خبر أمضى أكثر من ثلاثة عقود..الاسير « البرغوثي » أمضى أطول فترة اعتقال في العالم

الساعة 05:20 ص|30 ابريل 2009

فلسطين اليوم-رام الله

يسجل عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي بحلول الجمعة كأول معتقل سياسي أمضى أطول فترة اعتقال في العالم بعد أن أمضى أكثر من ثلاثة عقود تنقل خلالها بين معظم السجون الإسرائيلية.

 

واعتقل البرغوثي-الذي انتمى لحركة حماس داخل السجن- في الرابع من نيسان عام 1978، حيث لم يكن قد أنهى عندها 21 عاماً من عمره، لكنه اليوم يدخل عامه الثاني والخمسين.

 

فنائل البرغوثي حكاية بدأت قبل ثلاثين عاماً ولم تنته بعد ... معاناة لا حد لها وألم يزداد مع كل يوم وجرح في القلب غائر، وغصة مع الأيام تكبر ومع كل هذا، يزداد قوة فوق قوته وصلابة إلى صلابته، يوزع الابتسامات عليهم ويرفع المعنويات، إنها حكاية فارس قلما يجود الزمان بمثله.

 

ولد نائل "أبو النور" عام 1957، وكان بطبيعته متمرداً لا يقبل الخضوع، وتربى في كنف عائلة وطنية، فتشرب الوعي الوطني، وكان عنيداً في الحق لا يتراجع عنه أبداً.

 

كل صفات الرجولة تلك لم تكن لتخفي صوراً أخرى من حسن الخلق ولين المعشر من حياة نائل الذي اعتقل وهو في زهرة شبابه، بل إن أغلب أهالي القرية يؤكدون أنه كان مثالاً للشاب الطيب الودود مع أصدقائه، لكن تلك الطيبة تنقلب شراسة غير مسبوقة عند لقاء الأعداء.

 

ومع مرور السنوات على نائل، ازداد تعلقه بالمقاومة، بشكل مواز لنمو التزامه الديني، وأصبح من أشد المؤمنين بالعلاقة التبادلية بين الدين والوطنية، هذه العلاقة التي وجد إشباعها في انتمائه لحركة "حماس" من داخل سجنه بعد اختلاطه بأسرى الحركة وما وجده بينهم من رجولة ووطنية عالية وحس مفعم بالمسئولية.

 

ولم يكن السجن بطول فترته، ولا الحكم بقسوته ليفرق بين نائل وأحبته، فرغم منع والدته لسنوات طويلة من زيارته، واصل الوالد مشواره للقاء ابنه بكل ما فيه من عذاب وتعب حتى لفظ آخر الأنفاس.

 

وهنا صعدت العائلة من محاولاتها للحصول على تصاريح للأم تسمح لها بزيارة ابنها نائل في سجون الاحتلال، وهو ما تم فعلا، في شهر نيسان 2006 ، حيث توجهت الأم للقاء فلذة كبدها بسيارة إسعاف وعلى سرير متحرك، وكانت زيارة الوداع لها، حيث توفيت بعد ذلك بستة أشهر".