خبر نابليون يعربد في العمل-معاريف

الساعة 08:54 ص|30 ابريل 2009

بقلم: روبيك روزنتال

(المضمون: تختفي لدى باراك كل مزاياه التي يبديها عندما يكون رجلا عسكريا، ما أن يتوجه الى الساحة السياسية -  المصدر).

بين اثنين من الثلاثية القائدة اليوم لاسرائيل تدور نوع من المنافسة الخفية. ليبرمان هو ذات ليبرمان. ولكن بيبي وباراك يحتفظان بالذاكرة التاريخية وبالسلوك السياسي في كيان مزدوج: "القديم" و "الجديد". "القديم" يضم نواقصهما التي ادت الى سقوطهما في الولاية الاولى. "الجديد" هو التنكر لضعفهما بفضل النضج والتجربة.

عودة الى الحكم بعد عملية النضج ليست جديدة. اسحق رابين اظهر أمراض طفولة عديدة في ولايته الاولى. وعلى مدى 15 سنة نضج خارج المنصب، كرجل سياسي وكوزير دفاع، وعاد الى المنصب فهيما ومتوازنا، بل وحظي بعطف الجمهور. لنتنياهو كانت عشر سنوات للعق جراح وداع الحكم. وفي هذه الاثناء بدا كمن تعلم من الماضي، ولم يمسك به بعد متلبسا باخطاء جسيمة، بخطوات غير مضبوطة او بضغط، بل وحتى تشكيل الحكومة اجتازه بسلام جزئي.

باراك الجديد، وان لم يكن رئيس الوزراء، الا انه عاد الى الساحة بهدف واضح كي يبني نفسه عائدا الى الحكم. هو ايضا يحصي منذ الان ثماني سنوات منذ كان رئيسا للوزراء، وهزمه هزيمة نكراء ارئيل شارون. وهنا يظهر الفارق. "بيبي القديم" كشف عن الضعف والضغط في اوضاع الازمة. "باراك القديم" كشف عن ميزة معاكسة: غرور زائد، وانعدام الانصات للمحيط، مظاهر رجل عسكري نسي ان في الحياة المدنية الامور تسير على نحو مغاير تماما. وفي الزمن الذي انقضى وان كان تعرض للعالم المدني والتجاري اساسا، فعل من اجل مصلحة بيته، أجرى ثورة شخصية في حياته ولكن كما يبدو الان لا ينجح في الاختبار الذي فشل فيه في الماضي. ادارة منظومة سياسية، في هذه الحالة، حزب.

باراك اشترى للحظة عالمه في ادارته حملة "رصاص مصهور". هناك برزت مزاياه: التروي، التوازن، السرية بقدر ما، وحتى الابوية الحامية بعض الشيء. من اللحظة التي كان يخرج فيها من وزارة الدفاع ويتصرف في المجال الحزبي – كل هذه تختفي ويظهر الرجل الذي لا ترغب في أن تراه في رئاسة دولة: ليس فقط غير متعاطف – بل وليس زعيما.

يبدو أن باراك زاغ بصره من نجاحه في أن يقر في مؤتمر الحزب الدخول الى الائتلاف، حتى وان كان فقد في هذه الخطوة ثقة نصف كتلته. المهمة التي كان يفترض بها ان تقف امام ناظريه بعد الخطوة هي بلورة صفوف الحزب التي تبقت له، وان يعيد اليه كيفما اتفق اولئك الذين وقفوا ضده وقاتلوا، وان يخلق اجواء من التعاون في الكتلة، ومن هنا في الحزب، قد تسمح له بان يعيد حزب العمل الى موقع النمو. ودون الاستخفاف بأحد، فان الشخصيات التي تعبر في الجمهور عن طريق حزب العمل ليست فؤاد وفيلنائي، بل شيلي يحيموفتش، عمير بيرتس واوفير بينس. ولا يمكن لباراك أن ينطلق في الحرب السياسية القادمة بدونهم.

ولكن باراك القديم يعربد في الساحة. التنحية الفظة، والفاشلة في هذه المرحلة، لايتان كابل هي خطوة مكشوفة لنابليون الذي تجرأ احد جنرالاته في التمرد على كلمته. الخطوات التي يتخذها تفسد رائحة الحزب أكثر فأكثر، هذا اذا تبقت له رائحة. وبدلا من تحطيم الدائرة السحرية التي يستبدل فيها في حزب العمل الزعماء كما تستبدل الجراب، وحيث من استبدال لاخر تتقلص القدم، يعد باراك الخلفية للاستبدال القادم.