خبر مصر تضغط على مهربي أنفاق غزة

الساعة 05:34 ص|30 ابريل 2009

فلسطين اليوم-غزة

بعد أن كان مصدراً لتجارة مربحة تعطل نفق أبو عبد الله أسفل الحدود بين مصر وقطاع غزة عن العمل لثلاثة أسابيع بسبب حملة يشنها الأمن المصري ضد التهريب.

 

وتقلصت الشبكة الفلسطينية المؤلفة من نحو ثلاثة آلاف نفق وحفرت لإحباط الحصار الذي تفرضه (إسرائيل) على القطاع الساحلي وتسيطر عليه حركة حماس إلى مئات الأنفاق من جراء القصف خلال الهجوم الإسرائيلي الذي دام ثلاثة أسابيع في يناير كانون الثاني.

 

وقال أبو عبد الله :"الشغل في الأنفاق تقلص لنسبة 20 في المئة عما كان عليه الحال قبل الحرب على غزة بسبب التدمير الإسرائيلي وتصاعد الحملة الأمنية المصرية." وتابع أن الجهود المصرية "أكثر فعالية" من القنابل الإسرائيلية. ولم يكتفوا بتفجير الأنفاق فحسب بل أيضا منعوا السلع المهربة من الوصول إلى مدن مصرية قرب غزة.

 

وتعمل مصر - التي اتهمت فيما مضى بغض الطرف عن عمليات التهريب- بمساعدة من الولايات المتحدة في محاولة لمنع تهريب السلع التي تقول (إسرائيل) أنها تشمل صواريخ يستخدمها رجال المقاومة ضد (إسرائيل).

 

وأضاف أبو عبد الله قائلاً لرويترز: "لقد علمنا أن الشرطة المصرية أقامت نقاط تفتيش لتوقيف الشحنات من البضائع المتوجهة إلى منطقة الأنفاق" وتابع قائلاً "أحياناً قاموا بمراقبة الشاحنات التي وصلت إلى مداخل الأنفاق على الجانب المصري وصادروا البضائع قبل أن يفجروا النفق."

 

وتعتمد غزة على إمدادات يومية من المساعدات الدولية التي يتم توصيلها عبر (إسرائيل) وتخضع للموافقة الإسرائيلية.

 

ويقول مسؤولون عن الأنفاق أن معظم السلع المهربة من الأغذية والملابس والأدوية، وأضافوا أن الجهاز الأمني التابع لحركة حماس حذرهم من تهريب أي أسلحة أو مخدرات.

 

وكانت أسواق غزة ذات يوم عامرة بالسلع الإلكترونية وسخانات المياه والمراوح التي زاد الطلب عليها الآن كثيراً مع اقتراب فصل الصيف.

 

وقال أبو أيمن الذي كان يستورد السلع ويبيعها لتجار محليين وفي بعض الأحيان بأسعار باهظة بسبب التكلفة الإضافية لتهريبها "الآن كل هذه البضائع لا تدخل غزة." ويقول تجار إن إمدادات الوقود التي تدخل عبر الأنفاق انخفضت الآن بمقدار النصف. وتحصل غزة على مئات الآلاف من اللترات من الوقود يومياً من (إسرائيل) لكنها تكمل هذا المصدر ببنزين وسولار مهرب.

 

لكن منطقة الأنفاق على مشارف مدينة رفح بجنوب قطاع غزة لا تزال خلية نحل من النشاط الخفي. تتصاعد أصوات الكثير من مولدات الكهرباء من وراء أكوام الرمل التي تخفي خياماً وملاجيء مصنوعة من القماش والألواح المعدنية.

 

ويقول مسؤولون عن الأنفاق إن المصريين يستخدمون حفارات ومعدات أمريكية خاصة لاقتفاء مسارات الأنفاق. ثم يقومون بتفجيرها أو ضخ المياه بداخلها حتى تنهار. ويتهم مسؤولو أنفاق وحماس أيضاً مصر بإطلاق الغاز داخل الأنفاق لإخراج الفلسطينيين قبل إغلاقها.

 

وذكر عمال أن فلسطينياً لاقى حتفه عندما انهار نفق فوقه الأسبوع الماضي. وقتل عشرات آخرون في العام المنصرم لكن العاملين في الأنفاق يواصلون الحضور لأن الشبان الفلسطينيين في حاجة ماسة إلى العمل.

 

وقال مشغلو أنفاق إن المصريين يزيدون من المجازفات البدنية الكبيرة بالفعل التي يخوضها الفلسطينيون الذين يديرون الأنفاق بملئها في بعض الأحيان بالغاز. وقال أبو أحمد الذي غطى وجهه بقميص قطني أسود "أنا أكسب 50 دولاراً فقط نظير سحب الرمل إلى خارج النفق وأكسب 100 دولار عندما أقوم بنقل بضائع من هذا النفق"، مضيفا أن "الأعمار بيد الله تعالى".

 

وقال أبو إسلام وهو شاب بلحية خفيفة "أنا لي أسهم في هذا النفق... أعتقد أنني بحاجة إلى خمسة شهور لكي أقيم حفل زفافي. أنا أدخر نقوداً لكي أتزوج." ويشير أبو عبد الله وهو أب لأربعة أبناء ويوظف طاقماً من أربعة أشخاص لصيانة وتشغيل نفقه، أن تجارته توقفت حين عثرت الشرطة المصرية على مدخل على جانبها من الحدود متاخم للمدخل الخاص بخطه.

 

والآن يصنع العمال منعطفاً ويحفرون 100 متر إضافية لفتح مدخل جديد. وقال "لا خيار لدينا سوى أن نستمر في هذا العمل. احتياجات السوق في غزة تتزايد كل يوم."