( كاريش) محور المواجهة  بين حزب الله والكيان الصهيونى..

الساعة 10:31 م|11 يونيو 2022

فلسطين اليوم | ياسر عرفات الخواجا

( كاريش) محور المواجهة  بين حزب الله والكيان الصهيونى.. بقلم/ ياسر عرفات الخواجا

ربما تقودنا الأحداث فيما يخص المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها بين الدولة اللبنانية والكيان المحتل و   التى يحاول الأخير الإستحواذ على المنطقة النفطية و إستخراج الغاز من حقل (كاريش)  ومنع الدولة اللبنانية من هذا الحق بل وأكثر من ذلك التلويح و  التهديد المستمر للشركات المستخرجة للنفط ومنعها من أى محاولة إستخراج أو تنقيب حتى فى المياه الطبيعية للبنان . وقد قدرت ثروة الغاز التى تقع فى المنطقة المتنازع90%من كمية النفط فى المياه  اللبنانية10%فى داخل فلسطين المحتلة وقد قدرت الثروة النفطية بما يزيد عن  500 مليار دولار . مما تشكل ثروة كبيرة من شأنها أن تنقذ الوضع الإقتصادى المتدهور من جوع وغلاء وتآكل حقيقى فى منظومة الأمن الغذائي  فى لبنان والذى جاء نتيجة   للتدخل الأمريكى فى الشئون اللبنانية للتأثير على حزب الله لخلق حالة من التوثر و التصادم معه وبالتالى الدخول فى حرب أهلية وإشغال حزب الله فى صراعات داخلية تؤدى إلى تدمير لبنان او على الأقل إضعاف نفوذ حزب الله... وربما هذه الثروة تبعث  أمل وطنى جديد ينتفع خلاله  كل اللبنانيين  .. .كل هذا النهب والسرقة والإعتداءات العلنية والتحدي للمجتمع الدولى وقوانينه على المقدرات اللبنانية من قبل الصهاينة قد تدفع المنطقة لحرب جديدة مع حزب الله عنوانها الحفاظ على السيادة  وحماية  المقدرات اللبنانية .

وربما أكد ذلك حزب الله من خلال كلمة لأمينه العام والتى جاءت متزامنة عشية زيارة المبعوث الأمريكى للتفاوض بشأن العمل على ترسيم الحدود بعدالتعديل  الذى طرأ من خط ٢٣ إلى خط٢٩ وذلك  بعدما قدم الجيش خرائط قانونية تثبت  أحقية لبنان بالمساحة البحرية وفق خط ٢٩و يعتبر حزب الله عملية التفاوض  هى عملية إضاعة للوقت وأنه لا جدوى  من تلك المفاوضات واللقاءات وأنها تأتى فى سياق إستغلال ذلك لصالح الصهاينة بإستمرار ..بعد عام ونصف من المماطلة لترسيم الحدود وفق الخط٢٩   . مؤكدا" حزب الله أن عامل الوقت مهم لللبنانيين  بعد ان  حفر الكيان الصهيونى ثلاث آبار غاز فى حقل (كاريش) المتنازع عليه عبر المنصة التابعة لشركة توتال الأمريكية مؤكدة الأخيرة انه لن تتم أى عملية للحفر و التنقيب إلا بعد ترسيم الحدود  ولم يتم الإلتزام بذلك..

