقع هذا الاسبوع بان مهمة الاولياء يقوم بها آخرون. في اليوم الـ 99 من ولاية الرئيس اعلن السناتور الجمهوري – وينبغي القول اليهودي ايضا – ارلن سبكتور من بنسلفانيا، عن فراره الدراماتيكي من حزب "اللا" الذي كان بيته الى الديمقراطيين.

بالنسبة لحزب يتراكض منذ مائة يوم كالدجاجة المذبوحة ويتلفظ بالهراء، فان فرار سبكتور، مهما كانت دوافعه انتهازية او مبدئية، فانه الهدية الجميلة والمثيرة للانفعال التي يمكن لاوباما ان يتلقاها.

رغم المحاولات المريضة للجمهوريين المحرجين التشهير به، مع خلفية 30 سنة في مجلس الشيوخ، فان سبكتور ليس احدا ما يمكن الاستخفاف بفراره بان حسنا ان تخلصنا منه. فرار السناتور ارلن سبكتور يدل على الارث النازف الذي خلفه بوش لحزبه، يشدد ذهول الهزيمة في الانتخابات ويؤكد الحربين الزائدتين اللتين تورطت فيهما امريكا وارث الانهيار الاقتصادي. ليس فقط الباب الذي فتحه سبكتور بجسده هو مثابة الثغرة الداعية للسياسي التالي.

المعنى هو أن الافراد الذين يمكنهم ان يوقفوا مبادرات الرئيس براك اوباما سيكونون من سيختارون التصويت ضدها مع الجمهوريين. في كل سيناريو آخر ستبحر مشاريع قوانين اوباما في مجلس الشيوخ كالسفن الشراعية في بحر هادىء.

ارلن سبكتور جاء وخرج من والى سوريا ولدى الرئيس الاسد كشخصية مرغوب فيها. وهو يفهم ان حل النزاع في الشرق الاوسط هو المفتاح للحل العالمي بأسره. يهوديته، كما سيذهل افيغدور ليبرمان حين يكتشف ذلك، لا تملي فكره بالنبة للحلول على جدول الاعمال. ولا يزال من السابق لاوانه الحديث عن ذلك، ولكن ارتباط سبكتور بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، في زياراتها الى المنطقة المصابة بالمصائب، يعزز الاحساس بان ادارة اوباما مصممة على انهاء هذه الموبئة العالمية، بهذا الشكل او ذاك.