ويستمر الكيان فى تجاوزه بإحضار سفينة إستخراج وإنتاج الغاز اليونانية الضخمةوالبدء خلال شهرين بإخراج الغاز دون اى توافق بهذا الشأن ...الأمر الذى أعطى مؤشر حقيقى بأن الصهاينة غير مكثرتين ويضربون كل الحقوق اللبنانية بعرض الحائط .فى ظل الفراغ اللبنانى للحفاظ على الثروة والإستعداد لقبول التحديات لمواجهة هذ النهب العلنى  لمقدرات الغاز اللبنانية.خرج حزب الله ليؤكد     بأنه متمسك  بحقوق اللبنانيين والدفاع عنها وأنه يملك القدرات فى مواجهة  ذلك وأن لديه مقاومة قادرة ومقتدرة على الإنتصار فى هذه المعركة وأن كل إجراءات العدو لن تستطيع حماية المنصة أدوات وسفينة الحفر و الإستخراج للنفط من (حقل كاريش) من قدرة حزب الله على ضربها منى شاء وربما شكل ذلك خشية وقلق حقيقين للصهاينة  تضعهم أمام الإستخفاف  اللبنانى أو المواجهة العسكرية مع حزب الله .وخصوصا أنه هدد وبشكل واضح وأرسل رسائله محملا"  الدولة اليونانية مسؤلية الإشتراك فى التعدى على السيادة و المقدرات اللبنانية والدعوة إلى سحب سفينة ( أنريجان ) الضخمةالتابعةللشركة  اليونانية وتحميلها المسؤلية الناجمة عن الأضرار المادية والبشرية التى ستلحق بها. وأمام هذا الوضع الراهن وأمام لعبة إضاعة الوقت لصالح الصهاينة
 من الممكن أن يدفع ذلك كله الأحداث  إلى اشتعال المنطقة برمتها نتيجة الإصرار والعربدة وجولات المماطلة  الصهيوامريكية الأمر الذى دفع حزب الله  لرفع  سقف التحديات إلى منع الصهيانة من إستخراج النفط الذى يتم فى المياه اللبنانية  
والمقاومة اللبنانية بذلك تقول إننا ذاهبون إلى المواجهة التى يتسلح بها حزب الله بمائة ألف صاروخ بين قصير ومتوسط وطويل المدى بالإضافة إلى المضادات للطيران والدبابات غيرها من الأسلحة المؤثرة فى ميدان المعركة  وذلك على لسان  بعض المحللين هذا ما هو معروف للإعلام وربما ما خفى أعظم من ذلك... فعامل الوقت مهم بالنسبة لحزب الله لأنه يدرك
تماما انه وأثناء اللقاءات سيتم فرض وإستغلال وقائع قد تعطى الصهاينة امكانية التنقيب وإستخراج للغاز  دون أى إعاقات.... إن رؤيتى المتواضعة لما ستؤول إليه الأحداث وذلك بعدما  وضع حزب الله معادلة واضحة  لمواجهة هذا  التحدى... بأن أهمية تحرير الحدود البحرية وإعادة الحقوق والترواث لا تقل أهمية عن تحرير الشريط الحدودي فى إشارة منه أن المواجهة حاضرة وبقوة وإلى مدى ابعد مما يتصوره الصهاينة وربما الإنسداد  السياسي بهذا الخصوص سيفضى إلى نفس التوجه
السؤال العريض ماذا سيستفيد حزب الله من هذه الحرب ..لا شك بأن هناك رؤية واسعة لدى المقاومة فى لبنان حول المشاركة فى المواجهة القادمة 
_
 حزب الله يريد ان يدخل المعركة اه مسلح بدوافع وطنية متعلقة بالثروة والدفاع عن السيادة اللبنانية  وبالتالى الدخول فى مواجهة مع الصهاينة يكون فيها شبه إجماع وطنى وبالتالى سيشكل للبعض اللبنانى  إحراج إبداء أى معارضة نحو توجه حزب الله بذلك. كذلك إعادة إعتباره السياسي  والعسكرى  وثأتيرة على الساحتين اللبنانية والعربية وإعادة المقاومة إلى الواجهة بإعتبارها الخيار الأمثل لإسترداد الحقوق اللبنانية .

وفى حالة إستطاعت لبنان من خلال حرب يقودها  حزب الله نزع و إعادة الثروة النفطية. فإنها بذلك تنهى أزمة و مشكلة نخرت فى  كيان وبنية المجتمع  اللبنانى   خطط لها الأمريكان ونفذتها أدواته المحلية سنوات طويلة لضرب المنظومة الإقتصادية اللبنانية .وبذلك سيشكل حزب الله ومقاومته صمام أمان إلى كل اللبنانيين  وسيقطع الطريق على أى فرصة للمعارضة للنيل من مقاومته..
إبعاد وحجب الأنظار الدولية عن المشهد النووى  الإيراني الذى يتسابق مع الزمن لخروجه من دائرة التهديد والمفاوضات  إلى دائرة فرض الأمر الواقع النووى..

كلمات دلالية